رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أعذار الرافضين: «ابتدأ الجميع برأي واحد يستعفون». من هنا نفهم أنه لم يكن في قلب أي واحد من المدعوين أن يذهب. وكأن الجميع اتفقوا على عداء الداعي للعشاء وبُغضته؛ لذلك قرروا الاعتذار عن عدم الحضور. وسنرى في الاعتذارات أنها، وإن كانت مشروعة، لكنها مزاعم واهية إذ كان يمكنهم الحضور لكنهم لم يريدوا. العذر الأول: «إني اشتريت حقلاً وأنا مضطر أن أخرج وأنظره». ودعونا نسأل هذا الرجل: هل يشتري أحد حقلاً ويدفع ثمنه دون أن يراه؟ وإن كان هذا قد حدث، فهل يذهب أحد للحقل في ظلام الليل ليعاينه وينظره؟ أ لم يكن من الأفضل تلبية الدعوة للعشاء ثم الذهاب في الصباح للحقل؟ إن هذا الرجل نموذج لمن يضع قلبه على الأرض والأرضيات، ويستحوز المال على كل انتباهه، ويتحوَّل قلبه ونظره عن الغنى الروحي والميراث الأبدي، ويحرم نفسه من السماء ومن فيها. حقًّا «ما أعسر دخول ذوي الأموال إلى ملكوت الله» (لوقا18: 24). العذر الثاني: «إني اشتريت خمسة أزواج بقر وأنا ماضٍ لأمتحنها». عُذر يدل على محاولة تبرير رفض الدعوة وعدم الذهاب للعشاء، لأن البقر عادة يُستَخدم في حرث الأرض أو تشغيل سواقي المياه، وهذا وذاك لا يتم بالليل بل بالنهار. ففي هذا الرجل نرى صورة للإنسان الذي يهتم بأعماله الزمنية وتجارته ومكسبه وخسارته، ويهمل أمر خلاصه وحياته الأبدية ناسيًا قول الرب: «ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟» (متى16: 26). العذر الثالث: «إني تزوجت بامرأة فلذلك لا أقدر أن أجيء». كان بمقدرة هذا العريس أن يأتي ومعه عروسه، لكنه حرم نفسه وحرمها معه. إنها صورة للاهتمامات العائلية ومسؤولياتها والأفراح الأرضية التي تلهي الإنسان عن أفراح السماء. |
|