رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المقطع الأول: إنجيل يوحنا 14 : 16 – 18، 25 - 26 + 16 : 7 - 14. " وسأطلب من الآب أن يُعطيكم معزَّياً آخر يبقى معكم إلى الأبد. هو روح الحق الذي لا يقدر العالم أن يقبله، لأنه لا يراه ولا يعرفه. أمَّا أنتم فتعرفونه، لأنه يقيم معكم ويكون فيكم. لن أترككم يتامى... قلتُ لكم هذا كله وأنا معكم. ولكن المعزّي، وهو الروح القدس الذي يرسله الآب باسمي، سيعلمكم كل شيء ويجعلكم تتذكرون كل ما قلته لكم " (يوحنا 14 : 16 – 18، 25 - 26). " صدقوني، من الخير لكم أن أذهب، فإن كنتُ لا أذهب لا يجيئكم المعزّي. أمَّا إذا ذهبت فأرسله إليكم ... عندي كلامٌ كثيرٌ أقولهُ لكم بعد، ولكنكم لا تقدرون الآن أن تحتملوه. فمتى جاء روح الحق أرشدكم إلى الحق كله، لأنه لا يتكلم بشيء من عنده، بل يتكلم بما يسمع ويخبركم بما سيحدث. سيمجدني لأنه يأخذ كلامي ويقوله لكم. " (يوحنا 16 : 7 - 14). المقطع الثاني: سفر أعمال الرسل 2 : 33 + رسالة رومية 8 : 13. " فلمَّا رفعه الله بيمينه إلى السماء، نال من الآب الروح القدس الموعود به فأفاضه علينا.. " (أعمال 2 : 33). " فإذا حييتم حياة الجسد تموتون، وأمَّا إذا أمتّم بالروح أعمال الجسد فستحيون " (رومية 8 : 13). كم سمعنا ، وكم قرأنا من العظات التي تطلب منّا أن نكون مكرسين للرب، أنقياء، نرفض الخطيئة ونجاهد ضدها، نحيا الوعود ونتمتع ببركات الرب لحياتنا، وكل هذا حق، وهذا ما نريده، وهذه بالطبع مشيئة الرب لحياتنا، لكن كم من المرات حاولنا، وما زلنا نحاول، أن نحيا الحياة المكرسة للرب، وكم لدينا من الأشواق أن نكون دوماً أنقياء. وأنا شخصياً لديَّ قناعة راسخة، بأن أغلب أولاد الله المولودين ثانيةً، مملوئين من الغيرة للرب، ومملوئين أشواقاً كثيرة، لكي يحيوا حياة القداسة للرب، وبأن يتنقوا من الخطيئة، ويكونوا دوماً في مشيئة الرب لحياتهم، كما أنني متاكد أن أغلبنا وبنسبة عالية جداً، نحب وبكل قلوبنا أن نحيا الحياة المنتصرة، ونتمتع بما صنع الرب من أجلنا، من فرح وسلام وطمأنينة، وصحة كاملة، لا قلق، لا خوف، لا أحزان، لا أمراض، لكن إذا قررنا اليوم أن نكون صادقين مع أنفسنا، ومع الله، وإذا قررنا أن ننزع الأقنعة التي نضعها على أوجهنا مراراً كثيرة، لكي نخفي حقيقة حياتنا ومشاعرنا، وحاولنا ولو لمرة واحدة فقط، أن نظهر كما نحن. أعتقد أن أغلبنا وبنسبة عالية جداً أيضاً، سنصرخ ونقول: أين النصرة ؟ أين حياة القداسة ؟ أين التكريس الحقيقي ؟ أين هي الحرارة الروحية والغيرة لعمل الرب ؟ أين الفرح ؟ أين السلام ؟ أين الطمأنينة ؟ أين هو الشفاء والتحري ر؟ أين هي الأشواق التي تملأ قلوبنا ؟ أين يوجد كل واحد منّا من الدعوة التي دُعيَ إليها ؟ أين هي الوعود ؟ وأين وأين وأين ... إلخ. وهل تردد في هذا الصباح مع بولس الرسول بعضاً مما قاله في رسالة رومية، الإصحاح السابع " لا أفهم ما أعمل، لأن ما أريده لا أعملهُ، وما أكرهه أعملهُ ... لأني عالم أن الصلاح لا يسكن فيَّ، أي في جسدي، فإرادة الخير هي بإمكاني، وأمَّا عمل الخير فلا... ويحي أنا الإنسان الشقي من ينقذني من جسد هذا الموت؟ ". نعم هل تصرخ أنت أيضاً ويحي أنا من ينقذني من جسد هذا الموت. أريد أن أحبّ ولا أستطيع، أريد أن لا أغضب ولا أستطيع، أريد أن أتمتع بمحبة الله الآب ولا أستطيع، أريد أن أوقف هذه الخطايا والعادات السيئة ولا أستطيع أريد وأريد وأريد ... ولا أستطيع. أحبائي لم يمت يسوع على الصليب، ويبذل دمه الثمين فداءً عن كل واحد منّا، لنبقى كما نحن، متعبين، نتخبط في صراعاتنا، كما أنه لم يُكتب لنا الإنجيل ليبقى حبراً على ورق، ولم يُرسَل لنا الروح القدس لكي يعزينا فقط عندما نسقط، لا ولن تبقى وعود الرب وعمله في عالم ونحن في عالم آخر، مات يسوع لأجلنا، كُتبت الكلمة لأجلنا، أُرسلَ الروح القدس لأجلنا، أو أنك تستطيع أن تقول لأجلي أنا، تعالوا نتأمل معاً في هذا الصباح في كلمة الرب، واثقين أن كل مشاكلنا ستُحَلَْ. ويحي أنا الإنسان الشقي من ينقذني من جسد هذا الموت ؟ الجواب واحد " الروح القدس ". فمن هو الروح القدس؟ لو سألت هذا السؤال لمجموعة من المؤمنين ستتعدد الأجوبة وستسمع ما يلي: " قوة – حمامة وديعة – مصدر للوحي الإلهي والإلهام ... إلخ ". لكنني اليوم أريدك أن تعرف " أن الروح القدس هو الأقنوم الثالث – هو الله الروح القدس – هو شخص حيّ، أستطيع أن أتكلم معه، أشاركه أتعابي وأحزاني وضعفاتي، وأطلب منه المعونة " وتقول كلمة الله عنه أنه " المعزّي، المرشد، المعين، المحامي، المقوِّي، الجاهز دائماً " (يوحنا 14 : 16) الترجمة التفسيرية Amplified Bible. لم يتركنا الرب يتامى، وقد نبهنا وعلمنا من خلال كلمته قائلاً: " صدقوني، من الخير لكم أن أذهب، فإن كنتُ لا اذهب لا يجيئكم المعزّي ". تأمل معي في كلمات الرب، وكأنه يقول لتلاميذه في حينها: " لا تطلبوا مني أن أبقى فمن الأفضل لكم أن أذهب، لأنه دون ذهابي لن يأتي الروح القدس "، وكأنه يريد أن يفهمنا أهمية مجيء الروح القدس، لأنه كا يعلم الحاجة لوجوده معنا، وها هو بطرس الرسول يقول " فلمَّا رفعه الله بيمينه إلى السماء، نال من الآب الروح القدس الموعود به فأفاضه علينا.. " (أعمال 2 : 33). تأمل معي هذا التركيز على مجيء الروح القدس، تأمل معي أهمية مجيء الروح القدس، وأهمية أن تتعرف عليه بطريقة جديدة، إسمع يسوع وهو يقول لتلاميذه " عندي كلامٌ كثيرٌ أقولهُ لكم بعد، ولكنكم لا تقدرون الآن أن تحتملوه. فمتى جاء روح الحق أرشدكم إلى الحق كله، لأنه لا يتكلم بشيء من عنده، بل يتكلم بما يسمع ويخبركم بما سيحدث. سيمجدني لأنه يأخذ كلامي ويقوله لكم. " (يوحنا 16 : 7 - 14). أمر لافت للنظر والإنتباه، يسوع المسيح، وفي عدة مقاطع من كلمته التي قالها لتلاميذه، قبل الصلب، كانَ يركّز على الروح القدس، فإنني أعتقد أن ذلك يستحق أن نركّز نحن أيضاً عليه، تأمل معي في هذه الكلمات، يسوع يريد أن يقول لتلاميذه، أموراً كثيرة، لكنه كان يعلم أنهم لن يحتملوه، ولكنه قال لهم لا تخافوا، فعندما يأتي الروح القدس، ستعرفون كل شيء، سيرشدكم إلى كل الحق " سيأخذ مما لي ويُعطيكم "، أرجوك لا تنسى هذه الجملة المفتاح، لأننا سنعود إليها كثيراً في دراستنا هذه، تأمل جيداً، الروح القدس أتى لكي: " يأخد ما ليسوع ويُعطينا ". الترجمة التفسيرية Amplified Bible. أحبائي، صرخَ بولس " من ينقذني من جسد هذا الموت " وها نحن اليوم نصرخ معه نفس الصرخة، نريد أن نحبّ بعضنا البعض ولا نستطيع، نريد أن نوقف الخطيئة ولا نستطيع، نريد أن نتقدس ونتكرس ولا نستطيع، نريد أن نخدم الرب بحرارة ولا نستطيع، وإن استطعنا لبعض الوقت نعود ونسقط من جديد. قلوبنا مملؤة بالأشواق لخدمة الرب، ولكن عندما نأتي للتنفيذ نضعف ونتوقف، كم حاولنا من المرات أن نوقف هذه الخطيئة أو هذه العادة السيئة ولم ننجح، إلى أن فشلنا وربما ها نحن الآن أوقفنا المحاولات. وكم قرأنا في صفحات الكتاب المقدس، عدداً كبيراً من الحقائق الروحية، تخبرنا، أن يسوع جرَّد الرياسات والسلاطين وأشهرها جهاراً ظافراً بها بالصليب، واعطانا سلطاناً لندوس العقارب والحيات وكل قوة للعدو، وأنه صلب الإنسان العتيق المملوء بالخطايا والشهوات ودفنه معه، ولكننا ما زلنا اليوم نصرخ أين حياتي من هذه الحقائق الروحية المدوَّنة لي في كلمة الله الصادقة بكل تأكيد، فإذا كان إبليس مجرد من كل قوة، وإذا كان لديَّ السلطلن لكي أدوسه، وإذا كان الإنسان العتيق الذي يجعلني أرتكب الخطايا قد صُلِبْ ودُفِنْ، فلماذا لا أحيا حياة النصرة ؟ لماذا أنا ضعيف أمام هذه الخطايا ؟ لماذا ما زال الإنسان العتيق يتحكم في أغلب تصرفاتي ؟ لماذا ما زلتُ أقلق وأخاف ؟ الجواب واحد، وهو أنك لم تتعرف بعد كما يجب على شخص الروح القدس، تذكر معي ما قلته لـكَ سابقـاً " يأخذ ما ليسوع ويُعطينا ". أحبائي، لا تضلوا، الحل هو " الروح القدس ". تأمل معي في هذه الآية من رسالة رومية والإصحاح الثامن: " لأنه إن عشتم حسب الجسد فستموتون ، ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون ". آية مهمة للغاية، وهي مفتاح الحلّْ. بالروح القدس نميت أعمال الجسد !!! وما هي أعمال الجسد ؟ " زنى – عهارة – نجاسة – دعارة – عبادة أوثان – سحر – عداوة – خصام – غيرة – سخط – تحزّب – شقاق – بدعة – حسد – قتل – سكر – بطر – وأمثال هذه ... " (رسالة غلاطية 5 : 19 – 21). أضف إليها من مقاطع أخرى من الكتاب المقدس، الخوف، القلق، الاكتئاب ... إلخ. والآن أين تجد نفسك من هذه الأعمال ؟ لا تخف فأينما وجدت نفسك تأكد أنك تستطيع بالروح القدس أن تميت هذه الأعمال !!! هذا بالضبط ما قصده يسوع عندما قال: " خير لكم أن اذهب لأنني إن لم أذهب لن يأتي هذا الروح ويساعدكم لكي تميتوا أعمال هذا الجسد، جسد الموت ". وهذا بالضبط ما قصده يسوع عندما قال: " لديَّ كلام كثير أقوله لكم لكنكم لن تستطيعوا أن تحتملوه الآن، لكن متى جاء الروح، يرشدكم إلى كل الحق ". " بالروح تميتون أعمال الجسد " انتبه لا بالقوة ولا بالقدرة بل بروحي قال رب الجنود. والآن سنحاول معاً أن نبسط الموضوع، عن كيفية مساعدة الروح لي لكي أميت أعمال هذا الجسد، وسنحاول أن نربط بطريقة مبسطة بين ما فعله يسوع على الصليب، وما هو دور الروح القدس في نقل عمل الرب إلى حياتنا. صـرخ يســوع على الصليب " قد أكمل " كلمتين صغيرتين، لكن فعلهما في العالم الروحي كبير جداً، يختصر الحياة كلها " قد أكمل ". جرَّدَ يسوع الرياسات والسلاطين، انتزع السلطان من إبليس، وأعطنا السلطان لنا نحن، غفر الخطايا، أعطانا الحياة الأبدية، أعطانا النصرة، حمل كل أمراضنا وأحزاننا، أخذ التعاسة والاكتئاب، أعطانا الفرح والسلام والطمأنينة، كسر شوكة الموت، أعطانا القدرة أن نحيا الحياة التي ترضيه، أعطانا القدرة أن نتحرر من سلطان الخطيئة، صلب الإنسان العتيق، كما تستطيع أن تضيف على هذه اللائحة كل الحقائق الروحية المدوَّنة في الكتاب المقدس، ولكن بأهمية كل هذا نال من الآب الروح القدس الموعود به، وبكل جرأة أستطيع القول، أنه لو لم ينل لنا هذا الوعد، ولو لم يُرسل لنا الروح القدس، لبقيت كل هذه الحقائق التي دفع الرب دمه الثمين ثمناً لها، لبقيت حقائق روحية، دون أن نختبرها في حياتنا، فماذا جاء الروح القدس ليفعل ؟ تذكر ما قلته لكَ سابقاً " يأخذ ما ليسوع ويُعطينا "، وتأمل معي في هذا المقطع الكتابي الثمين من الرسالة الأولى إلى كورنثوس 2 : 12 " وما نلنا روح هذا العالم، بل نلنا الروح الذي أرسله الله لنعرف ما وهبه الله لنا "، نعم وحده الروح القدس يأخذ ما حققه لنا يسوع على الصليب، ويُعطينا، لا بل يساعدنا لكي تصبح هذه الحقائق، اختباراً يومياً في حياتنا، وهذا هو العمل الثنائي العجيب " الصليب والروح القدس " كل ما حققه يسوع على الصليب لن يصبح حقيقة اختبارية يومية في حياتك دون الروح القدس !!! ولولا موت يسوع على الصليب وانتصاره لم يكن هناك أي شيء ليقوم به الروح القدس !!! قال يسوع: " لن أترككم يتامى " وهو لم يفعل، بل أرسلَ لنا الروح القدس، لأنه كان يعرف أن كل ما فعله لأجلنا، وكل ما حققه بموته على الصليب، وقيامته، دون عمل الروح القدس في حياتنا، سنكون كاليتامى، قال يسوع للفريسيين: " تحزمون أحمالاً ثقيلة شاقة وتلقونها على أكتاف الناس، ولكنكم لا تحركون إصبعاً يعينهم على حملها " (متى 23). لكن شكراً للرب انه بكل تأكيد ليس كالفريسيين، ولا يحمّلنا أحمالاً ثقيلة، ويقف مكتوف الأيدي يتفرج علينا، ونحن نئن تحت هذه الأثقال، بل كل ما طلب منا أن نفعله، مهَّد له الطريق، بعمله على الصليب، وبإرساله الروح القدس، لكي يحمل عنا كل هذه الأحمال. أحبائي، دون الروح القدس، لن نستطيع اختبار النصرة، واختبار كل ما صنع يسوع لنا. وأحب أن أعطي مثلاً بسيطاً يوضح الترابط الهام والوثيق والعملي، بين عمل يسوع على الصليب وعمل الروح القدس. " لديك منزلاً ملكك، لكنه محتل من قِبَلْ أشخاص غرباء، وقد حصلتَ على حكم من المحكمة ضد هؤلاء الأشخاص، لإخلاء هذا المنزل، وقدمت لهم هذا الحكم، لكنهم رفضوا تنفيذه، ورفضوا إخلاء المنزل، فأخذت هذا الحكم إلى القوى الأمنية، وطلبت منهم مساعدتك لإخراج هؤلاء الأشخاص من منزلك، فأتوا إلى هذا المنزل وأخرجوهم بالقوة ". هذه القصة معبِّرة للغاية، وهي مشابهة لعمل الصليب والروح القدس، يسوع وبموته على الصليب، أعطاك الحق أن تخلي بيتك من كل الغرباء، والروح القدس هو من سينفذ هذا الحكم، ويُرغم هؤلاء الغرباء على مغادرة منزلك، يسوع صلب الإنسان العتيق، والروح القدس هو من سينفذ حكم الموت يومياً بحق هذا الإنسـان العتيـق لكـي تتحـرر مـن أعمالـه، ألم يقل بولس الرسول " أموت عن نفسي كل يوم "، وكيف يموت ؟ بالروح كان بولس يميت أعمال الجسد، فقط بالروح. أحبائي إنني أشعر، وأختبر مع كل واحد منكم، قساوة القيود والخطايا، وقساوة الأشواق التي تبقى دون اختبار، أحبائي لن يعلم أحد منا الفرق بين أن ندرك ونعرف في أذهاننا أننا منتصرون، وبين أن نختبر هذا الإنتصار عملياً ويومياً، لن يعلم أحد منا الفرق بين أن ندرك ونعرف في أذهاننا أننا محررون من سلطان الخطيئة وبين أن نختبر ونعيش هذا التحرير كل يوم، لن يعلم أحد منا الفرق بين أن ندرك ونعرف في اذهاننا أن الرب يحبنا محبة غير مشروطة، وبين أن نختبر هذه المحبة عملياً وكل يوم. أحبائي، جاء الروح القدس، ليجعلنا نختبر عملياً ويومياً هذه الحقائق الثمينة، جاء ليجعلنا نختبر يومياً الإنتصار، القداسة، الحرية، الفـرح، المحبـة، السـلام، الطمأنينة، الشفاء، وأحب أن أكتب لكَ هذا المقطع من رسالة أفسس الإصحاح 3: 14 – 19، كما وردَ في الترجمة التفسيرية Amplified Bible. والذي يوضح لكَ الفرق بين المعرفة والإختبار. " وحقيقةً تعرفوا عملياً واختبارياً محبة المسيح التي تفوق كل معرفة دون الإختبار، فتمتلئوا بكل كيانكم، بكل ما في الله ومن حضوره الإلهي من ملء، ويصبح جسدكم بأكمله مملوءًا ومغطساً بالله نفسه ". نعم هناك فرق كبير بين المعرفة والإختبار، ووحده الروح القدس أتى لكي يحوِّل هذه المعرفة إلى اختبار يومي. هل تريد أن تحب الآخرين ولا تستطيع، لا تخف فالمحبة هي ثمر الروح القدس. هل تريد أن توقف الغضب والاحتداد وتكون لطيفاً مع الناس، لا تخف فاللطف والوداعة هما ثمر الروح القدس. هل تريد أن تضبط نفسك في أمور كثيرة ولا تستطيع، لا تخف فضبط النفس هو ثمر الروح القدس. والآن ماذا أفعل ؟ قف. إنسى ما وراء، إنسى صراعاتك ومشاكلك وخطاياك واختبارات الفشل، وتعرَّف على شخص الروح القدس !!! قل له: لا أعتقد أنني كنتُ أعرفكَ من قبل كما ينبغي، لم أكن أعلم أنك شخص حيّ، أستطيع أن اتكلم معه، أستطيع أن أشاركه مشاكلي، ضعفاتي، ولقد حاولت كثيراً من قبل، بواسطة مجهوداتي البشرية، لكنني فشلت مراراً كثيرة، وما زلت أو ربما توقفت عن المحاولة، لأنني يئست ومللت، أو ربما شككت أن هذه الوعود وهذه الحقائق، أستطيع أن أختبرها في حياتي، لكنني اليوم تعرفت جديداً عليك، أريد أن أتعمق في الشركة معكَ كل يوم أكثر وأكثر، أرجـوك " خذ ما ليسوع وأعطيني "، علمني كيف لا أحزنك، ولا أطفئك، أعطيني القوة لأحيا الحياة التي ترضي الآب، أعطيني القوة لكي أحب، لكي أتحرر من خطاياي، لكي أخدم يسوع بحرارة جديدة، خذ شفاء يسوع واجعله اختباراً حقيقياً في حياتي، خذ تحرير يسوع وأجعلني أختبر يومياً هذا التحرير من خطايا وعادات سيئة، أعتبرت أنه لا مفر منها بعد اليوم، خذ من تحرير يسوع وأجعلني أختبر التحرير من قلقي وخوفي، وأحيا الحياة المنتصرة. أسلمك كياني كله، أسلمك ذاتي كل يوم، نفذ حكم الموت في الإنسان العتيق كل يوم، وامنحني القوة كل يوم لأميت أعمال الجسد، وأفرِّح قلب الله الآب. وأريد أن أختم بهذه العادة القروية التي كان أهل القرى اللبنانية القدماء يمارسونها، فالناس في هذه القرى قديماً كانوا يتحلون بطيبة القلب، ومحبتهم لمساعدة الغير، عند الحاجة، لا سيما أثناء تعرض الآخرين لمشاكل أو مصائب أو ضيقات مادية، وعندما كانوا يقومون بزيارة المحتاجين، كانوا يرددوا هذا " المثل الشعبي " " العين بصيرة واليد قصيرة " وكأنهم يريدون القول كلنا إستعداد لمساعدتكم، لكننا لا نملك الإمكانيات، وقد اخترت هذا " المثل " لأنه يتطابق مع حالة أغلب المؤمنين الصادقين والمملوئين أشواق لخدمة الرب ومساعدة الآخرين والوقوف إلى جانبهم، ولكن بسبب ضعف بشريتنا، نرى أنفسنا، مشابهين لأهل القرى، ونردد معهم " العين بصيرة واليد قصيرة "، وهذا ما قاله يسوع للتلاميذ " الروح نشيط أمَّا الجسد فضعيف "، فكم حاولنا أن وأن وأن ...وفشلنا، لكن الخبر المفرح بعد نهاية هذا التأمل، أن يسوع لم يتركنا يتامى، بل أرسل الروح القدس لنصبح قادرين، فتعالوا معاً نغيِّر هذا " المثل القروي " ونقول: " العين بصيرة واليد قديرة " لأنها يد الروح القدس والتي ستجعل يدنا قديرة، ويُعطي كل واحد منَّا أن يحقق كل أشواقه لخدمة الرب ولخدمة الآخرين، وللتمتع بكل ما حققه لنا الرب يسوع المسيح على الصليب، ولا تنسى أبداً جاء الروح القدس حتى " يأخذ ما ليسوع ويعطينا ". |
14 - 06 - 2012, 04:46 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: يأخذ ما ليسوع ويعطينا.. إنه الروح القدس
الرب يباركك مشاركة مثمرة ومباركة
|
||||
14 - 06 - 2012, 05:47 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: يأخذ ما ليسوع ويعطينا.. إنه الروح القدس
شكرا على المشاركة الجميلة ربنا يبارك حياتك |
||||
|