للكنيسة أن تكون، مثل مريم، أُمّاً وبتولاً (أُمّاً، لأنّها بالكرازة والعماد تلد إلى الحياة الجديدة غير الفانية أبناء مولودين من الله، بفعل الروح القدس... وبتولاً، لأنّها تحفظ إيمانها بعريسها، غير منقوصٍ ولا مَشوب. فحياة الكنيسة في أن تحقّق هذا "الوجه المريميّ"، هذا "البعد المريمي"... "هذا الوجه المريميّ هو للكنيسة، من حيث التأصُّل والميزة، ما هو لها- إن لم يكن أكثر- وجهُها الرسوليّ والبُطرُسيّ، مع حفظ الارتباط بينهما... "من هذا القبيل، فإنّ البعد المريمي للكنيسة يسبِق بُعدها البطرسيّ. فالبريئة مريم تسبِق الجميع حتى بطرس نفسه والرسل..، إذ إنّ مهمّة هؤلاء ليست إلاّ أن يربّوا الكنيسة في القداسة التي كُوَّنَتْ سابقاً في مريم ورُمِزَ إليها بها.