رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
السؤال هنا: ترى هل أدرك شافان الأثر الهائل للكتاب الذي كان يحمله بيده؟ لست أظن. وهذا يتضح من كلماته للملك، لقد أخبره عن تمام سير العمل في كل شيء، ثم وفي النهاية وكأنه يقول: “آه، وبالمناسبة وجدنا كتابًا - a book”! فربما لم يفهم شافان الكاتب وقتها أن هذا الكنز الذي يحمله ليس مجرد كتابًا، بل أنه “الكتاب”! إنه سفر الشريعة، والذي بمجرد أن قرأه شافان في مسامع الملك، مزق الملك ثيابه... ثم قام بإرسال شافان مع حلقيا وآخرين ليسألوا الرب عما سمع من كلام هذا الكتاب. فذهبوا إلى خلدة النبية «فَقَالَتْ لَهُمْ: هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: قُولُوا لِلرَّجُلِ الَّذِي أَرْسَلَكُمْ إِلَيَّ: هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ مِنْ جِهَةِ الْكَلاَمِ الَّذِي سَمِعْتَ... مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَدْ رَقَّ قَلْبُكَ وَتَوَاضَعْتَ أَمَامَ الرَّبِّ حِينَ سَمِعْتَ مَا تَكَلَّمْتُ بِهِ عَلَى هذَا الْمَوْضِعِ وَعَلَى سُكَّانِهِ أَنَّهُمْ يَصِيرُونَ دَهَشًا وَلَعْنَةً، وَمَزَّقْتَ ثِيَابَكَ وَبَكَيْتَ أَمَامِي. قَدْ سَمِعْتُ أَنَا أَيْضًا، يَقُولُ الرَّبُّ. لِذلِكَ هأَنَذَا أَضُمُّكَ إِلَى آبَائِكَ، فَتُضَمُّ إِلَى قَبْرِكَ بِسَلاَمٍ، وَلاَ تَرَى عَيْنَاكَ كُلَّ الشَّرِّ الَّذِي أَنَا جَالِبُهُ عَلَى هذَا الْمَوْضِعِ» (٢ملوك ٢٢: ١٥-٢٠). فما كان من الملك يوشيا إلا أن صعد هو وجميع الشعب إلى بيت الرب وقرأوا سفر الشريعة في مسامع جميع الشعب. وقطع الملك عهدًا مع الرب، وبالتبعية قطع الشعب هم أيضًا عهدًا مع الرب. نعم، بمجرد أن سمع يوشيا كلمة الله، اتضع وتاب وأطاع الله عاملًا بكل ما تقتضيه كلمات هذه الشريعة، فكان سلام وأمان في أيامه. وفي الحقيقة إن طاعتنا للرب وكلمته هي صمام الأمان لحياتنا. وهي حقيقة بديهية جدًا. «إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا فَلاَ تَأْمَنُوا» (أشعياء ٧: ٩). لكن يلفت النظر معاني الأسماء في هذا الجزء، فمعنى اسم شافان الكاتب الذي أرسله الملك هو: “الوبر أو الأرنب الصخري”. ولقد بعث به الملك إلى حلقيا الكاهن ومعنى اسمه “يهوه حمايتي”، وهو الذي أعاده بسفر الشريعة إلى الملك يوشيا. وكأن حلقيا الكاهن يرد جوابًا للملك ولشافان معه قائلًا: أنه لا حماية لك أيها الوبار الضعيف إلا بالاحتماء في صخر الدهور، ولا سبيل إلى ذلك إلا بأن تجد كلمة الله طريقها إلى حياتك! «كُلُّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ نَقِيَّةٌ. تُرْسٌ هُوَ لِلْمُحْتَمِينَ بِهِ» (أمثال ٣٠: ٥). |
|