إيمان الكنيسة
لتكن إجابتكم من إيمان الكنيسة:
إن سئلتم سؤالًا عقيديًا، فلا تجيبوا مطلقًا معتمدين على فكركم الخاص أو فهمكم الخاص. فقد قال الكتاب (على فهمك لا تعتمد) (أم 3: 5).
أنت ابن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، جاوب إذن بإيمان الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. إيمانها كما يظهر في كتبها الكنسية المعترف بها، وكما يظهر في أقوال آبائها، وفي قوانينها وتقاليدها.
وسأنتظر الآن إلى كتابين هامين من كتب الكنيسة هما الخولاجي المقدسeu,ologion والأجبية، وأرى ماذا يعلماننا في موضوعنا هذا..
إنك تصلى كل يوم في صلاة الغروب وتقول (إذا كان البار بالجهد يخلص، فأين أظهر أنا الخاطئ). (احسبني يا الله مع أصحاب الساعة الحادية عشرة، لأني أفنيت عمري في اللذات والشهوات، وقد مضى منى العمر وفات). (لكل إثم بحرص ونشاط فعلت، ولكل خطية بشوق واجتهاد ارتكبت، ولكل عذاب وحكم استوجبت).
هل في عبارة واحدة من كل هذا، ما يدل على أنك قد خلصت وضمنت الملكوت وانتهى الأمر. أم هي صلوات من نفس منسحقة معترفة بخطاياها، معترفة بأنها تستحق كل عقوبة، طالما الرحمة من الرب؟
بنفس هذا الانسحاق تقف أمام الله في صلاة النوم وتقول (هوذا أنا عتيد أن أقف أمام الديان العادل مرعوب ومرتعب من من أجل كثرة ذنوبي، لأن العمر المنقضي في الملاهي يستوجب الدينونة. لكن توبي يا نفس مادمت في الجسد ساكنة..). وتوبخ نفسك قائلًا (إذا انكشفت أفعالك الرديئة وشرورك القبيحة، أمام الديان العادل، فأي جواب تجيبي، وأنت على سرير الخطايا منطرحة، وفي إخضاع الجسد متهاونة!؟)..
إنه انسحاق العشار الواقف أمام الله في ذلة، وليست كبرياء الفريسي.. إننا لا نقف كأبرار قد تجدوا وتقدسوا، ونالوا الخلاص، وضمنوا الملكوت إنما في كل صلاة نعترف باستحقاقنا للدينونة ونطلب الخلاص..
وهكذا في صلاة (تفضل يا رب) في صلاة النوم، يتضرع كل منا قائلًا: (أنا طلبت إلى الرب وقلت: ارحمني وخلص نفسي، فإني أخطأت إليك. التجأت يا رب إليك، فخلصني، وعلمني أن أصنع مشيئتك ).
وصلاة الساعة السادسة نستهلها بقول المزمور (اللهم باسمك خلصني) (مز 53: 1). ونقول فيها (مزق صك خطايانا، أيها المسيح إلهنا ونجنا).
وهكذا تعلمك الكنيسة أن تتضرع إلى الرب كل يوم أن يمزق صك لخطاياك، مختتمًا هذه القطعة من الصلاة بقولك (كلامي أقوله فيسمع صوتي، ويخلص نفسي بسلام).
إنك نلت خلاصًا في المعمودية من خطيئتك الأصلية، ومات إنسانك العتيق، عندما مت مع المسيح ودفنت معه. ولكنك مع ذلك، ما تزال تخطئ كل يوم. وإن قلت إنك تخطئ تضل نفسك ولا يكون الحق فيك (1 يو 1: 8).
أنت تخطئ كل يوم، وأجرة الخطية الموت. إذن فأنت تتعرض للموت كل يوم. وتحتاج في كل يوم إلى الخلاص. تحتاج إلى دم المسيح يوميًا ليطهرك من كل خطية. لذلك تحتاج باستمرار إلى أن تعترف بخطاياك، وتتوب، وتتناول من جسد الرب ودمه الذي (يعطى عنا خلاصًا وغفرانًا للخطايا، وحياة أبدية لكل من يتناول منه) حسبما تعلمنا صلوات القداس الإلهي.
إنه خلاص يتجدد باستمرار، تطلبه كل يوم، وتأخذه في كل توبة وفي كل تحليل يصليه الكاهن على رأسك، وفي كل تناول من جسد الرب ودمه.
نرجع بعد هذه المقدمة إلى موضوع الثقة وضمان الملكوت.