أيها الصامت المُجيب:

[تحت اقدام المسيح]

أيها الصامت المُجيب:
________________
أيها الصامت لي وأنت أساس الحياة والذي وضع في موهبة النطق
أيها الظاهر بعيداً وأنت أقرب مني من أي قريب
عندما أنفتح وعي وأنبهرت بالحياة ,وسبح قلبي فى الكون فوجدته فسيح
وغاص عقلي يبحث عن نهاية للكون ولكن عجزت وعجز عقلي الضعيف

فحسبت الكون عظيم ولم أدري ما خلف الكون,ووجدت ذاتي هي محوري وهي سيدي , فعشت أنفذ رغباتها واي ما تطلبه.
أعتقدت أني أحيا من ذاتي ولذتي وملذاتي,فجُلت أجمع كل ما يؤمن ذاتي ويضمن لها الاستمرار .
أحب فقط ما تحبه ذاتي وأبغض بشدة ما ترفضه ,أعادي كل من يقف أمام ذاتي أو ينتقضها.وفجأة أدركت أنه هناك غير ذاتي .هناك من يُشاركني الحياة ويشترك فيها معي!!

فقبلت من يقبلني وأجد فيه ملذتي ,ورفضت من يرفضني ويتصارع معي علي لذتي,وفحصت ذاتي فوجدتها لا تضمن لي الحياة او الاستمرار .
ولهذا سألت هل يوجد من هو فوق ذاتي؟

ولكن أصابني الحزن والحيرة فلم يظهر امامي أجابة ,فعندما أبحث فى داخلي أكتشف أننى لغز فنفسي أرض عطشانة دائماً تبحث عن ماء ليرويها .
تُريد دائماً وتحتاج بأستمرار ولكنها لاتشبع ,تجتهد أن تكون هي الاول وتُحاول أن تلفت الانظار ,تظن أنها إله والكل يجب أن يكون في طاعتها !
ولكن وسط ظلام نفسي برق شعاع من النور كان يظهر ويختفي في داخل نفسي ,
وكان السبب فى فتح باب من الامل لكي أفهم ذاتي .
وعلى هدي النور العجيب الذى فرش نفسي أقتنعت أن ذاتي ليست هي أصل الحياة ,وأنها فاقدة للحياة وكل يوم يمضي تتسرب منها الحياة

فصرخت للنور الذى في نفسي من هو أصل الحياة ؟فقادني النور الى مركز النور والساكن في النور,وعندما حاولت الاقتراب منه زاد النور بريقاً ولامعا,حتى أني لم أتمكن بعد من فتح عيني لكى أراه.
فأغلقت عيني وأقترب أكثر وكلي شوق ولهفة لكى اتعرف على هذا النور الجميل,لم يستطيع عقلي أن يفحصه أو يعرف من هو !

فصرخت عيني لم تستطيع أن تراه وعقلي عجز أن يُدركه فعلي من أعتمد حتى أعرفه وأتعرف عليه ؟من يخبرنى عن كونه وعن حياته؟

نظرت حولي فلم استطيع أن أمسك بشيئ فكل ما حولي صامت والصمت أصاب نفسي بخوف وحزن شديد.
فوجدت شعاع النور الذى الذى قادني هو الذي يدفعنى برفق الى مركز النور الذي خرج منه ,فقبلت أن أسير خلفه وأترك نفسي لقوته بينما ظلت جميع حواسي فاقدت لقدراتها!
فقط قلبي يخفق داخلي وسلام وهدوء صار فى داخلي فسلمت نفسي له فسار بي اكثر نحو النور فزاد في داخلي السلام والهدوء.

حينئذاً تشجعت ودخلت بشعاع النور الى مسكن النور عجيب ما حدث وجدت كياني يمتلئ بالنور حتى أني صرت أنا أيضا وكأني نور !!

فوجدت أمامي شخص عجيب وفريد ونظرت الى ذاتي ونظرت اليه ,فأصابني دهشاً عظيم فكأن ذاتي قد قُطعت منه !!
وكأنني قد خرجت منه او ولدت منه أنني صورة طبق الاصل منه ,صمت كثيراً وأنا متحير ولكن شعرت بشعور غريب ,لقد وجدت أصل ذاتي ومصدرها قلت أنا ألان أعرف ذاتي وأعرف أصلها .

حاولت أن أفتح عيني فلم أستطيع أبداً فشدة النور تُغلق عيني ولا تقوي أبداً علي النظر فيه ,ولكن الأمر الذي جعلني في شدة العجب أنني كنت أراه رغم أن عيني مغلقة .

فعرفت أنني أملك عين أخري تري ما لاتراه عيني, كأنت المفاجأة لي أني أقف أما شخص عجيب ’وجدت فيه ذاتي وجدت فيه أصلي ووجودي
كانت قوة جذب عظيمة جدا تخرج من شخصه وتجذبني بشدة اليه ,وهذه القوة حررتني من أي قوة أخري حتي من قوة جذب ذاتي لي.

وجدت كل كياني يتجه نحو شخصه ويرتاح جدا للنظر اليه ,فكلما نظرت اليه أجد شيئ جديد كنت أبحث عنه ولم أستطيع الوصول اليه ,فأدمت النظر اليه وحولت نظري تماماً عن ذاتي, ونفسي لم تعد ثمينة عندي.
أخيراً تشجعت وسألته ولكن كان صامت حاولت من جديد ولكنه ظل صامت,فعرفت أنه غير مطلوب مني أن أسأل بل أن أشخص فيه فقط وأنتظر فقط.

فأطعت وقلت في نفسي أليس يكفي ما أنه فيه اليس يكفي أن أنظر اليه فأرتاح,أبحث فيه فأجد أي شيئ تُريده نفسي أنظر اليه فتشبع نفسي .

فعمقت النظر اليه وجعلت كل ما في داخلي ينظر اليه وعهدت نفسي أن لا أحول نظري عنه أبداً,ومنذ ذلك الحين وقد وجدت أصل حياتي وأدركت أنه أعلي جدا مني بل سلمت له ذاتي وأغلقت عقلي عن الاسئلة التى تُحيرني .
وفهمت أنه يكفي الان أن أتطلع الى شخصه وأن الزم الصمت الا يغضب ولا أترك نفسي لعقلي وتسألا ته فالشخوص اليه كافي وهو الوسيلة للعبور الى ما هو أتي.