قد يبدو في نظر البعض أن الغيرة بسبب الأشياء الحسنة التي نراها في الغير, وكذلك حسد من هم أفضل منا, خطأ هين وبسيط , وعندما نرى انه هين وبسيط , فأننا لا نخشى منه , وعندما لا نخشى منه فأننا نستهين به , وعندما نستهين به يصبح من الصعب علينا أن نتجنبه , وبالتالي يتحول إلى وباء خفي ومظلم لتدمير أنفسنا , وهذا الأمر إن لم يلاحظه الشخص الحكيم ليتجنبه , سيتسلل خفية ليصيب القلوب الغير حذرة , فقد أوصانا الرب أن نكون متعقلين وان نراقب أنفسنا بحذر شديد , لان عدونا نفسه دائماً في حالة ترقب وانتظار , لأنه إن زحف إلى قلوبنا فأنه يشعل النيران من شرر صغير , ويصنع مشاكل كبيرة من أشياء صغيرة,وبعد أن يسيطر على الشخص غير الحكيم فأنه يبدأ في تهدئته بعد أن يكون قد أثار داخله عواصف وزوابع الغضب التي تفقده الإيمان, لذلك يجب علينا أن نكون متيقظين ونجاهد بكل قوتنا لنرد بصبر وترقب العدو الثائر علينا والذي يصوب بكل ضراوة سهامه ضد كل جزء من أجسامنا ليتركنا جرحى, كما سبق وحذّر الرسول بطرس في رسالته قائلاً "أصحوا واسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول متلمساً من يبتلعه"
فالغيرة تلهب الجشع عندما لا يكون الإنسان مكتفيا بما عنده , عند رؤيته لمن هو أغنى منه, فعندما تعُمي الغيرة حواسنا وتُخضع بواطن العقل لسيطرتها, حينئذ لا يُعمل لمخافة الله اعتبار وتُهمل تعاليم المسيح, ولا يُكترث بيوم الدينونة, فالكبرياء ينفخ , والقسوة تجلب المرارة, وعدم الإيمان يراوغ الفكر مشككاً إياه , الشرور الأخرى لها حد ولها نهاية, ففي حالة الزنا تتوقف الجريمة عندما تتم الشهوة باقتراف الخطيئة, وفي حالة القتل تتوقف الجريمة عندما يرُتكب القتل, وبامتلاك الغنيمة ينتهي جشع السارق, وإتمام الخدعة يضع حداً للمخادع, أما الغيرة فليس لها حد , أنها شر دائم وخطيئة لا تنتهي , فكلما نجح المحسود نجاحاً أكبر , كلما يلتهب الحاسد بالأكثر من نيران الحسد.
08 - 07 - 2014, 06:42 AM
رد: الغيرة والحسد بذار سامة
العرض العادي
