في سنة 407 م. وهو موعد الغارة الأولى على برية شيهيت، كان هو في قلايته ومعه بعض الإخوة، فقال: "ها قد جاء البربر اليوم إلى الإسقيط فقوموا واهربوا، فقالوا له وأنت يا أبانا ألا تهرب؟ فأجابهم قائلًا: منذ زمان وأنا انتظر هذا اليوم حتى يكمل قول المخلص، فأجابوه على الفور: "ونحن أيضًا لن نهرب بل نموت معك" فقال لهم هذا شأنكم أنتم، وليهتم كل منكم بنفسه في الموضع الذي يسكن فيه. ثم هتف فيهم: هوذا البربر يقتربون من الباب! وهجم البربر بالفعل عليهم وكانوا سبعة من الرهبان فقتلوهم ولكن واحدًا منهم كان خائفًا فهرب واختفى تحت ضفائر الخوص، فأبصر ملائكة نازلون من السماء وبأيديهم أكاليل يضعونها على رؤوس الشهداء، ثم رأى ملاك الرب وهو يحمل إكليلًا بيده وحينئذ خرج وسلم نفسه للبربر الذين قتلوه هو أيضًا، فنال الإكليل من الملاك ولحق بكوكبة الشهداء.