أولئك اليهود حملَّوه خشبة الصليب كأنه محكوم عليه، ولأنهم اعتبروا خشبة الصليب علامة لعنةٍ، رفضوا حملها أو الاقتراب منها. هكذا تحقق ما اخبرنا به الكتاب بالرموز والظلال عن الموت على مثال الصليب. حيث حمل اسحق خشب المحرقة. لكن في حالة اسحق لم يصل الأمر إلى لحظة تنفيذ القرار بواسطة أبيه (إذ كان الحدثُ مثالاً). لكن الأمر في حالة المسيح وصل إلى التنفيذ الفعلى؛ لأن موته كان حقيقةً وليس ظلاً، فجاء إلى مكان الجمجمة. والبعض يرى أن آدم مات ودُفن في هذا المكان، والمسيح صُلِبَ في هذا المكان حيث ملك الموت. هناك أقام النُصُب التذكاري للنصر حيث خرج حاملاً الصليب كنُصُبٍ تذكاريٍ للانتصار على طغيان الموت. ومثل المنتصرين حمل المسيح ـ هكذا ـ الصليب على كتفيه شعارًا للنُصرة.
عن كتاب ” لك القوة والمجد”