|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لم يقتصر الكتاب المقدس وحده، على التعليم عن هذا الانفصال عن الله بسبب الخطية، ولكن اختبار البشر أنفسهم يثبت ذلك ولا أزال أذكر حتى الآن، مقدار ارتباكي وحيرتي وأنا ولد صغير، عندما وقفت أصلّي وحاولت أن اخترق إلى حضرة الله – وما استطعت أن أفهم لماذا ظهر الله كما لو كان محتجباً وراء السحب ولم أقدر أن أدنو منه وبدا كأنه بعيد عني كثيراً جداً، وقد عرفت السبب الآن لأن أشعياء أعطاني الجواب في قوله: "ها إن يد الرب لم تقصر عن أن تخلص ولم تثقل أذنه عن أن تسمع، بل آثامكم صارت فاصل بينكم وبين إلهكم، وخطاياكم سترت وجهه عنكم حتى لا يسمع" (أشعياء 59: 1، 2) وقد نجرّب أن نقول لله كما جاء في مراثي أرميا (3: 44) "التحفت بالسحاب حتى لا تنفذ الصلاة". وحقيقة الأمر أن الله بريء من هذا السحاب، واللوم كله علينا، لأن خطايانا قد سترت وجهه عنا، كما تحجب السحب الشمس، وان كثيرين من الناس اعترفوا أمامي، بأنهم جازوا في مثل هذا الاختبار المقفر المؤلم أن في الحوادث الطارئة أو الخطر أو الفرح أو الإعجاب بالجمال فقد ظهر الله قريباً منهم، ولكنهم مراراً وتكراراً يحسّون بابتعادهم المرير عن الله، ولا يدرون لذلك سبباً، سوى أن نفوسهم متروكة وليس هذا مجرد شعور أو إحساس فقط، ولكنه حقيقة واقعة- وإلى أن تُغفر خطايانا وتُطهّر آثامنا، نظل غرباء وبعيدين- وتبقى نفوسنا هالكة ضالة وليس لنا شركة مع الله لأننا "أموات بالذنوب والخطايا" التي نرتكبها (أفسس 2: 1). |
|