رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يوسف القرضاوى:ما يحدث فى مصر بعد الثورة «غريب» .. ولماذا نتقاتل بالخرطوش والمولوتوف؟!.. يجب إقامة حوار مع الأقباط حول القواسم المشتركة وإغفال نقاط الاختلاف يوسف القرضاوى أبدى الدكتور يوسف القرضاوى، رئيس اتحاد علماء المسلمين اندهاشه مما يحدث حاليا فى مصر بعد الثورة مطالبا الجميع بإتاحة الفرصة لأجهزة الحكم للعمل وتشجيع الاستثمار، مستنكرا التعامل بلغة الخرطوش والمولوتوف والأسلحة البيضاء فى الصراع السياسى، نافيا وجود خلاف بينه وبين جماعة الإخوان المسلمين، وداعيا لإقامة حوار مع الإخوة المسيحيين على القواسم المشتركة، وتطرق إلى دور الأزهر وصعود الإسلاميين للحكم فى دول الربيع العربى والعديد من القضايا الراهنة فى حواره مع «اليوم السابع».... وإلى نص الحوار. كيف ترى فضيلتكم الواقع المصرى والعربى حاليا؟ - الإنسان قلب وضمير وعلم وأفكار ومعلومات، إذا كان علما من غير ضمير ستحدث مفسدة كبرى لصاحبها، فالدين يلزم الناس بالتعاون على البر والتقوى، وبهذا تنتصر الأمة وترتفع رايتها ويصبح أمر الله هو النافذ وحكم الله هو السائر، وهذا ما نتمناه لمصر والأمة العربية، ونسأل الله عز وجل أن يرفع راية الحق لهذه الأمة ويجمع كلمتها على الهدى، وأن يعصمها من شر المفسدين، الذين يفسدون فى الأرض ولا يصلحون. ما هى رؤيتكم لتلك الفترة العصيبة التى تمر بها مصر؟ - ما يحدث فى مصر الآن شىء غريب.. «سيبوا الناس بس شهر واحد يبدأوا يعملوا ويأتى رأس المال وتتشجع الأمة وتعمل وتسير فى بناء نفسها».. وهذا هو الواجب على كل ذى عقل أن يدعو الأمة لترك هذا العبث، ولابد من ربط الأخلاق بالدين، فالرسول مدحه الله بقوله تعالى: «وإنك لعلى خلق عظيم» وقال عن نفسه «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق». وكيف تقوم القوى السياسية بدورها تجاه تقويم الحاكم؟ - إذا كان هناك ظالم أو فاسد من الممكن أن نقول له أنت مخطئ، لكن لماذا نحارب بعضنا ونسب بعضنا؟ ولماذا نمسك الخرطوش والمولوتوف والأسلحة البيضاء، ونتقاتل، هذه ليست مصر ولا هذه الثورة، الثورة قامت لتلم الشمل، لابد أن نهدئ الأمور وننتظر فترة دون شغب أو عنف، حتى تستقر الأمور. كيف يرى الدكتور القرضاوى الحل لأزمات الفتنة الطائفية التى تندلع من وقت لآخر؟ - القرآن يدعو للحوار مع أهل الكتاب من النصارى فيقول: «ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتى هى أحسن، وقولوا آمنا بالذى أنزل إلينا، والذى أنزل إليكم، وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون» وهو بذلك يأمرنا فى حوارنا وجدالنا مع أهل الكتاب من المسيحيين أن نذكر الجوامع المشتركة والقواسم التى تجمع بيننا وبينهم وألا نذكر نقاط الاختلاف والتمايز ولكن نقاط الالتقاء والاشتراك. وماذا تقول عما حدث فى الأزهر مؤخراً؟ - لم أكن موجودا ولا أعرف ولا أسمع عنه شيئا.. لكنى إقول أنه لابد من الإصغاء لصوت العقل، ولو امتنعنا عن المشاكل وأصغينا لبعضنا البعض وتفاهمنا وتسامحنا فسيكون ذلك فى صالح مصر، ولابد من تدريس الأخلاق فى المدارس والجامعات، وأهم من ذلك تدريس الإسلام فمن خلال الدين ترسخ الأخلاق، فلا أخلاق بدون دين. مامدى صحة وجود خلاف بين فضيلتكم وجماعة الإخوان المسلمين؟ - لم اختلف مع الإخوان المسلمين، وأنا علاقتى جيدة بالجميع، ولا أفرق بين مسلم وآخر مهما اختلفت المذاهب. وما تعليقكم على صعود التيارات الإسلامية إلى الحكم ببلدان الربيع العربى؟ - هذا طبيعى، ولكن المشكلة أن كثيراً من المخالفين للإسلام يريدون أن يفرضوا سيطرتهم على المسلمين ولا يحبون أن يعيش المسلمون فى ظل مجتمع إسلامى متماسك بقيمه وشريعته وعقيدته وأخلاقياته، ويريدون أن يفرضوا الثقافة والأخلاق الغربية على المسلمين حتى تصبح المجتمعات الإسلامية جزءاً من مجتمعاتهم ولكن نحن أمة لها شريعتها ودينها وقيمها وعقيدتها ولا نقبل أن يسلبنا أحد تلك الشرائع والقيم والعقيدة والدين الذى نتعبد به لله. كيف ترى علاقة الأزهر الشريف بدول الخليج؟ - بعثات الأزهر ذهبت إلى كل البلاد؛ إلى السعودية والكويت وقطر والإمارات وفى كل بلد كانت هنالك بعثات، وسلطنة عمان كانت من البلاد التى لا تزور الأزهر، وهناك خلافات فى بعض الأشياء ولكنها لم تكن خلافات أساسية فى الدين، والأزهريون والإخوة فى عمان التقوا فى ضرورة الانتفاع بالدين. كيف ترى دور الأزهر حاليا فى نشر الدعوة الإسلامية؟ - دخل الأزهر كل بلاد العالم ونحن علماء الأزهر الشريف مطلوب منّا الدعوة للإسلام وهى فرض على كل مسلم، فالمسلم بطبيعته داعية إلى الله سبحانه وتعالى وجميعنا مطالبون بالدعوة إلى وحدة أمتنا ولابد أن نكون مع الحق، ونحن مع الشعوب وليس مع الولاة ونسأل الله أن يجمع كلمة الأمة على الهدى ونسأل الله أن يبارك فى عمان. شاركتم فى ندوة العلماء الأزهريين والعمانيين بسلطنة عمان، ما تقييمكم للندوة؟ - هذه الندوة سعت إلى لم شمل المسلمين فى وقت تعانى فيه الأمة الإسلامية من التفرق: «إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون»، وتشكل هذه التجمعات وسيلة للتعبد والتقرب إلى الله، وعلى كل عالم وداعية ومن يحمل هم هذه الأمة أن يسعى لجمع المسلمين والعلماء ليتكاتفوا بإقامة مثل هذه الندوة التى تبنتها جامعة السلطان قابوس والتى تسعى لتوحيد الأمة مهما اختلفت مذاهبها وبالتحديد فى هذه الفترة التى يسعى فيها البعض إلى تشتيتها وتمزيق وحدتها. من خلال ندوة «عمان» ما هو دور العلماء فى طمأنة الغرب والعالم تجاه المسلمين؟ - المسلمون مطالبون بمد جسور التعاون والتفاهم والحوار مع المعتدلين من علماء ومفكرى وساسة الغرب، وفى رأيى أن موقف الغرب من الإسلام ليس ظلامياً كله، ففى الغرب معتدلون ومتطرفون ويجب أن يكون سعينا الأول هو اللقاء مع المعتدلين الذين يستطيعون أن يقنعوا هؤلاء المتطرفين. كيف يمكن للمسلمين التعايش مع غيرهم من أهل الأديان الأخرى فى الألفية الثالثة؟ - المجتمع الإسلامى مجتمع عالمى بطبيعته ليس مجتمعاً منغلقاً، والمسلمون ليسوا جنساً من الأجناس ولا وطناً من الأوطان.. وإنما هو دين عالمى.. يستطيع أى إنسان فى أى مكان فى العالم أن يكون مسلماً.. يستطيع اليابانى والصينى والأمريكى أن يكونوا مسلمين. ومامدى احترام الحريات؟ - الإسلام يدعو للحرية الإنسانية.. حرية الإنسان بحيث لا يجوز لأحد أن يستبعد أحداً وقد سجل التاريخ لأحد خلفاء المسلمين وهو عمر بن الخطاب قولته المشهورة لواليه على مصر عمرو بن العاص: «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً» وهذه الكلمات أصبحت تتصدر دساتير معظم الدول المتحضرة التى ترفع شعارات الحرية لأبنائها. وهل يقبل غير المسلمين بالتعايش وفق تلك الرؤى؟ - من يريد أن يتعايش مع المسلمين فعليه أن يدعهم ليكيفوا حياتهم وفقاً لأسس دينهم، وأن يتركنا نتعبد ونقيم شعائر ديننا فى بلادنا كما نريد. ولا يمكن أن تكون ثمة أى عقدة أو مانع يحول دون قيام علاقات طبيعية بين المسلمين وغيرهم من البشر. فالإسلام دين يكفل الحياة الكريمة والمعيشة التى تكفل الضروريات لكل إنسان مثل المأكل والمشرب والملبس والعلاج والتعليم، وتلك حقوق للإنسان يدعو لها الإسلام. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
حقيقة وفاة يوسف القرضاوي |
أمر غريب طلبه الكهنة نكشف ما يحدث يحدث في كنائس أمريكا؟ |
حكم المحكمة على ابنة يوسف القرضاوي |
التحفظ على جميع ممتلكات يوسف القرضاوى |
تحديد إقامة الشيخ يوسف القرضاوي |