رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في مثل الغني ولعازر لم يجب إبراهيم علي تضرع الرجل الغني بأن يرسل لعازر إلي الأرض ليعظ أخوته لكي يتوبوا. وبرر إبراهيم هذا يقوله أن الذين لا يسمعون لموسي والأنبياء “ولا إن قام واحد من الأموات يصدقون”. لا يستطيع الشخص الجسداني أن يتوب مهما كان عدد المعجزات التي قد يراها في حياته. إنها حقيقة، إذ أنه يعيش في غفلة مميتة. فعندما لا تكون حرية الشخص فعالة، لا توجد توبه. فكل شيء لا يحدث إلا بنعمة وتعاون الإنسان. إن أعظم حقيقة في التاريخ هي تجسد المسيح وقيامته وتأسيس الكنيسة التي هي جسد المسيح القائم المتجسد، الإله الإنسان. ولو لم يتأثر الشخص بهذه الحقيقة المذهلة، ولو لم يقتنع بحياة العديد من القديسين الذين هم أعضاء في جسد المسيح القائم من الأموات، فإنه لن يقتنع ولا حتي بأعظم معجزة. ليس خلاص الإنسان وولادته الثانية مسألة سحر وشعوذة، ولكنه ثمرة لتعبيره الحر عن إرادته، إنه ثمرة للألم والجهاد والعمل الشاق. ومع الأسف، يرضي الكثيرون أنفسهم في هذه الأيام بالأحداث الخارجية الخارقة. إن الاقتناع بوجود حياة أخري هو مسألة حساسية روحية داخلية. لأنه حتي لو قام واحد من الأموات فسوف يُساء فهمه علي أنه خيال. ينتشر اليوم بكثرة الحديث عما يسمي “خبرات ما بعد الموت” حيث يدعي بعض الاشخاص أن أرواحهم تركت أجسادهم أو أنها قاربت الخروج ثم عادت ثانية إلي الجسد، ويعددون كل الأشياء الرهيبة التي رأوها و واجهوها. إننا في الكنيسة الأرثوذكسية نقول أنه توجد حالات عادت فيها الروح إلي الجسد ثانية، بمعني أنهم أقيموا من الموت بقوة المسيح. ولكنها بأي حال من الأحوال حالات استثنائية لا تحدث لكل احد. يوجد قديسون تعرضوا لخبرات فظيعة عندما رأوا أثناء حياتهم الشخصية الفردوس والجحيم، واختبروا نيران جهنم، ورأوا ملائكة وشياطين. ولكنهم عندما رجعوا لأنفسهم عاشوا حياة التوبة ونادوا بها الآخرين. علي أية حال إننا نري أن معظم خبرات ما بعد الموت تكون إما شيطانية، أو ثمرة لخبرات مكبوتة أو خيالات، أو انها نتيجة لعقاقير منومة ومهدئة تُعطي لمنع الألم في محنة المرض المرعبة. من المؤكد أن الأمر يتطلب تمييزاً كبيراً لملاحظة الفرق بين هذه الحالات إن كانت من عند الله أو الشيطان أو اضطرابات نفسية وعضوية. إننا في الكنيسة لا ننتظر قيامة قديسين أو خبرات مثل هذه لكي نؤمن. فلدينا الكتاب المقدس، وسيرة الأنبياء والرسل والقديسون، ولدينا أقوالهم وتعاليمهم، بالإضافة إلي رفاتهم، ونحن نؤمن بوجود حياة أبدية. وفي الوقت الحالي وهب الله لكل منا أن يختبر في قلبه ما هو الجحيم وما هو الفردوس. وبخلاف هذه الأمور، فنحن نحفظ وصايا المسيح لكي نحصل علي الشفاء وحتي نحل العديد من المشاكل الوجودية والشخصية والاجتماعية والبيئية. لذا يجعلنا التمسك بوصايا الله أشخاصاً متزنين. |
|