ما هو هذا الإناء الذي يحمل المياه للعطشى أثناء جهادهم إِلاَّ الكنيسة الحية التي تضم في وسطها السيد المسيح ينبوع المياه الحية، القائل: "إِن عطش أحد فليقبل إِليَّ ويشرب" (يو 7: 37)، "الماء الذي أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع إِلى الحياة أبدية" (يو 4: 14). يفيض السيد المسيح بروحه القدوس على العالم خلال كنيسته لكي يروى كل نفس تقبله، واهبًا إِياها الحياة الأبدية.
أمام هذه المحبة الغامرة، إِذ قدم لها ينبوع المياه الواهبة الحياة، "سقطت (راعوث) على وجهها وسجدت إِلى الأرض، وقالت كيف وجدت نعمة في عينك حتى تنظر إِليَّ وأنا غريبة؟!" [10]. إِن عطية الروح القدس التي يفيض بها السيد المسيح على النفس البشرية خلال كنيسته تهب روح الخضوع والاتضاع فتنحني لتسجد إِلى الأرض اعترافًا بفضله وعلامة شكرها على العطية التي لا تستحقها.