|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شعرتُ بتعبٍ شديد وأنا أقوم بأعمالي اليومية ، من تنظيف وطهي وغيرها ، كأنني وصلتُ للمرحلة التي كنت أخشى الوصول إليها ، أجل ، لقد تملكني المرض هذه المرة ولن أنجُو منه أبداً ، مقاومتي بدأت تضعُف ، جسدي منهك للغاية ، أحتاج لأستلقي بضع دقائق ومن ثمّ أكمل ما عليّ إنجازه..يا الله أشعر بأنني أحتضر ، هناك شيء ما جاثم في حلقي يخنقني ، يشد قبضته ، روحي بدأت تتصاعد شيئاً فشيئاً ..سامحني يا الله لم أكن مستعدة كفاية للقائك ، كيف سأغادر عائلتي؟ زوجي لازال يحتاجني ، إبنتاي ، ولدي من سيساعده في دراسته ، أغمضتُ عينيّ ولم ألبث أن عدتُ للحياة ولكن ثمة أمر غريب يحدث ، أين أنا؟ من هؤلاء الذين حولي ، إنهم الملائكة ، أدركتُ أنني توفيت منذ دقيقتين ، توسلتُ لهم أن يعيدونني مجدداً للحياة ، عائلتي تحتاجني ولم أعتد أن أرحل عنهم دون إخبارهم حتى ، نظرَ إليّ أحد الملائكة نظرة تهكّم ، فأخبره آخر لنساعدها كي تبقى بجانبهم وتطلع على أخبارهم ، أحضر لي شاشة كبيرة ، أخبرني أنّ التوقيت بين الدنيا والآخرة يختلف كثيراً ، فالدقيقة هنا تعادل أيام هناك ، لا بأس ، أجبتهُ ، الأهم أن أراهم ، قام بتشغيل الشاشة ، يا الله زوجي حزين للغاية ، إبنتاي لازالتا ترتديان الأسود ، أين إبني الصغير ، ها هو يجلس وحده في غرفته ينظر إلى صورتي المعلقة على الجدار ويبكي ، شعرتُ بالحزن الشديد ، رجَوتُ الملاك بأن يأخذني لرؤيتهم لأبُث القوة في قلوبهم كما كنت ، لأساندهم فقد اعتادوا أن يتكئوا على كتفي كلما مالت بهم الحياة ، لكنه رفض طلبي ، أغمضتُ عينيّ ولم أشعر بمرور الأيام ، حتى فتحتها وأسرعت إلى الشاشة ، أدهشني ما رأيت ، هناك أحد ما يشارك زوجي سريره ، يبدو أنه تزوج ، لا أدري لما شعرت بالغيرة وأنا لم أعُد حية ، ولكن كيف يمكنه نسياني بسهولة ، لقد عشتُ المُرّة معه وتحمّلتُ الكثير من أجله ، غصة أصابتني ، لا بأس ، يا الله أصوات ضحكاتهم تخترق أذنيّ ، إبنتي الكبرى تزوجت وهي حامل والأخرى تستعد للزواج ، طفلي الصغير أصبح شاب ، حقق حلمه مهندس ، يبدو سعيد جداً ، لقد عادوا لممارسة حياتهم وكأنني لم أكن يوماً ، صورتي لم تعد معلقة على الجدار ، رباه أريد أن أبكي ، لكنني عاجزة ، ففي الآخرة نعجز عن البكاء يبدو ، سألني الملاك : ما بك سيدتي ؟ أجبته : لاشيء ، أريد أن أبكي فقط ، على نفسي لا على أحد ، لقد نسيتها في زحام الحياة ، قضيتُ عمري سعياً لإرضائهم جميعاً على حساب نفسي ، تنازلت عن أمور عدة ، ضحيت حتى وصل بي الأمر أن أموت دون أن أعيش ، إقترب ملاكٌ عطوفٌ مني واحتضنني ، فما شعرتُ بنفسي إلا وأنا أغُط بنومٍ عميق.. " أمي ، لقد استغرقتِ وقتاً طويلاً في النوم ، هيا لديّ الكثير من الفروض المدرسية"..فتحتُ عينيّ ، فأدركتُ أنني لازلت على قيد الحياة ، تحسست جسدي ، حدقت بولدي ، ثمّ أسرعتُ مهرولة وابني يلاحقني : مابكِ أمي..وأنا أجيبه : أريد أن أعيش..أريد أن افرح. . اريد أن لا اضيع عمري في الحزن... |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أنا يا رب أريد أن أعمل معك وتعمل معي لا أريد أن أفارقك أو تفارقني |
أريد يا إلهي أريد |
أريد أن أعيش هذا اليوم |
أريد حلا |
لكن.. ليس كما أريد أنا |