ظنَّ الغَنِيٌّ أنَّ عطايا الله تخصُّه وحده، وهذا يدل على أنه طمَّاع وجشع، لان الطَّماع هو من يحاول أن يحتكر ثروته لمنفعته الخاصة، وبالتالي ينكر الأخوة خاصة الفقراء والمرضى والعجزة والبؤساء والمكروبين والمساكين.
إنه نسى ما توصي الشريعة بالرفق بالضعفاء (خروج 22: 21-27)، وعدم التشامخ والتعالي على إخوته (تثنية الاشتراع 7: 17)؛ كما نسي ما يوصي به صاحب المزامير "إِنَّ المِسْكينَ لا يُنْسى على الدَّوام ورَجاءَ البائِسينَ لا يَنقَطعُ للأبدِ"(مزمور 9). ولم يأخذ بعين الاعتبار الوصايا الإلهية: "لا تَمنعِ الإِحْسانَ عن أَهلِه إِذا كان في يَدِكَ أَن تَصنَعَه" (أمثال 3: 27)، "لا تُفارِقْكَ الرَّحمَةُ والحَقّ بَلِ اْشدُدْهما في عُنُقِكَ واْكتُبْهما على لَوحَ قَلبِكَ" (أمثال 3: 3).
لم يفكّر في توزيع الفائض على الفقراء؛ فالازدراء بالفقير ما هو إلاَّ ازدراء بالله وعدله.