|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الثالوث في المعمودية أخيرا ترك السيد المسيح للرسل وصيته التي توضح لنا معنى الثالوث الأقدس في رسالته بقوله لتلاميذه: "اذهَبوا وتَلمِذوا جَميعَ الأُمَم، وعَمِّدوهم بِاسْمِ الآبِ والابْنِ والرّوح القُدُس"(متى 28: 19)، وتدل صيغة المفرد في كلمة "اسم" على وحدة الجوهر في كل من الاقانيم الثلاثة. ولم يقل "بأسماء" كأنها كيانات متعدّدة، بل إله واحد واسم واحد، بكلمته وروحه كما يبينه بولس الرسول في تحيته إلى أهل قورنتس " لْتَكُنْ نِعمةُ رَبِّنا يسوعَ المسيح ومَحبَّةُ اللهِ وشَرِكَةُ الرّوح القُدُسِ معَكُم جَميعًا "(2 قورنتس 13: 13). وباب الدخول في الثالوث الأقدس هو واحد، يسوع المسيح. فمن خلال موته وقيامته فتح يسوع لنا سبيلاً جديدًا لكي ندخل في قدس أقداس الثالوث من خلال المعمودية، والمعمودية تُبيِّن قدرة يسوع الفصحية في رسالة الكنيسة ولعلاقتها الوطيدة بالأقانيم الثلاثة. ومختصر القول، يعلّمنا الإنجيل المقدّس أنّ الآب والابن والرّوح القدس ما هم ألاّ الله وكلمته وروحه، كما أعلن بوضوح الرسول الحبيب يوحنّا، بإلهام من الله ووحي منه تعالى "في البَدءِ كانَ الكَلِمَة والكَلِمَةُ كانَ لَدى الله والكَلِمَةُ هوَ الله" (يوحنا 1: 1)، وفي موضع آخر قال " فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرّوح الْقُدُسُ. وَهؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ" (1 يوحنا 5: 7). ويعلق التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكيّة " بنعمة المعموديّة "باسم الآب والابن والروح القدس" (متى 28: 19)، نحن مدعوّون إلى الاشتراك في حياة الثالوث السعيدة، ههنا في ظلمة الإيمان، وهنالك بعد الموت في النور الأزلي" (بند 265). |
|