- القمص صليب حكيم
علاقة المصاهرة أقوى العلاقات الاجتماعية
ويجب أن ندرك أن المصاهرة أو علاقة الزواج تعتبر أقوى علاقة اجتماعية تربط بين طرفين، لأن بقية العلاقات الاجتماعية في حياة الفرد كالزمالة والصداقة والجيرة ومختلف المعاملات مهما كانت متانتها ومهما طال عمرها، فهى علاقة تخضع لصفة الوقتية لأنها قد تدوم وتبقى وقد تنتهي، ودوامها أو قطعها إنما يتوقف على مجرد رغبة الشخص نفسه وإرادته المنفردة الحرة، كما قد تلعب ظروف الحياة كالمرض أو السفر أو سوء التفاهم دورها فيها فتغيرها بسهولة، لأن الفرد يمكن أن يقطع علاقاته بسهولة مع زميله أو جاره أو صديقه لأي سبب من هذه الأسباب ولكن ليس بهذه السهولة يمكن أن ينهي علاقته مع شريك حياته الزوجية.
بالإضافة إلى أن تلك العلاقات الاجتماعية المختلفة يحياها الفرد بحريته الخاصة مع بقية أفراد المجتمع على اختلاف مشاربهم في الجنس والدين واللغة واللون وإلى غيرها من بقية الفوارق بين الناس.
أما علاقة المصاهرة أو الزواج فلها شروطها ولها قوانينها ولها نتائجها المترتبة عليها في حياة الفرد، ومن ثم لها التزاماتها وحدودها، وخصوصًا في المسيحية لها طابع الديمومة والارتباط المستمر، إذ لا تخضع للتبديل والتغيير طبقا لظروف الشخص وأحواله لأن رباطها رباط إلهي (مت19: 6) ولا تحل إلا بالموت (1كو7: 39) بالإضافة إلى مالها في كل المجتمعات وفي كل الديانات من أعراف وتقاليد جرت عليها عبر القرون.
كل هذه الضوابط التي تحد علاقة المصاهرة أو الزواج سواء في المسيحية أو خارجها جعلتها من أكثر العلاقات الاجتماعية تأثيرًا في حياة المجتمعات وفي حياة الفرد ذاته.
ومن ثم كان خروج الفرد عن هذه الضوابط يعتبر أمرًا شاذًا ويقلب أوضاع حياته ويضُّر به وبأسرته وبالمجتمع أيضًا، وذلك من ناحيتين أساسيتين: