«َقَامَ بَعْدَ أَبِيمَالِكَ»؛ أبيمالك المتغطرس الذي أراد أن يُعظّم ويُرفّع نفسه إلى أعلى مكان. وتُولَعُ في هذا رمز للرب يسوع المسيح، آدم الأخير، الإنسان الثاني الرب من السماء (1كورنثوس15: 45، 47). لقد سقط أبوينا، في الجنة، في خطية الكبرياء «يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كالله (أو كآلهة)» (تكوين3: 4، 5). إنها شهوة الإلوهية؛ عدم الرضا وعدم الاكتفاء بالمستوى البشري، والطمع في موقف المساواة مع الله بدلاً من موقف الطاعة والخضوع لله. إن آدم، الإنسان الأول، لكونه مخلوقًا، كان تحت التزام الخضوع لمشيئة الله، بيد أنه عصى حتى الموت لأنه ترفّع لكي يكون مثل الله. ولكن على النقيض بالتمام، نرى ذاك الفريد المجيد، الذي مع كونه الله؛ الواحد مع الآب في الجوهر، والمُساوي له في الأقنومية، نراه وقد أخلى نفسه ليكون عبدًا، وإذ وُجِدَ في الهيئة كإنسانٍ، وضع نفسه إلى آخر درجات الاتضاع بموت الصليب، لكي يُطيع الله ويُمجّده في ذات الموضع الذي أُهينت فيه كرامته (فيلبي2: 6-11).