مدرسة الخدمة
الخدمة في حياة القديس يوحنا ليست أعمالًا رسمية يلتزم بها ولا واجبات تقتضيها وظيفته الكهنوتية، لكنها هي كل حياته. فقد جاءت سيرته تكشف لنا عن شخصية أسقف يعشق الرعاية ولا يكف عن الكرازة، حبه لشعبه بل أقول حبه للبشرية قد امتص كل طاقاته وأحاسيسه وعواطفه، حتى أعلن في أكثر من موضع أنه لا يعيش إلا لأجلهم!
أقول بكل صدق إن كتابًا كهذا يعجز عن أن يسجل لك منهجه في الخدمة أو يكشف لك أعماله الكهنوتية الرعوية الكرازية، إذ حمل وراء أعماله "روحًا" لا تترجمها حروف ولا تعبر عنها كلمات! لكن ما أرجوه في الرب، أن ندخل سويًا بروح الخدمة إلى تلك الحياة التي عاشها لا لنسجل منهجه بل لنمارس معه "حياة الخدمة" وأن اختلفت ظروفنا عنه أو لم نتسلم درجة كهنوتية مثله!
ولكي نتذوق هذا المنهج ونعيشه يلزمنا أن نتعرف على "مدرسة الخدمة" التي نشأ فيها لينطلق بهذه الطاقات الداخلية الفريدة.