"هُو يَشهَدُ لي" فتشير إلى مُهمَّة الرُّوح القُدُس الذي يشهد للمسيح أمام التَّلاميذ، وبواسطتهم يشهد أمام العَالَم، كما يعلن يسوع: "فَمتى جاءَ هوَ، أَي رُوحُ الحَقّ، أَرشَدكم إلى الحَقِّ كُلِّه لِأَنَّه لن يَتَكَلَّمَ مِن عِندِه بل يَتَكلَّمُ بِما يَسمَع ويُخبِرُكم بِما سيَحدُث سيُمَجِّدُني لأَنَّه يَأخُذُ مِمَّا لي ويُخبِرُكم بِه. جَميعُ ما هو لِلآب فهُو لي ولِذلكَ قُلتُ لَكم إِنَّه يأخُذُ مِمَّا لي ويُخبِرُكم بِه (يوحنا 16: 13-15). فالآب يشهد للمسيح والمسيح يشهد للآب والروح يشهد للمسيح. يشهد روح الحق للابن من خلال عطاياه ونعمته على المؤمنين، ومن خلال التَّلاميذ وكرازتهم للقيام بأعمال هي بحدِّ ذاتها تصير شَهادة للمسيح. وتقوم الشَّهادة في الإقرار بحقيقة حادث ما، بالطريقة الرسمية التي تطلبها الظروف. لكن مفهوم الشَّهادة يتسع خاصة في اتَجاه يبتعد عن المجال القانوني، وتأخذ الشَّهادة قيمة دينية محضة. إنّ الرجل الصَّالح ينال الشَّهادة الحسنة ممن يعرفونه على هذا النحو: يشهد اليهود ليسوع (لوقا 4: 22) وقرنيليوس (أعمال 10: 22) وحنايا (أعمال الرسل 22: 12)، وعلى هذا النحو، تشهد الجماعة المسيحية للشمامسة الأولين (أعمال الرسل (6: 3) طيموتاوس (أعمال الرسل (16: 2) وديمتريوس (3 يوحنا 12، راجع 3: 6) وبولس نفسه (1 تسالونيقي 2: 10). ويشهد بولس من جهته لكنائس قورنتس (2 قورنتس 8: 3) وغلاطية (غلاطية 4: 15).