رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لم يحمل نحميا حقدًا أو كراهية، إنما ما صلى به كان بروح النبوة عما سيحل بمن يصر على مقاومة الله نفسه. وَلاَ تَسْتُرْ ذُنُوبَهُمْ، وَلاَ تُمْحَ خَطِيَّتُهُمْ مِنْ أَمَامِكَ، لأَنَّهُمْ أَغْضَبُوكَ أَمَامَ الْبَانِينَ. [5] لم يبادر نحميا بأخذ موقف مضاد من المقاومين الساخرين به، إنما طلب تدخل الله نفسه. هذا ما فعله إرميا النبي أيضًا حين غدر به إخوته وخانوه: "أنت يا رب عرفتني، واختبرت قلبي من جهتك. افرزهم كغنمٍ للذبح، وخصصهم ليوم القتل" (إر 3:12) "ها هم يقولون: أين هي كلمة الرب؟ لتأت... ليخز طاردي ولا أخز أنا. ليرتعبوا هم ولا أرتعب أنا. اجلب عليهم يوم الشر، واسحقهم سحقًا مضاعفًا" (إر 15:17، 18). " أنت يا رب عرفت كل مشورتهم عليّ للموت. لا تصفح عن إثمهم، ولا تمح خطيتهم من أمامك، بل ليكونوا متعثرين أمامك. في وقت غضبك عاملهم" (إر 23:18). إن كان الأنبياء بروح النبوة تحدثوا عما سيحل بمقاومي الله، فإن السيد المسيح جاء ليؤكد لنا التزامنا بالحب حتى نحو الأعداء المقاومين بالحق. فنميز بين الشر والشرير، والخطية والخاطي، ونشتهي خلاص الجميع، قائلين مع السيد المسيح: "يا أبتاه أغفر لهم، لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون" (لو 23: 34). هذا ما فعله إسطفانوس أثناء رجمه، إذ "صرخ بصوت عظيم: يا رب لا تقم لهم هذه الخطية" (أع 7: 60). |
|