لا تظنوا أن تهديد الله بالعذاب الأبدي يُعتبر قسوة من الله علينا، بل إنه نابع من شفقته ورحمته واهتمامه وحبه لنا، لأنه لو لم يُهدِّد يونان أهل نينوى بالهلاك لما استطاعوا أن يتجنَّبوا هذا الهلاك؛ كما أننا لو لم نتلقَّ تهديداً بنار جهنم لكُنَّا نُلقَى كلنا في جهنم! لقد هُدِّد الناس بالطوفان أيام نوح قبل حدوثه بوقتٍ طويل ولم يأبهوا به، لذلك لم ينجوا منه. ونحن الآن قد حُذِّرنا من عذاب جهنم قبل وقوعه بآلاف السنين (أي منذ بدء الخليقة)، إلاَّ أن أحداً منا لا يبكي أو يقرع صدره عندما يتذكَّره. ها هو لهيب النار معدٌّ للخطاة ونحن نلهو ونجري وراء شهواتنا ونخطئ بلا وجل!!