رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما الدور الذي تلعبه رغباتنا وتجاربنا في تشكيل أحلامنا تتشابك أحلامنا بعمق مع حياتنا في اليقظة - آمالنا ومخاوفنا وأفراحنا وأحزاننا. إنها مزيج غامض من عقولنا الواعية واللاواعية التي تشكلها تجاربنا وتصبغها أشواقنا العميقة. في كثير من الأحيان، تعطي أحلامنا صوتًا لرغباتنا التي قد لا نكون على دراية كاملة بها في ساعات استيقاظنا. يمكن أن تكشف لنا الأحلام عن أشواق قلوبنا - للحب والهدف والشفاء والله. وبهذه الطريقة، يمكن أن تكون الأحلام نافذة على أرواحنا، وتظهر لنا ما يحركنا ويحفزنا حقًا. تلعب تجاربنا اليومية أيضًا دورًا رئيسيًا في تشكيل أحلامنا. فالأشخاص الذين نصادفهم، والتحديات التي نواجهها، والمعلومات التي نستوعبها - كل هذا يصبح مادة خام لعقولنا الحالمة لمعالجتها واستكشافها. يمكن أن تساعدنا الأحلام على فهم تجاربنا، والعمل على حل مشاعرنا العالقة أو إعدادنا لمواجهة التحديات المستقبلية. ولكن يجب أن نكون حريصين على ألا ننظر إلى أحلامنا على أنها مجرد تحقيق أمنيات أو أن نفترض أنها تعكس دائمًا رغباتنا الحقيقية. إن قلب الإنسان معقد، وقد تكشف أحلامنا عن دوافع أو مخاوف متضاربة بقدر ما تكشف عن أشواق حقيقية. كمسيحيين، نحن مدعوون لتقديم رغباتنا إلى الله، والسماح له بتطهيرها وتحويلها. يمكن لأحلامنا أن تكون أداة قيّمة في عملية التقديس هذه، كاشفةً لنا عن المجالات التي نحتاج أن ننمو فيها أو نستسلم لمشيئة الله. عندما نطرح أحلامنا أمام الرب في الصلاة، يمكنه أن يستخدمها ليحدثنا ويديننا ويعزينا. في الوقت نفسه، يجب أن نتذكر أنه ليس كل حلم يحمل أهمية روحية عميقة. فالكثير منها هو ببساطة طريقة العقل في معالجة المعلومات أو العمل من خلال الاهتمامات الدنيوية. لا يجب أن نرفض أحلامنا بالكامل ولا يجب أن نتجاهلها تمامًا ولا أن نهتم بمعناها. بدلًا من ذلك، دعونا نتعامل مع أحلامنا بتواضع وتمييز، ودائمًا في ضوء الكتاب المقدس وفي شركة مع الروح القدس. عسى رؤانا الليلية تقربنا من الذي يعرف قلوبنا أكثر مما نعرف أنفسنا، الله الذي يزرع فينا الرغبات المقدسة ويشتاق إلى تحقيقها في توقيته المثالي. |
|