أن ما يجعل موت الأبرار كريماً هو سلام الضمير وهدؤه. فالآثام المصنوعة في مدة الحيوة أنما هي ذلك الدود الذي يقرض قلوب الخطأة المساكين، ويحزن أفيدتهم حين موتهم، لدنوهم من الساعة التي فيها يلزمهم أن يحضروا في ديوان الله. فهؤلاء يوجدون محاطين في تلك الساعة من مجموع خطاياهم، التي تصرخ حولهم مخيفة إياهم، كقول القديس برنردوس: أننا نحن أعمالك فلا نفارقك: فوالدة الإله بالحقيقة لم تكن حين موتها متعوبةً من قبل ضميرها بشيء يوبخها. لأنها وجدت دائماً قديسةً بارةً خاليةً من العيب، معتوقةً من خيال أثمٍ، ومن كل شائبة خطيئةٍ، لا أصليةٍ ولا فعلية.*