|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لأَنَّ القَديرَ صَنَعَ إِليَّ أُموراً عَظيمة: قُدُّوسٌ اسمُه تشير عبارة "لأَنَّ القَديرَ صَنَعَ إِليَّ أُموراً عَظيمة" إلى صنيع الله لمَريَم بتحقيق ما وعده لإبراهيم وذريَّته للأبد (لوقا 1: 51-55). الله يقف مع مَريَم كما يقف دومًا مع الوضيع والفقير. وإن عظَّم الرَّبّ مَريَم وطوّبها جميعُ البشر، لانَّ القدير صنع لها عظائم. إن عظائم لله تتواصل اليوم أيضا، غير أنها مَخفيَّة ويتوجب علينا أن نكتشفها في أعظم الآمور وأحقرها، وأن نَتمثّلَ بها فلا ننكر ما نلناه من عطاياه، بل لنشكر الله عليها ونستخدمها لمجده. أمَّا عبارة " صَنَعَ إِليَّ " فتشير إلى مَريَم التي كانت أول المُستفيدين من نِعمة التَّجسُّد الخلاصي، إذ صارت مسكن الرُّوحِ القُدُس. أمَّا عبارة " أُموراً عَظيمة " فتشير إلى رائعة التَّجسُّد وأمومة مريم للرَّب يسوع. وفي العهد القديم هذه الأمور العظيمة هي روائع أيام الخروج، ويلات مصر، عبور البحر الأحمر، المّن السَّماوي، وعبور الأردن، كما ورد في سفر الثّنية "هو إِلهُكَ الَّذي صَنَعَ لَكَ تِلكَ العَظائِمَ والأموِرَ الرَّهيبةَ الَّتي رأَتْها عَيناكَ"(تثنية اشتراع 10: 21). أمَّا عبارة " قُدُّوسٌ اسمُه " فتشير إلى قداسة الله، وهي صفة الله الرَّئيسية كما ترنّم صاحب المزامير " اِسمُه قُدُّوسٌ رَهيب "(مزمور 111: 9). ويعلق القديس بيدا المكرم " يُدعَى اسمُه قدّوسًا، أي إنَّه يَسمُو بعزَّةِ قدرتِه فوقَ كلَّ خليقةٍ، وهو مُميَّزٌ ومُفضَّلٌ على جميعِ الكائنات" (في إنجيل القديس لوقا الكتاب 1، 46-55: CCL 120، 37-39). |
|