رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يوسف الصدَّيق البار … لم يخطر بباله يومًا أن مريم ستكون أم المخلص المنتظر، وأن الملاك جبرائيل قد حمل إليها البشارة رغم كونه متعمقًا بكل ما جاء فى الكتب المقدسة عن المسيح المنتظر وعن كيفية مجيئه، وما قيل عنه فى سفر إشعياء النبي "هوذا العذراء تحبل وتلد أبنًا". كان يوسف ينتظر الخلاص– شأنه شأن سائر شعب الله المنكوب لأنه بعد أن مدَّ الفقر والإستياء أذياله على عموم الناس، كان الجميع ينتظر بفارغ الصبر رسولًا من السماء يُنعش ويُعيد روح الله فى قلوب البشر. وهكذا حدث ليوسف ما لم يحدث لأحد سواه، عندما أراد أن يأتي بخطيبته إلى بيته فوجدها حُبلى، تنتظر مولودًا، فأضطرب وخاف كما جاء فى الإنجيل– وتساءل ما عسى أن يكون هذا؟!. فأحتار في أمرها، وهكذا تعرض يوسف لمحنة قاسية أوشكت أن تؤدي بعلاقته مع مريم إلى حد القطيعة والإنفصال، فهو يعتبرها شريكة، عذراء طاهرة، وإذا بها حُبلى، ذلك يفوق إدراك عقله، لكن رغم ذلك لم يفقد صوابه، ولا تفوه بكلمة لا مع مريم ولا مع غيرها حول أى نوع من القلق والظنون لأنه كان مقتنعًا ببراءة مريم خطيبته، ولم يسئ الظن بها مطلقًا، ولكن عدم تمكنه من إيجاد تفسير لما يراه عليها من تغييرات، دفعه إلى أن يتخذ قرارًا بتخليتها سرًا دون إثارة أيه ضجة تلحق بها الضرر، لأنه مجرد أن يخبر عن سرَّها تنال مريم عقوبة الرجم حتى الموت بحسب الشريعة اليهودية، لكنه لم يفعل، قد يكون ذلك الأمر بالذات بدعوة الإنجيل "البار، الصدّيق". لم يتركه الله كثيرًا في حالة الشك والإضطراب، فأرسل له الملاك وأخبره حقيقة (مريم) وشجّعه وأفهمه بأن الرب اختاره هو أيضًا لتحمل أعظم مسئولية ألقيت على عاتق بشر ليكون مربيًا ليسوع المسيح، دون تأثير على حريته أو الضغط على قراره. عندما أدرك يوسف مقاصد الله وتدابيره من الملاك جبرائيل، استجاب لها وأندمج معها، فاّمن بالسر الكبير وقبل المهمة التي كلفه بها الله أن يكون أمام المجتمع الأب الشرعي ليسوع الذي كان الجميع يعرفونه بأبن النجار "يوحنا 6: 42". هكذا اّمن يوسف وأحتفظ بمريم، وأتى بها إلى بيته فرحًا مسرورًا لهذا الشرف السامي الذي خصه به الله ليكون مربيًا ليسوع المسيح. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يوسف الصدَّيق البار مع مريم هرب بيسوع إلى مصر |
يوسف الصدَّيق البار |
يوسف البار |
القديس يوسف البار ( يوسف النجار ) |
يوسف البار |