رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
غزو كنعان والدخول لأرض الموعد (الجزء الثاني) 2 - عـــــاي עי عـاي עי اسم عبري معناه [ كومة الخراب – ملتوٍ ] وهو اسم كل من : (1) مدينة كنعانية إلى الشرق من بيت إيل (تك12: 8) ؛ (2) مدينة عمونية (إر49: 3) (1) عاي المدينة الكنعانية : أولاً موقعها وتاريخها تقع عاي في وسط فلسطين ، ويرجع تاريخها إلى العصر البرونزي القديم ( أي إلى نحو 3100 ق . م ) ويرد ذكرها لأول مرة في الكتاب المقدس بمناسبة وصول إبراهيم إلى أرض كنعان ، حيث جاء أولاً إلى مكان شكيم، إلى بلوطة مورة.. وظهر الرب لإبرام ، وقال لنسلك أعطي هذه الأرض . فبني هناك مذبحاً للرب الذي ظهر له . ونقل من هناك إلى الجبل شرقي بيت إيل ونصب خيمته . وله بيت إيل من المغرب ، وعاي من المشرق ( تك 12 : 6- 8 ) . ثم بعد عودته من مصر ، سار في رحلاته من الجنوب إلى بيت إيل . إلى المكان الذي كانت خيمته فيه في البداءة بين بيت إيل وعاي ( تك 13 : 3 ) . وقد لعبت عاي دوراً هاماً عند دخول إسرائيل إلى أرض كنعان ، فبعد استيلائهم على أريحا المدينة الحصينة ، أرسل يشوع رجالاً من أريحا إلى عاي التي عند بيت آون شرقي بيت إيل لاستكشاف الموقع . [و أرسل يشوع رجالا من أريحا إلى عاي التي عند بيت آون شرقي بيت إيل و كلمهم قائلا اصعدوا تجسسوا الأرض فصعد الرجال و تجسسوا عاي. ثم رجعوا إلى يشوع و قالوا له لا يصعد كل الشعب بل يصعد نحو ألفي رجل أو ثلاثة آلاف رجل و يضربوا عاي لا تكلف كل الشعب إلى هناك لأنهم قليلون. فصعد من الشعب إلى هناك نحو ثلاثة آلاف رجل و هربوا أمام أهل عاي. ] ( يش 7 : 2-4 ) . فسقط يشوع على وجهه إلى الأرض هو وشيوخ الشعب ، أمام الرب إلى المساء ، فأعلن له الرب أن الهزيمة حدثت بسبب وقوع خيانة لأمر الرب بتحريم أريحا ، حيث أخذ عخان بن كرمي من سبط يهوذا من غنيمة أريحا . فأخذ يشوع عخان والغنيمة وكل من كان له وكل ما كان له فرجمه جميع إسرائيل بالحجارة وأحرقوهم بالنار وسموا ذلك المكان وادي عخور ( عخور = עכור - Achor = إزعاج – تكدير ، وهو يقع إلى الجنوب من أريحا ) ( يش 7 : 10-26 ) . وبعد ذلك هجم يشوع على عاي ، بوضع كمين عليها ، والتظاهر بالتقهقر كما حدث في المرة الأولى ، فخرج جميع رجال عاي وبيت إيل ورائهم وتركوا المدينة مفتوحة ، فقام الكمين بسرعة من مكانه ... ودخلوا المدينة وأخذوها ، وأسرعوا وأحرقوا المدينة بالنار . فلم يجد أهلها مكاناً يهربون إليه . وانقلب عليهم بنو إسرائيل وضربوهم حتى لم يبق منهم شارد ولا منفلت وأمسك يشوع ملك عاي حيَّاً وعلقه على خشبة ، وأحرق عاي و جعلها تلاً أبدياً خراباً إلى هذا اليوم أي إلى اليوم الذي ُكتب فيه سفر يشوع ( يش 8 ) . ولكن المدينة ُبنيت بعد ذلك ، فالمرجح جداً أنها هي عَّياث إحدي المدن التي جاءت إليها جحافل الأشوريين ( إش 10 : 28 ) . وبعد السبي رجع مائتان وثلاثة وعشرون من رجال بيت إيل وعاي ( عز 2 : 28 ، انظر أيضاً عيَّا ( نح 11 : 31 ) . ثانياً الاكتشافات الأثرية : يذكر الكتاب المقدس أن عاي كانت تقع شرقي بيت إيل ، فحدث البحث عنها في مواقع كثيرة في تلك المنطقة ، وكان أكثر المواقع احتمالاً هو الربوة الضخمة فيما يعرف الآن بالتل على بعد ثلاثة كيلو مترات ( نحو ميلين ) إلى الجنوب الشرقي من بيت إيل ، تل بيتين حالياً . فالتماثل المعتاد بين بيت إيل ومدينة بيتن الحديثة يعطي دفعة قوية للتماثل بين عاي والتل . وبالإضافة لذلك فالمعطيات الجغرافية الأخرى في يشوع 8 – 9 بخصوص عاي : مكان الكمين غرب المدينة (يش8: 13) ووادي إلى الشمال (يش8: 13) " ومكان يطل على السهل من الشرق " (يش8: 14) ، وكل هذا يتناسب تمام التماثل ما بين عاي ومدينة التل ... وقد قام بالتنقيب في هذا الموقع جارستانج ( Garastang ) في 1928 ، ثم ماركيه كروز (Marquet Krause ) في 1933-1935 . ثم كالاوي (Callaway ) في 1964-1972 . وقد ثبت أن مدينة عاي وعيّا المذكورة في سفر نحميا فيما بعد السبي ، هي خرابة حيَّان الواقعة على بعد ميل واحد إلى الجنوب الشرقي من التل. وقد دل التنقيب في ذلك الموقع على أنه قامت هناك قرية بلا أسوار في نحو 3100 ق . م وتتابعت على الموقع بعد ذلك سلسلة من المدن المسورة (3000-2860 ، 2860-2720، 2400 ق . م .) . وتكشف آخر مدن هذه السلسلة التي ترجع إلى العصر البرونزي المبكر ، على نفوذ مصري واسع ، يتضح في أسلوب المباني ، ووجود معبد ُعثر فيه على العديد من الأواني المرمرية ، وخزان مبطن بالحجر . والأرجح جداً أن المدينة ُدمرت فجأة في 2400 ق . م . والأرجح أن ذلك تم على يد الغزاة من الأموريين ، وإن كان العلماء ينسبون ذلك إلى غزوة مصرية في أيام الأسرة الخامسة الفرعونية . وظلت عاي بعد ذلك خراباً غير مسكونة إلى نحو 1200 ق . م . (العصر الحديدي الأول) ، حين سكنها قوم من الفلاحين قدموا من المناطق الجبلية . ولم تكن مدينة مسورة . ويبدو أن سكانها هجروها تماماً عقب معركة صغيرة في نحو 1050 ق . م . وعدم العثور على دليل على أن الموقع كان مأهولاً في فترة دخول بني إسرائيل إلى أرض كنعان ( في القرن الثالث عشر قبل الميلاد ) يثير مشكلة فيما يتعلق بوصف معركة عاي كما وردت في سفر يشوع ( 7 ، 8 ) . ويظن ُألبريت (W . F Albriht ) أن ما جاء في سفر يشوع إلى الاستيلاء على بيت إيل القريبة ، ولم تكن عاي سوي مركز متقدم في الطريق إلى بيت إيل ( انظر يش 8 : 17 ) ، ولكن من الواضح أن عاي كانت مدينة قائمة بذاتها لها ملكها الخاص (يش 12 : 9) ، ويقول بعض العلماء إن دلائل سكني المدينة في العصر البرونزي المتأخر قد تكون زالت بفعل عوامل التعرية ، كما هو الحال في أريحا ، أو لعلهم لم يعثروا على الموقع الصحيح لعاي إلى الآن . والخرائط الموجودة عن مدينة عاي الصغيرة تحدد موقعها حسب وصف سفر يشوع والمرجح أنها الآن هي تل بيتين [ أي تل بيت إيل ] 2- عاي مدينة عمونية ، لا ُيعلم موقعها بالضبط ، يذكرها إرميا النبي مع حشبون في نبوته عن عمون (إرميا 49 : 3) . _____المراجع_____ 1 - دائرة المعارف الكتابية 2 - أطلس الكتاب المقدس وتاريخ المسسيحية الطبعة العربية الأولى 2007 3 - أطلس الكتاب المقدس بقلم كارل راسموسن الطبعة الدولية الحديثة NIV ترجمة إدوارد وديع عبد المسيح 4 - برنامج القطمارس الإصدار الثالث |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 105 | أرض الموعد كنعان السماوية |
القديسة فوستينا والدخول في الدير |
إقامة لعازر والدخول إلى أورشليم |
غزو كنعان والدخول لأرض الموعد (1) أريحا |
دخول شعب إسرائيل لأرض كنعان -١- مبادئ هامة |