إكسير الحياة من النظريات العلمية الخاطئة
يقولون شيئين أكيدين في الحياة، الموت والضرائب، ولكن يبدو أن نخب الصين القديمة كانت مهووسة بتجنب السابق، وفي محاولة للعثور على إكسير الحياة وضعوا ثقتهم في الكيميائيين، ومنذ أكثر من 2000 عام أمر الإمبراطور الأول للصين الموحدة تشين شي هوانغ رجاله بالعثور على جرعة تجعله خالدا، وفيما لا يمكن وصفه إلا بأنه سوء تقدير ملحمي أعطى الكيميائيون للإمبراطور إكسيره من الزئبق.
وكما نعلم الآن لا يعمل الزئبق إلا في الزوال السريع للمستقبل، ويعتقد المؤرخون أن الإمبراطور قد تسمم بعد تناول جرعة غير صحية من كبريتيد الزئبق، ومات عن عمر يناهز 49 عاما، وعلى الرغم من هذا الفشل الواضح وهذه النظريات العلمية الخاطئة واصل الكيميائيون عملهم، ومات الكثير منهم وهم يكدحون على الإكسير.
قبل وفاته، أمر تشين شي هوانغ بإنشاء جيش من الطين، وتم وضع هؤلاء المحاربين الجامدين في غرفة دفن الإمبراطور الضخمة لحمايته في الحياة الآخرة، ومن المفارقات أن علماء الآثار يعتقدون أن قبر تشين شي هوانغ محاط بنهر من الزئبق، ولم يكن تشين شي هوانغ الإمبراطور الوحيد الذي استسلم لإغراء الفضة، وأعطي الإمبراطور اكسوانزونج من تانج إكسير مشتق من خام الزئبق (الزنجفر)، وطور أعراضا كلاسيكية للتسمم بالزئبق بما في ذلك الحكة وضعف العضلات والبارانويا.
جادل الكيميائيون بأن هذه الأعراض كانت مجرد صورة عابرة على طريق الخلود، وبالطبع، مات الإمبراطور بعد فترة وجيزة، ومات عدد من أسلاف الإمبراطور بأخذ إكسير مماثل، بما في ذلك الأباطرةموزونج ووزونج، واشتبه الإمبراطور موزونج في حدوث شيء ما، لذلك جعل الكيميائيين التابعين له يتناولون تركيباتهم السامة، ولم تدم حكمة موزونج طويلا، وهو أيضا أصبح مهووسا بالإكسير وسمم نفسه.