منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 29 - 04 - 2014, 03:56 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,313

كتب كتب دراسات آبائية (باترولوجي) وسير قديسين
للقمص تادرس يعقوب
كاهن كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس - سبورتنج - الإسكندرية
إهداء الكتاب

كتب كتب دراسات آبائية (باترولوجي) وسير قديسين
إلى الحبيبيْن في الرب
القمص بيشوي كامل
والشماس يوسف حبيب
اللذين عاشا بيننا وقد أحبَّا كنيسة المسيح وبذلا حياتهما ذبيحة حُب لله، وعشقا آباء الكنيسة وقديسيها، فكرَّس الأول حياته للكرازة بإنجيلها الحق متهللاً على الدوام بقديسيها وسط الآلام، وكرَّس الثاني كل طاقاته لنشر سير القديسين وكتاباتهم، كما عاش يحمل فكرهم حيًا فيه.
أُقدِّم لكما وأنتما في فردوس الله تعيشان مع أرواح القديسين هذا الكتاب في بساطة ليكون سبب بركة لشبابنا وفتياتنا.
أُقدِّمه، وقد بذل فيه الخدام والخادمات والشباب مجهودًا لتقديمه بهذه الصورة المُبسطة.
وقد حاولت ألا أنتهج المنهج العلمي الدراسي البحت، إنما بالأكثر تقديم هذه الباقة الروحية كشهادة حية قدَّمتها الكنيسة عبر الأجيال.
القمص تادرس يعقوب ملطي
قديم 29 - 04 - 2014, 03:57 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,313

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتب كتب دراسات آبائية (باترولوجي) وسير قديسين

إنجيل عملي مفتوح


بين يديك أيها الحبيب مجموعة من سير الشهداء والنساك والرعاة والكتّاب الروحيين ومن الشعب، تتلاحم معًا كأشجار متنوعة في فردوس واحد، غرسه الله القدوس بيمينه، وسقاه بمحبته الإلهية الفائقة المُعلَنة ببذل كلمة الله المتجسد حياته على الصليب، وبعمل روحه القدوس غير المنقطع.
ما أسجله هنا ليس هو كل ما بلغ إلينا من سير للقديسين والآباء وإنما أستطيع أن أقول إنها أشبه بعينات تُمثِّل مجموعة من سير من الشرق والغرب التحم الكل معًا مع اختلاف ثقافاتهم ولغاتهم وظروفهم لتقديم إنجيل ربنا يسوع المسيح حيًا عمليًا في حياة البشرية... لندرك ما قاله الرسول بولس: "أنواع مواهب موجودة ولكن الروح واحد، وأنواع خدم موجودة ولكن الرب واحد" (1كو 12: 4-5).

كتب كتب دراسات آبائية (باترولوجي) وسير قديسين
ليتنا نُدرك موقعنا، فيعلمكل منا أن يكون حجرًا حيًا، في بيت الرب الروحي الواحد، أينما وُجد موقعه أو كان حجمه أو شكله، إذ يقول القديس بطرس: "الذي إذ تأتون إليه حجرًا حيًا مرفوضًا من الناس ولكن مختار من الله كريم، كونوا أنتم أيضًا مبنيين كحجارة حية بيتًا روحيًا كهنوتًا مقدسًا لتقديم ذبائح روحية مقبولة عند الله بيسوع المسيح" (1بط2: 4-5).
هذا وإذ نقدم أمثلة من سير الآباء والقديسين إنما لنتمثل بهم في الرب، كل منا حسب موهبته، منصتين لقول الرسول بولس: "كونوا متمثلين بي كما أنا أيضا بالمسيح" (1كو11: 1).

ملاحظات:
1. من أجل عدم التكرار أضع علامة (*) عند ذكرنا لشخص وردت سيرته في هذه المجموعة، حتى يمكن الرجوع إليها.
2. ذكرت بعض الشخصيات التي لها دورها الفكري في الأدب المسيحي أو الكتابات المسيحية، وإن كان قد شابها بعض الأخطاء أو الانحرافات مثل العلامة ترتليان والعلامة أوريجينوس لننتفع مما هو نافع في كتاباتهم ونرفض ما هو منحرف.
3.أحيانًا الْتَزَمتُ بعرض سريع لبعض شخصيات منحرفة لتميزها عن الأسماء المتشابهة لها حتى لا يحدث خلط مثل يوسابيوس أسقف نيقوميديا الذي كرَّس كل طاقاته لمقاومة البابا أثناسيوس الرسولي في نضاله ضد الأريوسية التي تنكر الإيمان بلاهوت السيد المسيح.
4. متى ذُكرت بدعة ما أو هرطقة حاولت شرحها في إيجاز شديد.
5. حاولت كتابة الأسماء غير المتداولة بالحروف اللاتينية مع العربية حتى إن أراد أحد أبنائنا بالمهجر ترجمة بعض هذه السير أو جميعها لا يجد صعوبة في الأسماء. ونقوم بترجمة هذه السير تباعًا هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت، بعد استئذان القمص تادرس يعقوب.
6. غالبًا ما ذكرت بعد كل اسم مرجع أو كتاب، محاولاً أن يكون بلغة أجنبية ما أمكن لتسهيل الترجمة مع عدم الالتزام بكل ما ورد في المرجع.
ليت هذا القاموس يكون نواة بسيطة يمكن لأحد الباحثين أن يتبناها ليخرج قاموسًا أشمل وأدق. وهذا ما نفعله هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت؛ حيث أخذنا هذا القاموس، وبدأنا في تحديث بياناته وإضافة الجديد، والشخصيات الكنسية المعاصرة وغيرها.. الرب قادر أن يقبل كل عمل بسيط لبنيان نفوس كثيرة.
 
قديم 29 - 04 - 2014, 03:58 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,313

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتب كتب دراسات آبائية (باترولوجي) وسير قديسين

تاريخ الآباء وسيّر حياتهم

كتب كتب دراسات آبائية (باترولوجي) وسير قديسين
مع محبتي الشديدة لكتابة سير القديسين وأعمالهم الروحية وتراثهم وعرض أفكارهم، لا كعمل تاريخي بحت أو دراسي، إنما كعمل روحي يمس حياتنا، كثيرًا ما ترددت في كتابة هذا القاموس، وقد بدأت فيه أكثر من مرة ثم توقفت لشعوري بالعجز الحقيقي عن تقديم ما في قلبي وفكري من جهة هذا العمل، فإن حياة القديسين في جوهرها ليست أعمالاً ظاهرة قدر ما هي حياة داخلية والتهاب روحي، كقول المسيح نفسه: "جئت لألقي نارًا على الأرض، فماذا أريد لو اضطرمت؟" (لو 12: 49) وأيضا "ها ملكوت الله داخلكم" (لو17: 21). هذا اللهيب الداخلي أو الملكوت الإلهي لا يمكن للغة أن تُعَبِّر عنه... ولكن إذ سمحت لي عناية الله بتقديم هذا العمل المتواضع أرجو توضيح بعض النقاط الهامة في عرض سير الآباء والقديسين التي يصعب توضيحها كما ينبغي خلال عرضنا لكل سيرة.
أولاً: بخصوص القديسين
ثانيًا: بخصوص الحياة الرهبانية
ثالثًا: بخصوص سير الشهداء
 
قديم 29 - 04 - 2014, 03:59 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,313

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتب كتب دراسات آبائية (باترولوجي) وسير قديسين

بخصوص القديسين

في اللغة العربية كلمة "قدوس" التي تعادل "قدوش" بالعبرية، "وهاجيوس أو أجيوس" باليونانية، تخص الله وحده، الذي في محبته لخليقته لم يجعل فقط الإنسان الذي يكرس قلبه له قديسًا وإنما حتى الموضع الذي يُكرَّس للعبادة لله بيتًا مقدسًا، والأدوات التي تُستخدَم فيه مقدسة!
إذن فالقديسون في الحقيقة هم أناس الله الذين قدَّموا قلوبهم وحياتهم وأعمالهم لله كعمل محبة، هذا ما دفع الرسول بولس إلى دعوة مؤمني فيلبي وكولوسي وأفسس ورومية قديسين في مقدمة رسائله لهم، بكونهم أعضاء جسد المسيح القدوس، الذين صاروا شعب الله الجديد المقدس له.

كتب كتب دراسات آبائية (باترولوجي) وسير قديسين
يرى العلامة أوريجينوس أن من يدرس الفلسفة مثلاً يُحسَب فيلسوفًا بعد شوط معين وإن كان لا يوجد من بلغ نهاية شوط الفلسفة، وهكذا العلم، بنفس المعنى فإن القديس هو من أحب القداسة والتصق بها مجاهدًا فيها بنعمة الله، سالكًا في طريقها وإن كان لم يبلغ إلى كمال مشتهاة بعد.
ما نود تأكيده هنا في مفهومنا للقديسين الآتي:
1. القداسة ليست حكرًا على فئة معينة، إنما هي عطية الله المجانية يهبها للكاهن، كما للشعب، وللراهب كما للمتزوج، وللشيخ كما للطفل... مادام الإنسان يتجاوب مع هذه العطية عمليًا، ويقبلها في حياته ويسلكها. لستُ بهذا أقلل من أهمية التكريس سواء للحياة التأملية أو الخدمة، إنما أود أن يطمئن كل مؤمن أن عطية الله مقدمة للجميع... وسنرى في القاموس الذي بين أيدينا عينات مختلفة سواء من جهة المواهب أو القدرات أو السن أو المركز الاجتماعي أو الثقافي... الخ فكنيسة الله تضم قديسين من كل نوع!
2. كثيرًا ما يرتبط في ذهن البعض أن القداسة هي القيام بأعمال خارقة مثل الصوم لفترات طويلة أو صنع معجزات... إنما نقول وإن كان الله يهب قديسيه ما هو فائق للطبيعة في أحيان كثيرة، إنما ما نطّوبهم عليه هو غلبتهم الداخلية على الشر، وحياتهم وشركتهم مع الله في ابنه يسوع المسيح. بمعنى آخر القداسة هي عطية روح الله القدوس الذي يثبتنا في الابن القدوس ليكون لنا موضع في حضن أبيه القدوس؛ القداسة هي عمل الثالوث القدوس فينا. بمعنى آخر هي تجاوب عملي مع نعمة الله لكي نحمل مسيحنا القدوس فينا، نشاركه سماته ونمتثل به، فنقول مع الرسول بولس: "أحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ" (غل2: 20).
3. إن كانت الكنيسة تقوم بالتقنين Canonization لتقدم لأبنائها أسماء القديسين من شهداء ومعترفين وآباء أساقفة وكهنة ورهبان وشعب... فإنها إنما تقدم ما قد عرفه المؤمنون من قديسين وتبقى بلا حصر من القديسين سحابة شهود لا يعرفها إلا الله وحده، لهذا تقيم بعض الكنائس عيدًا باسم "كل القديسين"، سواء الذين تعرفهم وتطّوبهم بالأسماء أو لا تعرف أسماءهم.
هنا أيضا يليق بنا أن نؤكد أن القديسين لا يصيرون هكذا خلال التقنين، إنما يأتي التقنين ليكشف عن قديسين ننتفع بصلواتهم ونمتثل بهم، كما فعلت الكنيسة القبطية في السنة الخمسين من نياحة القديس الأنباأبرآم أسقف الفيوم والجيزة، فقرر المجمع المقدس ذِكْر اسمه في القداس الإلهي مع سحابة القديسين.
4. بحكمة إلهية تُقيم الكنيسة أعيادًا للقديسين في تذكار نياحتهم أو استشهادهم أو نقل رفاتهم الخ... إذ يسكب هذا على الكنيسة في جهادها نوعًا من الفرح الروحي المستمر، فهي لا تنوح كمن فقدت أعضاء لها بل تُسبِّح الله وتشكره وتطلب صلوات القديسين كسَنَدٍ للمجاهدين.
هنا أود تأكيد أن التطويبات أو التمجيدات الأصلية التي تُمارس إنما تبرز "عمل الله" في حياة القديس وتؤكد عطيته المجانية، فتلهب قلوب الشعب حبًا، وتفتح أمامهم الرجاء، ليكون لهم نصيب مع هؤلاء القديسين.
 
قديم 29 - 04 - 2014, 04:02 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,313

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتب كتب دراسات آبائية (باترولوجي) وسير قديسين

بخصوص الحياة الرهبانية

1. لسنا ننكر أن هذا القاموس يضم سير كثير من الرهبان والراهبات والمتبتلين، لكن يجب أن نوضح نقطتين هامتين، الأولى أن البعض يظن خطأ أن الرهبنة والقداسة أمر واحد، مع أن الرهبنة هي طريق فاضل إن سلكه الإنسان روحيًا وبحكمة أما القداسة فهي عطية الله لكل المؤمنين الصادقين في إيمانهم عمليًا، سواء كانوا رهبانًا أو متزوجين. أما النقطة الثانية فهي أن الحياة الرهبانية في حقيقتها ليست حياة منفصلة عن الحياة المسيحية العامة، بمعنى آخر الرهبان ليسوا طبقة منعزلة عن جماعة المؤمنين... الرهبنة هي حياة إنجيلية حقيقية، أو قل هي ممارسة للحياة المسيحية التي يجب أن يعيشها المؤمن أينما وُجد، وأيا كان مركزه الكنسي أو الاجتماعي ومهما كانت ظروفه. فالرهبنة تُقدِّم مناخًا أفضل للتمتُّع بالإنجيل المُقدَّم للجميع.
2. سير القديسين خاصة الرهبان منهم مبتورة لا تكشف عن الحقيقة الكاملة، إنما تمس بعض الجوانب دون الأخرى، لأسباب كثيرة منها:
أولاً: كان الرهبان بوجه عام خاصة في مصر يميلون لإخفاء فضائلهم وإبراز رذائل غالبًا ليست فيهم حتى أن القديس يوحنا كاسيان الذي عاش قرابة تسع سنوات في الجو الرهباني المصري دُهش لهذا الموقف الفريد وسجَّله لنا في كتاباته، وعلة ذلك إنهم يطلبون المجد الأبدي لا المجد الباطل الزمني...

كتب كتب دراسات آبائية (باترولوجي) وسير قديسين
ثانيًا: كان التدريب الأول والرئيسي في الحياة الرهبانية، بل وفي الحياة المسيحية بوجه عام، هي التدرب على "السكون"، لا بمعنى التوقف عن الكلام وإنما التمتع بحياة سريَّة مع الله لا يدركها أحد، هي سر الشركة الخفية بين الله والنفس. هذا التدريب الروحي الحيوي يجعل حديثنا عن القديسين مبتورًا، إذ تبقى حياة القديس في جوهرها حياة داخلية لا يعلنها للغير. ربما هو ما عناه القديس أنبا أنطونيوس الكبير حينما أعلن أن الراهب كالسمكة إن خرج من قلايته (حجرته) كما من الماء يموت. هنا لا يقصد "القلاية" بالمفهوم المادي البحت، فإن القديس نفسه كان يخرج ويلتقي مع فلاسفة وجماهير مؤمنين، بل ونزل إلى الإسكندرية أكثر من مرة ليسند المعترفين الذين تحت الضيق ويعاون البابا أثناسيوس الرسولي في مقاومته للأريوسية... لكنه بقيّ في قلاية قلبه له حياته الخفية التي لا يكشف أسرارها للغير. بنفس الروح أيضا عندما زار البابا ثاوفيلس الإسكندري (23) رهبان الإِسقيط سأل الأنبا بموا Pambo أن يقول كلمة منفعة، أما الأخير فصمت، وإذا ألح عليه الرهبان أن ينطق بكلمة ينتفع بها البابا قال: "إن لم ينتفع بصمتي فإنه لن ينتفع بكلماتي". وأيضا يقول القديس نيلس أسقف أنقره: "يستحيل أن يصير الماء الذي به وحلاً نقيًا مادامت هناك حركة مستمرة، هكذا يستحيل أن تصير راهبًا بدون سكون".
من هذا كله يمكننا أن نؤكد أن ما سُجل لنا عن آبائنا لا يمثل الحقيقة كاملة، لأن أمورهم الداخلية الحية لم يكشفوها لأحد، إنما ما ورد إلينا عنهم هو مجرد ملاحظات رآها الذين حولهم سواء كانوا تلاميذ لهم أو زملاء أو زائرين. بمعنى آخر ما ورد عنهم هي تصرفاتهم حسب الظاهر أما أعماقهم فخفية!
ثالثًا: ما يجب تأكيده هنا أن ما ورد في سير الآباء خاصة الرهبان في غالبيتها صادقة ودقيقة لكنها تظهر غير كاملة، لأن ما سجله المشاهدون لهم سجلوا ما يرونه غير عادي بالنسبة لهم، فجاء مثلا كتاب "بستان الرهبان" يركز على النسكيات والتقشفات لكنه لم يركز كثيرًا على قراءة الكتاب المقدس الخ...لأن الأمور الأخيرة طبيعية بالنسبة لكل مسيحي لا تحتاج إلى تسجيل.
بمعنى آخر أن "بستان الرهبان" مع ما له من أهمية فائقة في الكشف عن بعض الجوانب الخاصة بالحياة الرهبانية، لكنيلزم ربطه بالحياة المسيحية العادية في ذلك الحين، والتي لم يسجلها المشاهدون والكتّاب في مذكراتهم عن الرهبان.
هذا ونود تأكيد أن أغلب ما سُجِّل لنا هو ما بلغه هؤلاء الآباء من قامات روحية دون عرض لتفاصيل حياتهم الأولى وجهادهم الممتد لسنوات...
3. إن الحركة الرهبانية في كل صورها "الوحدة والشركة ونظام الجماعات" ليست حركة كهنوتية لكنها حركة شعبية، انطلق الشعب إليها لا لتولي مراكز قيادية في الكنيسة وإنما لممارسة حياة مسيحية على مستوى ملائكي خلال ظروف أفضل بتكريس كل الوقت ما استطاع الإنسان للعبادة وممارسة الحياة الإنجيلية على مستوى أعمق فأعمق.
4. في قراءتنا لسير الرهبان النساك والمتوحدين نسمع عن جهاد شديد في الحياة النسكية والتقشف، حتى بلغ البعض مستوى يفوق حاجة الطبيعة، كالصوم أيامًا كاملة بلا طعام ولا شراب أو السهر ليالٍ بلا نوم في العبادة... فماذا يعني هذا؟
أولاً: في جهادهم لم يقصدوا الدخول في سباق في النسك لذاته، إنما خلال ضبطهم للجسد أرادوا الانطلاق بالروح لتمارس في حرية ـ ما استطاعت ـ حياتهم في الرب، وكأن النسك في سلبيته حرمان للجسد من ملذاته لكن في إيجابّيته ممارسة الروح لانطلاقها نحو السماويات. أقول أن الكثير من الآباء في نسكهم لم يهدفوا بلوغ درجة معينة من حرمان الجسد إنما خلال انطلاق الروح كثيرًا ما ينسى الجسد احتياجاته أحيانًا حتى الضرورية. هذا ما نراه بصورة باهتة في حياتنا اليومية حين ينشغل إنسان بعمل مفرح وبهيج فينسى أكله وشربه ونومه وأحيانا ينسى الزمن نفسه ليقضي أحيانًا يومًا أو يومين وهو لا يدري إن كان قد أكل أم لم يأكل...
أعطى مثلاً عمليًا معاصرًا: عندما أراد أبونا عبد المسيح الأثيوبي أن يقدم أكلة شهية وعمل محبة لأحد الرهبان المعاصرين (حاليًا أسقف - وقت كتابة هذا الكتاب) أحضر علبة مُستخدَمة من فوارغ المعلبات دون أن يغسلها، ملأها ماءً وأوقد تحتها بعض الأعشاب الجافة، ثم وضع "ملوخية جافة مع حلاوة طحينية"، حاسبًا ذلك أكلة شهية وكرم ضيافة عظيم... ما فعله لم يكن في ذهنه نسكًا، لكن خلال حياته الطويلة الملتهبة بالروح لم يعد للطعام تذوُّقا بالنسبة له، فما قد نحسبه نحن طعامًا لا يُطاق يظنه هو ترفًا وتدليلاً!
مرة أخرى رأيته بنفسي عندما أراد أحد رهبان دير السريان أن يكرمه ويُقدِّم له كوب شاي قبل سفره، سكب على الشاي ماء ثم ملحًا وكرر ذلك مرارًا ثم شرب وكأنه قد سمح لنفسه من أجل المحبة أن يشرب هذا المشروب الشهي!!!
ثانيًا: إن كان العمل الروحي يمس النفس والحياة الداخلية لكنه لا يتجاهل الجسد وتصرفاته، فإن كانت سير القديسين تهتم بدور الجسد في العبادة من احتمال للصوم وعمل مطانيات وخضوع وتذلل فإن هذه الشركة مع النفس عربون لشركة المجد الأبدي التي يتمتع بها الجسد مع النفس في الأحضان الإلهية. بمعنى آخر شركة الجسد في العبادة بوجه عام والصلاة بوجه خاص هي نبوة عن مجد قيامته في اليوم الأخير.
كما أن الإنسان ليس جسدًا بحتًا، فهو أيضا ليس نفسًا مُجرَّدة، لكنه يحمل العنصريْن متفاعليْن معًا ومشتركيْن سواء في الجهاد أو في التراخي، في العبادة الحالة كما في فعل الشر، ولا يمكن الانحياز لعنصر على حساب الآخر.
خلال هذا المنظار الروحي يمكننا أن نميز بين النسك المسيحي عن غيره أنه ليس عداوة للجسد ولا تحطيمًا له، لكنه مشاركة منه في الأتعاب للتمتع بالأمجاد. بمعنى آخر المسيحي ليس مقاومًا للجسد في ذاته إنما مُدبرًا له وضابطًا لشهواته، مُقدمًا جسده ذبيحة حب لله، كقول الرسول بولس: "أطلب إليكم أيها الإخوة برأفة الله أن تقدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله عبادتكم العقلية" (رو 12: 1).
5. لا نجد للرهبان تراثًا أدبيًا كبيرًا، فقد اتجه غالبية رهبان مصر إلى الحياة العملية والتأمل دون الكتابة... وإن كنا لا ننكر فئة النساخ خاصة في أديرة الشركة، لكنهم غالبًا ما ينسخون الكتب الكنسية كالكتاب المقدس والقراءات والتسابيح الكنسية مع عظات لغيرهم، أما بالنسبة لهم فكل منهم يود أن ينعم بالفكر اللاهوتي لا خلال الكتابة بل خلال الحياة التعبدية. هذا ما أعلنه القديس أوغريس البنطي الذي عاش في مصر، وإن كان له كتابات هنا روحية كثيرة، لكنه يقول "إنك تكون لاهوتيًا إن كنت تصلي بالحق، وتصلي بالحق إن كنت لاهوتيًا".
6. مادمنا نقرأ سير لرهبان تركوا العالم ليكرسوا حياتهم للعبادة يلزمنا أن نتفهم نظرتهم للعالم ودورهم فيه.
من جهة نظرتهم للعالم، فإن "العالم" في عيني الراهب الحق له معنيان، العالم الحاضر المضاد للعالم العتيد، أي شهوات العالم ومحبة ملذاته أو الارتباك بهمومه، هذا هو العالم الذي يليق بنا أن ننبذه ونهرب منه. أما "العالم" بمعنى سكانه أو البشرية فهذا نحبه في الرب "مُحب البشر" إن كان الله أحب العالم حتى بذل ابنه الوحيد من أجله (يو3: 16)، فيليق بالراهب مهما بلغ توحده أن يحمل في قلبه حبًا صادقًا للعالم يتزايد في كل تقدُّم روحي وينمو بلا توقف.
هنا نفهم "الوحدة" ليس انعزالاً عن البشرية بل اتحادًا في الله محب البشر، حتى إن اعتزلنا البشر جسديًا فإننا نحملهم بالحب الحق في قلوبنا. المتوحد الحقيقي إذ يترك العالم بمباهجه واضطراباته ليعيش في السكون يسمع تنهدات البشرية وصرخاتها التي قد لا تجد من ينصت إليها في وسط دوامة العالم.
الراهب بقلبه الملتهب روحيًا أكثر حساسية ورقة لآلام البشرية وأتعابها وتنهداتها... يقدم نفسه في صلواته ومطانياته ونسكياته ذبيحة حب عن إخوته لأجل خلاصهم. بهذا يمكنني أن أقول أن المتوحدين والسواح الحقيقيين أقرب إلى العالم (البشرية) بقلوبهم من الذين يخدمون وسط العالم بأجسادهم وفكرهم!
7. الرهبنة مع مالها من أنظمة متباينة تشترك في أمر واحد هو: "التهاب الروح بعمل الروح القدس الناري". فالسالك في نظام الشركة أو المتوحد أو السائح الحقيقي يليق به أن يحيا بالروح... بهذا حتى إن خضع لنظام معين أو تدبير ديري معين إنما يعيش في داخله على مستوى "الحرية". هذا الالتهاب هو سمة المسيحي الحق، راهبًا كان أو عاملاً في العالم، راعيًا أو مخدومًا، شابًا أو طفلاً أو شيخًا... الكل يلزم أن يتمتع بما جاء من أجله السيد المسيح القائل: "جئت لألقي نارًا على الأرض، فماذا أريد لو اضطرمت؟" (لو12: 49).
8. خلال الأحاديث السابقة يمكننا أن ندرك في سير القديسين الرهبان خطًا هامًا هو عدم الفصل الكامل بين الحياة التأملية والحياة العاملة بصورة قاطعة، فالمسيحي بوجه عام والراهب كمسيحي إنما يقدم حياته في الرب ذبيحة متكاملة، يشترك الجسد مع الفكر والنفس، ويعمل الكل معًا بتناغم وانسجام؛ فإن قدم عملاً ماديًا يمزجه بالعبادة وإن تعبد للرب لا يفصله عن العمل أيا كان نوعه!
9. في دراستنا لسير الآباء خاصة بعض الرهبان تواجهنا مشكلة الذين تقمَّصوا صورة الغباوة والجهالة، فالقديسة أناسيمون تظاهرت كهبيلة وفي عصرنا الحالي أبونا عبد المسيح المناهرى كان يتظاهر بالهزل... فبماذا تفسر هذا؟ هل يريدنا الله أن نكون جهلة ونتصرف بلا حكمة؟
أولاً: نودتوضيح نظرةالعالم للمسيحيينفي العصرالرسولي، ألا وهي اتهامهم بالغباوة والجهل لأنهم يعبدون إلهًا مصلوبًا، وكما يقول الرسول بولس: "صرنا منظرًا للعالم للملائكة والناس؛ نحن جهال من أجل المسيح وأما أنتم فحكماء في المسيح، نحن ضعفاء وأما أنتم فأقوياء، أنتم مُكرَّمون وأما نحن فبلا كرامة" (1كو4: 9-10). مرة أخرى يقول: "لا يخدعن أحد نفسه، إن كان يظن أنه حكيم بينكم في هذا الدهر فليصر جاهلاً لكي يصير حكيمًا، لأن حكمة هذا الدهر هي جهالة عند الله،لأنه مكتوب: الآخذ الحكماء بمكرهم" (1كو3: 18-19).
لا يفهم من هذا أن الإيمان مضاد للفكر أو العقل، وإلا حسبنا رسالة الإيمان مقدمة لغير العقلاء أو لغير البشر من الكائنات الأرضية... فإن كان الله يهتم بتقديس الجسد كما النفس فبالأولى يكرم الفكر أو العقل ويقدسه، إنما وقد ارتبط الإنسان ببطنه وزحف عليها في تراب هذا العالم تعلق قلبه كما فكره بالزمنيات وحسب الفكر السماوي غباوة والانشغال بالأبدية جهالة... بل وتطلع إلى "الصليب" أداة الحب الإلهي غباوة وعثرة (1كو 1: 23).
نستطيع الآن أن نتعرف على "الجهالة في المسيح" (1كو4: 9) بكونها تعٍد للفكر فوق حدود الحواس والقيم البشرية حين ينعم الإنسان بعربون الحياة السماوية فتمتص كل طاقاته فيها. بهذا يراه العالم غريبًا عنه وجاهلاً وغبيًا!
ثانيًا: قصة أليكسوس الروماني تكشف لنا أحد أسرار التجاء البعض إلى مثل هذه التصرفات فهو ابن أحد الأشراف المعروفين وقد عاش كشحاذ... لكنه وهو شحاذ كسب كثيرين من الشحاذين للرب ورفعهم بالنعمة الإلهية، كما كان له دوره الفعّال الخفي حتى شهدت السماء له. وكأن البعض التجأ إلى هذه الطرق ليعيش وسط الفئات المُعْدَمة والمُحتقرة والمطرودة لكي يعمل كواحد منهم، وفي هذا لا يعيش خاملاً ولا سلبيًا إنما يشهد إيجابيًا بعمل الله فيه وفاعليته فيمن هم حوله.
لقد عاشت القديسة أناسيمون كهبيلة لكنها قادت بسيرتها كثيرين للتوبة وصارت سائحة لها دورها في حياة السواح أنفسهم... وكأن المسيحي لا يستطيع أن يوقف عمل نعمة الله فيه حتى وإن أراد بكل طاقاته أن يخفيها.
ثالثًا:سيرة أبينا عبد المسيح المناهري تكشف لنا جانبًا آخر لهذه التصرُّفات، فإنه تظاهر بالغباوةليفلت من العمل كسكرتير للبابا، لكنه وهو في ببا كان له دوره الحّي وكان يشفي باسم الرب كثيرين بل وأقام ميتًا كما شهد أناس لا يزالون أحياء! كان وراء تظاهره بالغباوة يحمل قوة الله وتعزية الروح لا لنفسه وحده وإنما لكثيرين.
 
قديم 29 - 04 - 2014, 04:03 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,313

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتب كتب دراسات آبائية (باترولوجي) وسير قديسين

بخصوص سير الشهداء

1.يضم هذا القاموس سيرًا لعدد من الشهداء، وإن كان التاريخ قد قدَّم لنا أسماء كثيرة لشهداء لا نعرف عن حياتهم سوى أنهم استشهدوا من أجل الإيمان، بل وقدَّم لنا مدنًا بأكملها قد استشهدت لا يعرف أحد أسماء من كان بها، لهذا يمكننا القول بأن ما ورد هنا من سير إنما أشبه بعينات... هذه العينات أيضًا لا تقدم صورة كاملة عن حياة الشهداء للأسباب التالية:
أ. إن كان الله قد سمح بعنايته أن يُعطي نعمة لبعض محبيهفي أعين الولاة مثل يوليوس الأقفهصي ليهتم بأجساد الشهداء ويلتقي بهم قبيل استشهادهم مسجلاً ما رآه بعينيه خلال ممارسة الآلام والميتات التي سقطت على الشهداء، لكن آلاف الشهداء قدموا حياتهم ذبيحة حب ولم يُسجل لنا أحد عنهم شيئًا.
ب. ما سجله البعض عن أحداث الاستشهاد إنما تكشف الجوانب الظاهرة في حياة الشهيد أما الحياة الداخلية والمشاعر المقدسة التي يجتازها فغالبًا ما يحتفظ بها الشهيد في قلبه رأسماله الأبدي وسرّ تذكيته لا يكشفها للآخرين.
2. حقا إن الكثير من الوثنين قبلوا الإيمان بالسيد المسيح عند رؤيتهم عمله العجيب في حياة شهدائه بل وسلَّموا أنفسهم للاستشهاد على اسمه، ولم يكن هذا انفعالاً عاطفيًا سريعًا إنما هو عمل نعمة الله الفائقة، كتلك التي عملت في حياة ديماس اللص اليمين حين شاهد السيد المسيح مصلوبًا، فسأله أن يذكره في ملكوته، وكان له النصيب الفوري: "اليوم تكون معي في الفردوس". أما بالنسبة للمؤمنين فكان استشهادهم امتدادًا طبيعيًا لحياة تُمارَس يوميًا هي "الموت مع المسيح والقيامة معه وفيه". فالاستشهاد في الحقيقة خبرة مسيحية يومية، وكما يقول القديس أكليمندس الإسكندري: [من يتبع وصايا المخلص يحمل شهادة (مارتيري) في كل أعماله، بممارسته ما يريده السيد، ومناداته اسم الرب على الدوام. إنهم (المؤمنين) هم شهداء بالعمل لحساب ذاك الذي يثقون فيه فيصلبون الجسد مع شهواته وأهوائه[

كتب كتب دراسات آبائية (باترولوجي) وسير قديسين
إن كنا نعرض في الغالب الحقبة الأخيرة من حياة الشهيد فإنها لا تأتي فجأة، لكنها هي امتداد لحياة إيمانية عاملة عاشها في الرب، بقبوله الصلب مع المسيح وتمتعه بالقيامة أو بحياة المسيح المُقامة عاملة فينا.
3. في سير الشهداء يقدم لنا الكتّاب أحداث الاستشهاد الخارجية، كشجاعة الشهيد أو احتماله الألم بصبر أو حواره مع القضاة والولاة، لكن هناك أمور يصعب تسجيلها. فالشهداء في غالبيتهم يدخلون المعركة لا ليتقبلوا آلامًا أو ضيقًا من أشخاص معينين، إنما يصارعون ضد عدو الخير نفسه إبليس. إنهم لا يتطلعون حتى إلى مضطهديهم كمقاومين لهم أو أعداء، إنما عدوهم الحقيقي هو الشيطان الثائر على المسيح الساكن في داخلهم، أما المحامي عنهم وشفيعهم فهو الروح القدس. المعركة في حقيقتها هي داخل النفس بين الله والشيطان، وليس بين ولاة ومسيحيين!
لقد سجَّل أوريجينوس مشاعر الشهداء مُعلِنًا أن السيد المسيح هو الذي يدعو للاستشهاد، وهو الذي يحتمل الآلام، وهو الذي يُقدِّم الإكليل، وهو الذي يتقبله. بمعنى آخر "المسيح" هو المقصود في هذه المعركة، يدخلها خلال أعضاء جسده ليغلب بهم عدو الخير. في هذا يقول يوسابيوس المؤرخ عن الشماس سانكتوس: [أعلن فيه المسيح المتألم مجدًا عظيمًا، طرح المقاوم، وأظهر للغير كيف أنه حيث يوجد حب الله لا يوجد مجال للخوف وحيث يوجد مجد المسيح فلا مجال لما يؤلم] تاريخ الكنيسة5: 1: 23.
وجاء عن القديسة بلاندينا أن المعترفين رأوا في لحظات استشهادهم أن القائمة التي ربُطت فيها في ساحة الاستشهاد قد صارت في أعينهم صليبًا، وأنهم نظروا بأعينهم الخارجية شكل أختهم قد تحول إلى ذاك الذي صلب من أجلهم، أي اختفت معالم وجهها لتظهر معالم وجه المسيح المصلوب... هذه الصورة لم تكن فريدة، إنما بلا شك تمتع بها غالبية الشهداء، لذا تقدموا للاستشهاد بقوة وفرح وبهجة قلب.
4. هناك بعض الأمور تكررت في كثير من سيّر الشهداء حتى ظن البعض أنها من صنع النساخ في كتاباتهم لميامر الشهداء، مثل ظهور ملائكة، بل ظهور السيد المسيح نفسه للشهداء، وتمتع الكثيرون بموهبة شفاء وإخراج الشياطين حتى اللحظات الأخيرة من حياتهم على الأرض، وتمتع البعض بمعاينة الفردوس ولو إلى لحظات! لكننا نعلل هذا بأن الله لا يترك مؤمنيه خاصة في وقت الضيق، فكلما تقسى قلب فرعون تظهر أعمال الله الفائقة؛ بمعنى آخر كانت الأمور لازمة لمساندة الشهداء، كما رافقت الرسل عند كرازتهم وسط الأمم الوثنيين.
الآلام هي المناخ الأصيل للتمتع بأمجاد إلهية داخلية، والصليب هو طريق التلامس مع بهجة القيامة. لهذا لا نعجب إن رأينا أطفالاً لم يبلغوا بعد العاشرة يتقدمون للألم بفرح، وأمهات يقدمن أطفالهن للذبح، وشابات من أصل ملوكي يتهللن بالعذابات... إنها ليست شجاعة بشرية، ولا قدرات خارقة، إنما عطية الله لهم في أعماقهم مع إعلانات سماوية خاصة لتسندهم!
5. بقيّ لنا أن نؤكد بأن الله لا يطالبنا بإثارة الغير لكي يمارسوا الاضطهاد فننال إكليل الشهادة، إذ يقول السيد المسيح: "متى طردوكم في هذه المدينة فاهربوا إلى الأخرى" (مت10: 23). ويقول القديس اكليمندس الإسكندري: [إن كل من يقتل رجل الله يخطئ ضد الله فإن من يقدم نفسه أمام كرسي الحكم (لأثاره الوالي ضده) يكون مجرمًا بموته]. وقد سنَّ القديس بطرس خاتم الشهداء قوانين صريحة في هذا الشأن سبق لنا نشرها في كتابنا عن "البابا بطرس"، ومع هذا فقد سمح الله بدعوة البعض للتقدُّم للاستشهاد لتعزية المضطهدين أو لعمل كرازي كما نرى في سيرة الشهيد أبادير وغيره الخ...
 
قديم 29 - 04 - 2014, 04:06 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,313

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتب كتب دراسات آبائية (باترولوجي) وسير قديسين

فهرس حرف "أ"

الأسماء الموجودة في هذا الجدول، ولكن ستجد الفهرس الكامل مع بعض الإضافات في قسم سير القديسين والشخصيات من التاريخ الكنسي
فهرس حرف "أ"
الاسم
الاسم
أبسخيرون القليني الشهيد
أبا أبان
إبصادى أسقف أبصاي
أبا أبيللين
أبطلماوس الشهيد
أباخوم الشهيد
أبفيّة الشهيدة
أبادير الشهيد
ابن الأبح
أباديون الأسقف الشهيد
ابن الأسقف
أباكير الشهيد ورفقاؤه الشهداء
ابن الدهيري
أباكير ويوحنا الشهيدان
ابن الراهب
أبالي الشهيد
ابن الصاعد
أبامون الترنوطي الشهيد
ابن المكين
أبامون الشهيد
ابن الميقاط
أبامون الطوخي الشهيد
ابن بقر
أبانوب المعترف القديس
ابن سباع
أبانوب النهيسي الشهيد
ابن كاتب قيصر
أباهور الراهب القديس
ابن كبر
أباهور الشهيد
ابن كتامة
أباهور وأبا بيشاي وديودوره أمهما الشهداء
ابن كليل
أبجر الخامس الملك
أبو البركات
أبرا البتول
أبو الحسن الأمح
أبراكسية القديسة
أبو السعيد الكاتب
إبراكسيوس الأب
أبو الطيب
أبراكيوس القديس
أبو الكرم
ابرآم الأسقف القديس
أبو المكارم
ابرآم بن زرعة البابا الثاني والستون
أبو المليح
إبرام تلميذ شيشوى
أبو اليسرى
أبرآم وجاورجي القديسان
أبو اليمن يوسف
أبراميوس
أبو ذقن
إبراهيم الأسقف
أبو زكريا يحيى بن مقاره
إبراهيم الجوهري المعلم
أبو سالم الملطي
إبراهيم القيدوني
أبو سعد منصور
إبراهيم المتوحد القديس
أبو فانا القديس
إبراهيم روفائيل الطوخي بك
أبو ياسر بن القسطال
إبراهيم بك نخلة
أبوللو وأبيب القديسان
أبركيوس الأب
أبوللو وآمون القديسان
إبريموس البابا الخامس
أخيلاوس الشهيد
أبوللو ويوحنا القديسان
أخيلاوس الشهيد
أبوللونيا الشهيدة
أداكتيوس الشهيد
أبوللونيوس الراهب
آداي وماري
أبوللونيوس المدافع
أدروسيس الشهيدة
أبولليناريا القديسة
أدريان وناتاليا القديسان
أبولليناريوس أسقف هيرابوليس
أدوليوس الطرسوسي
أبولليناريوس الأسقف
إراسموس الأسقف
أبوليدس البطريرك الشهيد
أرتيماس الشهيد
أبونديوس الشهيد
أرتيميوس
أبو نفر السائح القديس
أرداليو الشهيد
إبيبوديوس وإسكندر الشهيدان
أرساكيوس المعترف
أبيبوس الشهيد
أرسانيوس القديس
أبيبوس الشهيد
أرسانيوس مملوك سوسنيوس
أبيرؤوه وأثوم الشهيدان
أرسانيوس وأولوجيوس الشهيدان
إبيستيمي وغلاكتيون الشهيدان
أرسانيوس وفيليمون الشهيدان
أبيفان الشهيد
أرستون الشهيد
أبيفانيوس أسقف سلاميس القديس
أرستيديس المدافع المسيحي
أبيما الشهيد
أرسطو المدافع المسيحي
أبيماخوس الفرمي الشهيد
أرسطو بولس الرسول
أبيماخيوس الفرمي القديس
أرسطوس الرسول
أبيماخيوس والكسندر الشهيدان
أرسفيوس وأركياس الشهيدان
أبيماخوس وعزاريانوس الشهيدان
أرشلاوس القديس
أتوربيوس الخصي
أرشليدس القديس
إتروبيوس القارئ
أرشيلاوس البابا الثامن عشر
أثريه الأب
أركاديوس الشهيد
أثناسيوس أسقف قوص
أركانيوس والي سمنود الشهيد
أثناسيوس الرسولي البابا العشرون
أرمانيوس الأب
أثناسيوس الثاني البابا الثامن والعشرون
إرميا الراهب بالمنوفية
أثناسيوس الثالث البابا السادس والسبعون
إرميا الشهيد
أثناسيوس القديس
أرنُبيوس
أثناسيوس الأسقف الشهيد
أبا آري الشطانوفي الشهيد
أثناسيوس الشهيد
إريانا والي أنصنا
أثيناغوراس الفيلسوف
أسبانيوس
أثينوجينيس الشهيد
إسبريدون الأب
أجريكولا الشهيد
استيريوس أسقف أماسيا
أجنس الشهيدة
أستيريوس السوفسطائي
أخيلاس القديس
أغاثون الشهيد
أستيريوس الشهيد
أغاثون العمودي القديس
أستيريوس القديس
أغاثون القديس
أستيروس الكاهن
أغاثونيس الشهيدة
إسحق البابا الحادي والأربعون
أغاثي الأم
إسحق التبايسي
أغربينا الشهيدة
إسحق الدفراوي الشهيد
أغربينوس البابا العاشر
إسحق السرياني
إغريغوريوس أسقف نيصص القديس
إسحق "الكبير"
إغريغوريوس الأرمني القديس
إسحق الهوريني القديس
إغريغوريوس الراهب
إسحق المعترف الأب
إغريغوريوس العجائبي القديس
إسحق قس القلالي
إغريغوريوس النزينزي القديس
إسحق قس شيهيت
أغسطينوس القديس
إسحق من شما الشهيد
أغناطيوس الثيؤفورس القديس
إسخيون الشهيد
أفانتيوس الشهيد
أسطاسيوس الشهيد
إفبربيوس
إسطفانا الساقط
أفتيخوس القديس
إسطفانوس الأول أسقف روما
إفخارستوس
إسطفانوس الليبي
أفدوكيا الشهيدة
أسكلاس الشهيد
أفدوكيا الشهيدة
أسكلابيوس الشهيد
أفرا الشهيدة
إسماعيل ورفيقاه الشهداء
أفراحات القديس
أنبا إشعياء الإسقيطي
أفراسيا القديسة
إشعياء وبسويس الأسبانيان
أفراطس الأب
إشعياء وهور وبولس
افرام السرياني القديس
أغابوس الرسول
أفرام الشهيد
أغابي الشهيدة
أفراحات القديس
أغابيطوس الأسقف
أفركيوس أسقف هيروبوليس القديس
أغابيطوس الشهيد
أفروسينا القديسة
أغابيوس الشهيد
أفروسينى القديسة
أغاتودرس الشهيد
أفرونيا الشهيدة
أغاثا الشهيدة العفيفة
أفرونيا العذراء
أغاثانجيلوس الشهيد
أفستراتيوس الشهيد
أغاثانجيلوس الشهيد
أفلاطون الشهيد
أغاثوبس وثيؤديلوس الشهيدان
أفلمبيوس وأفلمبية القديسان
أغاثوس الشهيد
إفوذس الشهيد
أغاثوس الشهيد
أقلاديوس الشهيد
أغاثون البابا التاسع والثلاثون
الكسندروس الثاني البابا الثالث والأربعون
أكاكيوس بطريرك القسطنطينية
الكسندروس أسقف القسطنطينية
أكاكيوس البار
الكسندروس أسقف أورشليم
أكاكيوس أسقف أورشليم
الكسندروس الأكيميتي
أكاكيوس أسقف بيروا بسوريا
ألكسندروس الجندي الشهيد
أكاكيوس أسقف قيصرية
الكسندروس من ليكوبوليس
أكبسيما الشهيد
الكسيوس القديس
أكساني القديسة
إلماخوس الشهيد
إكسوا الشهيدة
المفضل المصري بن أبي الفضائل
أكسيوبرانتيوس الأسقف
إلوتاريوس وأمه أنثيا
أكسيوبريوس وزوجته زوئي الشهيدان
قديسون وشهداء بذات الاسم
إكسيوبريوس أسقف تولوز
ألونيس الأب
اكليمنضس أسقف أنقرة الشهيد
اللاديوس الأسقف الشهيد
إكليمنضس الروماني القديس
أليبوس القديس
إكليمنضس الإسكندري القديس
أليدورس أسقف ألتينو
أكندينوس ورفقاؤه الشهداء
أليدوس الأسقف
أكويلينا الشهيدة
أليعازر الشهيد
الأحزم الشيخ
أماتاس القديس
الأحزم بن زكريا
أماتور الأسقف
الأسعد أبو الخير
أمانديوس الأسقف
ألبان الشهيد
إمبروسيوس القديس
ألبان الشهيد
إمبروسيوس الإسكندري الشهيد
إلبيدوس القديس
أمبيرة الشهيدة
ألبينوس الطوباوي
أمبيكوس الأب
السعيد بركة بن وجه المهر
إمساح القفطي الشهيد
ألفان وميديون
أمفيلوشيوس أسقف أيقونية
الفتاريوس الشهيد
آمون الشهيد
ألفيؤس الشهيد
آمون الشهيد
الكسندر الأب
أنبا آمون
الكسندر الروماني الأسقف الشهيد
الأب آمون (الريثي)
الكسندر الشهيد
آمون أسقف هرموبوليس
الكسندر الشهيد
آمون بهرموبوليس
الكسندر الطيبي الشهيد
آمون الطوخي الشهيد
الكسندر الفحّام الأسقف الشهيد
أنبا آمون الطيبي
الكسندر الكبادوكي الشهيد
الأنبا آمون الكبير القديس
الكسندرا العذراء
أمونا الشهيدة
الكسندرا الملكة
أبا أموناثاس
الكسندروس الأول البابا التاسع عشر
أنسطاسيوس البابا السادس والثلاثون
أموناس الأب
أنسيمُس الشهيد
أمونيوس الأب
أنطون أبو طاقية المعلم
أمونيوس أسقف إسنا
أنطونيوس القديس أب الرهبان
أمونيوس الطويل الأب
أنطونيوس الشهيد
أمونيوس السقاص
أنطيخوس وسيرياس الشهيدان
أمونيوس المتوحد القديس
أنقراطيس الشهيدة
أمويس القديس
أنوراتوس أسقف آرلي
أميجديوس الأسقف الشهيد
أنوسنت الأول
أميليوس الشهيد
أنوسنت أسقف تورونا القديس
أناتوليا الشهيدة
أنيانوس البابا الثاني
أناتوليوس أسقف اللاذيقية
أنيسيا الشهيدة
أناتوليس الشهيد
أنيسياس أسقف تسالونيك
أناثاس الشهيدة
أنيستوس أسقف روما
أناستاسيا
أنبا أهرون القديس
أناستاسيا
أهل مغارة أفسس القديسون
أناسيمون القديسة
أوبتاتيوس الأسقف
أناطوليس
أوبليوس الشهيد
الأنبا أنانيه
أوتروبيوس أو أتروبيوس الشهيد
أنتروس القديس
أتونومسي الأسقف الشهيد
أنتيباس الأسقف الشهيد
أوتيموس الشهيد
أنثيموس أسقف نيقوميديا الشهيد
أوجرافيوس الشهيد
أندرآس القديس
أوجين القديس
أندراوس الرسول
أوجينيا الشهيدة
أندراوس وأونانيوس الشهيدان
أوجينيوس الشهيد
أندراوس وبولس وبطرس الشهداء
أوخيريوس الأسقف
أندراوس المحامي العام
أودكسية
أندرونيقوس البابا السابع والثلاثون
أوذكسيا
أندرونيقوس الرسول
أور الأب
أندرونيقوس الشهيد
أورانوس الأسقف
أندرونيقوس وأثناسيا
أوربان الأسقف الشهيد
أنسانيوس الشهيد
أورسولا الشهيدة
أنستاسيا الشهيدة
أورسيسيوس القديس
أنستاسيا وباسيليسا
أوري الشطانوفي الشهيد
أنستاسية الشهيدة
أوريجينوس العلامة
أنستاسيا وخريسغونس
أوريليوس الأسقف
أنستاسيا وكيرلس الشهيدان
أوسابيوس أسقف روما
أنستاسيا باتريكيا القديسة
إيريني العذراء الشهيدة
أوسابيوس الكاهن الروماني
إيريني الشهيدة
أوسابيوس السموساطي
إيريني القديسة
أوسابيوس أسقف فرشللي القديس
إيرينيؤس وميستيولا الشهيدان
أوسابيوس القيصري
إيرينيؤس أسقف ليون
أوسابيوس النيقوميدي
إيرينيس
أوسابيوس من كريمونا
إيساك الأب
أوساغينوس الشهيد
إيسنت الشهيد
أوساويوس الشهيد
إيسي الشهيد
أوستخيوم القديسة
إيسيذورس القديس
أوسطاثيوس بطريرك إنطاكية القديس
إيسيذورس الإسكندري القديس
أوطيخيان الأسقف القديس
إيسيذورس الشهيد
أوغاريتوس الأب
إيسيذورس الفرمي الأب
أوغريس البنطي القديس
إيسيذورس المعترف
أوفيمية الشهيدة
إيسيذورس الإنطاكي الشهيد
أوفيمية الشهيدة
إيسيذورس وسنا الشهيدان
أوفيمية الشهيدة
قديسون آخرون باسم إيسيذورس
أوفيمية القديسة
إيلودورس أسقف أليتونا
أولجيوس الأب
إيليا الأب
أولجيوس الشهيد
إيليا الكاهن
أولجيوس الناسك
إيليا المتوحد
أولجيوس والكسيح
إيلياس الأب
أولجيوس قاطع الأحجار القديس
إيلياس الأب السائح
أولمباس الرسول
إيلياس الأسقف الشهيد
أولمبياس الشماسة
إيلياس الخصى الشهيد
أولمبياس ومكسيموس الشهيدان
إيليان الحمصي الشهيد
أومانيوس البابا السابع
إينوسنت الراهب
أونانيوس الشهيد
أيوب الأب
أولاد العسال
إيلاري أسقف بواتييه
أولاديوس الأب
إيلارية القديسة
أيا الشهيدة
إيلاريون الكبير القديس
إيبريخوس الأب
إيلاليا البتول الشهيدة
إيجبيزبيوس أسقف هيرابوليس
ايرائي الشهيدة
إيروثيوس القديس
إيرونيموس القديس
إيريس الشهيدة
إيريني العذراء الشهيدة
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
غاية عبادتنا وشركتنا مع القدوس أن نصير قديسين، نحمل أيقونة إلهنا
قرار وزير التعليم بعد تسريب دراسات الشهادة الإعدادية بالاسماعيلية
معنى كلمة باترولوجى
علم باترولوجي | الباترولوچي
دى دراسات كنديه


الساعة الآن 05:04 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024