|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نبوات عن اليونان: "ويقوم ملك جبار، ويتسلَّط تسلُّطًا عظيمًا، ويفعل حسب إرادته. وكقيامه تنكسر مملكته، وتنقسم إلى رياح السماء الأربع، ولا لعقبه ولا حسب سلطانه الذي تسلَّط به، لأن مملكته تنقرض وتكون لآخرين غير أولئك" [3-4]. يُشير بكل وضوح إلى أنه في الوقت المناسب يقوم الإسكندر الأكبر (356-323 ق.م) وبقدرة عظيمة يهزم فارس وغيرها من الدول. سبق لنا الحديث عن العداوة التي حملها الإسكندر الأكبر لليهود، ولكن في طريقه إلى اليهودية رأى رؤيا تحققت عندما شاهد رئيس الكهنة بثيابه الكهنوتية يستقبله بحفاوة، ويُقدم له نبوات دانيال النبي، ليؤكد له أنه يهزم فارس، ويُقيم مملكة عظيمة. بهذا تحولت عداوته إلى صداقة، وأحسن معاملته لليهود. مات فجأة في بابل بعد فتوحات ونصرات متوالية وسريعة، لكنه سكر بالنجاح الفائق والغنى، ومات وهو مخمور. لا يعلم أحد إن كان قد مات بمرض أصابه فجأة وهو مخمور لا يُعرف له علاج، أم مات مسمومًا، شرب السم لينتحر أم أخفاه له كاساندر Cassander. قول الملاك "وكقيامه تنكسر مملكته" يعني بعد أن صار الملك الوحيد لكل الشرق اِنهارت مملكته بموته المفاجئ. وقد سبق لنا الحديث عن الصراعات والاغتيالات التي حدثت بعد موته حتى انقسمت مملكته في النهاية بين أربعة من قواده بعد معركة Ipsus. يقول: "لأن مملكته تنقرض، وتكون لآخرين غير أولئك" [4]. في دقة تحقَّقت هذه النبوة حرفيًّا إذ لم يرث أحد أبنائه العرش، ولا أحد أقربائه بل تسلَّم العرش قوّاد غرباء، مع أنه كان له ابنان هما هيراقليوس والإسكندر الثاني، لكن لم يتولَّ أحدهما الحكم بل قُتلا، أحدهما قبل موت أبيه والآخر بعده. يقول القديس جيروم: [بجانب الأربع ممالك، أي مقدونية وآسيا الصغرى وسوريا ومصر، تمزقت مملكة المقدونيِّين بين حكام آخرين أقل أهمية وبين ملوك صغار لا كيان لهم. هنا يُشير إلى Perdiccas وLysimachus وCraterus وغيرهم الذين حكموا كبادوكية وأرمينيا وبيثينية وهيراقليا وبوفورس وأقاليم أخرى كثيرة انسحبت من القوة المقدونية وأقامت لنفسها ملوكًا مختلفين]. هذا كله أعلنه الملاك لدانيال النبي قبل ولادة الإسكندر الأكبر بسنين كثيرة. |
|