14 - 01 - 2015, 02:53 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
الخاطي - الموضوع الذي يدور حوله الخلاص
الخاطي هو الموضوع الذي يدور حوله الخلاص كله، فتوبته أصبحت ليست قائمة على أساس احتياجه للتبرئة، لأن تبرئة جميع الخطاة قد تمت فعلاً مرة واحدة فقط بموت المسيح: [ لأن الموت الذي ماته قد ماته لخطية مرة واحدة ] (رومية 6: 10)، فالتبرئة حدثت وتمت فعلاً للجميع في الصليب، وتمت بينما الجميع رازحاً تحت الضعف لا يتحرك للبرّ والحياة – بل في ذهنه مجرد أمل أن يوجد له خلاص وأمنية قبول الله له في الحياة الآتية – مع أنه لازال ماكثاً في الموت، وهو في هذه الحالة، أي وهو ماكثاً تحت سلطان الموت في حالة مُزرية قد تمم الله خلاصه فعلياً على أرض الواقع: [ لأن المسيح إذ كنا ضعفاء، مات في الوقت المُعين لأجل الفجار ] (رومية 5: 6)فهنا المسيح الرب لا يشفع فينا بالكلام ولا بواسطة استعطاف – مثلما نطلب صلوات القديسين – إنما يشفع بسفك دمه، أي بآلامه الخلاصية وتحمله لعنة الصليب وتذوقه الموت كاملاً، هذه كلها التي هي ثمرة الخطية المدمرة للنفس ونتيجتها المُرَّة، لذلك حينما نُصلي لا نقول بشفاعة ربنا يسوع، لأننا أصبحنا الآن نتقدم إلى الآب فيه بالإيمان، إذ هو الذي حملنا فيه كشفيع ووسيط، ولا يحتاج أن يتوسل لأجلنا وهو وسيط لنا ببر ذاته، فكيف نطلب شفاعة من نتقدم به أصلاً لله الآب كل حين ونحن فيه وهو حاملنا في نفسه كوسيط !!!
إذن فعودة الخاطي وتوبته لم تعد تحمل في العهد الجديد أي تأنيب أو ملامة، أو بحمل ثقل الموت، مع أن ممكن الروح القدس يبكت النفس، لكن لا تبكيت دينونة بل توبيخ المحبة للبرّ، فلم يعد هناك لعنة أو ثقل ضمير يشعر بالدينونة بسبب عدم القدرة على تتميم ناموس الله، ناموس الحياة بالوصية، لأن كل ذلك حمله المسيح مرة واحدة عن الخُطاة:+ [ أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها، ونحن حسبناه مُصاباً مضروباً من الله ومذلولاً، وهو مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل آثامنا... وبُحُبرُه شُفينا... الرب وضع عليه إثم جميعُنا... ظُلم أما هو فلم يفتح فاه... ضُرب من أجل ذنب شعبي وجُعل مع الأشرار قبره... على أنه لم يعمل ظلماً ولم يكن في فمه غش ] (إشعياء 53: 4 – 9)
لذلك بكونه [ حمل الله رافع خطية العالم ] (يوحنا 1: 29و 36)، [ الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه لإظهار بره من أجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال الله ] (رومية 3: 25)، استطاع أن يقول للمرأة التي اُمسكت في حالة تلبُس وهي تزني (بل وايضاً لكل واحد فينا يقول)، هذه التي تأمر الشريعة برجمها بدون رأفة: [ ولا أنا أُدينك، أذهبي ولا تُخطئي أيضاً ] (يوحنا 8: 11)
فالخطاة والأثمة الذي كان الناموس يُحرِّم حتى مجرد السلام عليهم والاقتراب منهم مثل الابتعاد عن كل من يحمل مرض مُعدي شديد الخطورة، فقد صاروا محبوبون وقريبون جداً لقلب المسيح لأنه قد ذيع عنه عن واقع وبشهود العيان: + [ هذا يقبل الخُطاة ويأكل معهم ] (لوقا 15: 2)
+ [ دخل ليُبيت عند رجل خاطئ ] (لوقا 19: 7)
+ [ وكان جميع العشارين والخُطاة يدنون (يقتربون) منه ] (لوقا 15: 1)
وبكون البعض يرون أنفسهم أبراراً وليسوا من صفوف الخطاة محسوبون، فقد تطاولوا عليه بدون فهم ووعي عن طبيعة عمله لأنه هو المسيا المُخلِّص، قائلين متهامسين: [ لو كان هذا نبياً لعلم من هذه المرأة التي تلمسه وما هي: أنها خاطئة ] (لوقا 7: 39)
فواضح جداً أن شخص ربنا يسوع أُظهر لنا تغييراً جوهرياً من جهة اعتبار الله وتدبيره الأزلي من جهة توبة الإنسان في العهد الجديد، لأن التوبة أصبحت تُقدم على أساس التجسد وموت المسيح الكفاري، إذ جعل طريق التوبة سراً إلهياً سهلاً مُحبباً لكل نفس تتبعه فتنطق بفضل الله ولطفه الفائق وإحسانه في المحبة الذي لا يوصف.
+ لذلك فأن نداء الله الآب لنا في المسيح: [ تعالوا إليَّ لقد غفرت لكم خطاياكم من أجل اسمه، ورفعت عنكم الدينونة بكل ثقلها لأنه صار الآن لكم لا دينونة ( ليس بعد الآن من حكم ) لأنكم اعتمدتم في المسيح فقد لبستم المسيح، لذلك يستحيل أن يتم فيكم حكم دينونة لأنكم صرتم في ابني الوحيد خليقة جديدة بريئة في اتم الصحة والعافية والقوة العلوية ممسوحة بروحي الخاص، روح البنوة الذي يصرخ فيكم أبا أيها الآب، فصرتم ابنائي فيه ]
+ [ انظروا اية محبة أعطانا الآب حتى نُدعى أولاد الله، من أجل هذا لا يعرفنا العالم لأنه لا يعرفه ]
(1يوحنا 3: 1)
فالآن علينا جميعاً أن نتأكد يقيناً أنه من السهولة جداً أن نقترب بجراءه نحو عرش الرحمة لأن دعوة التوبة الآن قائمة على وعده الحي القائم على دم عهد جديد، دم ابن الله الحي، مسيح القيامة والحياة، فدخولنا أكيد وقبوله لنا يقين، لأن هذا هو الوعد المُحقق الذي وعدنا به: + [ من يُقبل إليَّ لا (أو يستحيل) أخرجه خارجاً ] (يوحنا 6: 37)
فمن المستحيل على أي وجه أو شكل أو تحت أي مبدأ أن من الممكن أو الجائز ولو واحد على مليار في المية أن يرفض الله إنسان خاطي أو فاجر وفيه شر الدنيا والآخرة يأتي إليه باسم ربنا يسوع المسيح، لأن كل من يأتي باسم الرب بإيمان يدخل عن جداره إلى حضن الآب بلا عائق أو مانع لأنه آمن ودخل في سرّ المسيح الحي أي سرّ التقديس.+ فبسبب عمل المسيح كالتدبير أصبح لنا ثقة في تأكيد قوله = لا أخرجه خارجاً: [ فإذ لنا أيها الإخوة ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع. طريقاً كرسه لنا حديثاً حياً بالحجاب أي جسده ] (عبرانيين 10: 19)
فيا من تشعر أنك خاطي جداً أو زاني، بل وفاجر أو كنت تحيا مع الله وسقط ورجعت للوراء وانبطحت في أرض المذلة، أو ذهبت لكورة بعيدة في تعب ومشقة من حُرِمَ من أُسرته المقدسة ورأيت أنك لم تعد رعية مع القديسين وأهل بيت الله الحي أو تستحق أي رحمة أو شفقة ونبذت ذاتك وكرهت أعمالك، اليوم يوم فرح حقيقي لك، لأن فيه دعوة حلوة وثمينة جداً عليك أن تغتنمها، فالمسيح بصفته وسيط بيقدم لك بره مجاناً، فقط تشجع وقم وصلي في قلبك واطرح عنك وسخ العالم وكل هم الخطية، لأن باب المجد مفتوح على مصراعية يحتاج فقط إيمان حبة خردل لتدخل فيه وتتمتع - بجدارة - بالنور الفائق المشرق في وجه يسوع، فتنال السلام وتبتهج بفرح لا ينطق به ومجيد.... اليوم أن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم، لأن صوت الرب صوت حب فائق موجه لكل نفس قائلاً: أنا واقف على الباب وأقرع، افتحي لي يا حبيبتي، يا كاملتي.... فأن سمع أحد صوتي أدخل إليه وأتعشى معهُ وهو معي....
دعوتك يا محبوب أو محبوبة الله، هي دعوة عشاء شركة مقدسة مع عريس النفس القريب منك ومني، بل وعن كل واحد ليس ببعيد، فهو يظل وسيظل يُنادي ويجول يصنع مع كل من يقبله خيراً وفيراً جداً ومعروفاً فائقاً.. الله لكم وأنتم لهُ لو قبلتموه الآن....
|