لنبحث ما هو الأساس لموضوع الخلاص والفداء هذا: أ- الخطية التي وقع فيها الإنسان الأول، ويقع فيها كل إنسان، هي خطية ضد الله.
لأنها عصيان لله، وعدم محبة لله، وعدم احترام له، بل هي ثورة على ملكوته وهي مقاومة لعمل لاهوته وروحه القدوس. بل هي عدم إيمان أيضًا... لهذا يقول داود النبي لله في المزمور الخمسين " لك وحدك أخطأت. والشر قدامك صنعت " ولهذا احتشم يوسف الصديق من فعل الخطية وقال " كيف أفعل هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله" (تك39: 9). ب- وقد أخطأ كل البشر " زاغوا معًا وفسدوا. ليس من يعمل صلاحًا، ليس ولا واحد" (مز14: 3). وأجرة الخطية موت (رو6: 23) " وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع" (رو5: 12). ج- ومادامت الخطية موجهة إلى الله أصلًا، والله غير محدود، تكون إذن غير محدودة. وإذا كفر عنها لابد من كفارة غير محدودة، تكفي لمغفرة جميع الخطايا، لجميع الناس، في جميع الأجيال وإلى آخر الدهور. د- ولكن لا يوجد غير محدود إلا الله وحده. لذلك كان لابد أن نفسه يتجسد، ويصير ابنًا للإنسان، حتى يمكن أن ينوب عن الإنسان، ويقوم بعمل الكفارة لخطايا العالم كله" (1يو2: 2). هـ- وهذه المهمة قام بها السيد المسيح ليخلص العالم كله. ولو لم يكن هو الله، ما كانت تصلح كفارته إطلاقًا، لأنها استمدت عدم محدوديتها لكونه إلهًا غير محدود، قال عنه الرسول إنه " فيه يحل كل ملء اللاهوت جسديًا" (1كو2: 9).