|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"الخاطئ يتقدمني؟ كيف؟" بين كاتبي نبؤة حزقيال والإنجيل الأوّل مُقدّمة القراء الأفاضل نستمر في قرأتنا الكتابيّة من خلال النص الأوّل بالعهد الأوّل الّتي نقرأ فيها كلمات الرسالة النبويّة لحزقيال النبي الّذي يدعونا في قرائتنا للنص النبوي (حز 18: 25-28) إنه لا يتحدث عن قادة أو رعاة الشعب ، وهو موضوع كان من السهل العثور على مادة فيه في حزقيال، ولكن من قبل المؤمن بشكل عام. يتم التأكيد على حقيقة أن المؤمن لا يجب أن يشعر "على ما يرام" من أجل "نعم" أولية ، ولكن يجب أن يثابر في الإخلاص للرب وكلمته. تساعدنا قراءة هذا النص النبويّ لقراءة النص الإنجيليّ بدقة من هذا المنظور "الشخصي"، إذّ سنسمع إلى تعليم يسوع المعلم من خلال المثل بالعهد الثاني بالإنجيل الأوّل إذ يخبرنا متّى في هذا المقطع (مت 21: 28-32) عن مَثَل الابنين؛ فالأوّل يُطالبه أبيه والده بالذهاب للعمل في الكرم العائلي، يعطي إجابة إيجابية قائلاً: "نعم" ولكن بعد ذلك لا يذهب؛ الآخر الّذي يرفض في البداية ثم يتنبه لطلب أبيه فيطيع الطلب الأبويّ. نحن المؤمنين مدعوين من خلال تعليم ورسالة يسوع في أورشليم، الّذي يوحي بأنّه كمعلم كما يبدو بسياق هذا المقطع، يريد أنّ يوجه تعلميه هذا مخاطبًا بشكل رئيسي قادة الشعب. ومع ذلك، علينا بالّا نتجاهل دعوة يسوع فهو الابن بالطبيعة والمطيع لطلب الله الآب بخلاص إخوته وهو نحن البشريين. يرغب الإنجيلي، الّذي يُخاطب مجتمعه، وقرائه الـمُتمثلين في كلّ واحد منا اليّوم، أن نتبع الابن بالطبيعة يسوع في حبه للآب من خلال تمييز ما هو صالح وخيّر، فهو الّذي يتقدمنا نحو الملكوت وعلينا أن نتبعه. الطريق مستقيم أم ...؟ (حز 18: 24- 28) النبي حزقيال هو أحد الأنبياء الكبار الأربعة (اش، ار، دا)، الّذين برسائلهم النبويّة نجحوا في توصيل كلمات الرّبّ في الزمن الّذي عاش فيه الشعب أوقات الأزمة بالسبي وأوقات النعمة بالتحرير والجلاء. رسالته اليّوم تحمل نور جديد يشرق على واقعنا بنور إلهي جديد بالرغم من اللأمانة البشريّة وإستمرار الأمانة الإلهيّة بنداء الرّبّ القائل: «إِنبِذوا عنكم جَميعَ مَعاصيكمُ الَّتي عَصَيتُم بِها [...] فلِماذا تَموتونَ، يا بَيتَ إِسْرائيل؟ فإِنَّه لَيسَ هَوايَ في مَوتِ مَن يَموت" [...] فارجِعوا واحيَوا» (حز 18: 31- 32). من خلال أفعال الأمر الثلاث الّذي يختم النبي رسالته النبويّة يمكننا على ضوئهم أن نقرأ مغزاه الّلاهوتي اليّوم. فالرّبّ يفسر الفرق بين طريقه المستقيم وطريق الإنسان المعوج. سبب إستقامة الطريق الإلهي هو أمانته للبشر. وهنا يختلف الإنسان عنه إذ يختار طرق خاطئة بسبب عدم إستقامته أيّ إنه لا يتحلى بالأمانة في العلاقة بالرّبّ. ففي التساؤل الّذي يطرحه النبي في مستهل هذا النص قائلاً: «إِذا ارتَدَّ البارُّ عن بِرِّه وصَنَعَ الإِثمَ وعَمِلَ مِثلَ كُلِّ القَبائِحِ الَّتي يَعمَلُها الشَرير، أفيَحْيا؟» (حز 18: 24). يعطي النبي إجابته على لسان الرّبّ الّتي تحمل مقارنة بين الطريق المستقيم وهو طريق الرّبّ لأبناء الشعب الّذي ينتمي إليه بدافع أمانته للعهد المقطوع معه من جانب وبين طريق الإنسان، حينما يخطأ، وهو غير مستقيم مما يجعل افراد شعبه خطأة بدلاً من أنّ يصيروا أبراراً باتباع الطريق المستقيم. يتوقف هذا القرار على الحرية البشريّة، فالرّبّ يتميز بأنه لا يجبرنا على الإيمان به ولا على الأمانة للعهد المقطوع معه. لكن برسالته اليّوم من خلال حزقيال ينبهنا بأنه لازال ينتظرنا أن نختاره بكامل حريتنا ونختار الطريق المستقيم الّذي يشير به علينا. ففي هذا الوقت ما علينا إلّا بالتحلي بنعمة التمييز للطريق المستقيم الّذي يجعلنا نسلك في طريق الرّبّ كأبناء يتحلون بالأمانة البنويّة والسبب هو العلاقة مع الله الآب. هذا ما يشير علينا به بوضوح متّى في المثل الّذي يلقيه علينا يسوع المعلم موضحًا الفرق بين الابنين اللّذان إختارا كلاً منهما طريق مختلف لرده على ابيهما ومع ذلك هناك من يتظاهر بالأمانة ولكننا سنكتشف إنها مزيفة لأنها لا تتناسب مع عمله. وهناك من يتظاهر بالعكس ومن عمله نكتشف العكس! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الله يؤدب أولاده بروح الأبوة حتى يقودهم للطريق المستقيم |
نور وجه الرب يجعلنا نسلك في النور |
التمييز بين سمك السبيطي وسمك المزيزي |
لأنّ الّذي يحبّه الرّبّ يؤدّبه |
لأنّ الّذي يحبّه الرّبّ يؤدّبه |