لم تروِ لنا الأناجيل المقدَّسة شيئًا عن شخص السَّيِّد المسيح منذ عودته من مصر وهو طفل، ربَّما في الثَّالثة من عمره وحتى بدء الخدمة في سن الثَّلاثين سوى قصَّة دخوله الـهَيكَل في سن الثَّانية عشر من عمره. وهذه الرِّواية الفريدة تكشف لنا عن صبُوَّة السَّيِّد المسيح وتقدِّم لنا الكلمات الأولى التي نطق بها السَّيِّد المسيح في الأناجيل: "ألَم تعلِّما أنه ينبغي أن أكون فيما لأبي"، وهي تكشف لنا من ناحية عن يسوع نفسه ابن الله، وتصف رسالته: وهي تتميم مشيئة أبيه السَّماوي، ومن ناحية أخرى تكشف عن يسوع نفسه ابن الإنسان بطاعته وخضوعه لأُمّه مريم.