منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 17 - 09 - 2021, 05:59 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,141






الإنباء بصليب يسوع



الإنباء بصليب يسوع

بعد إعلان بطرس لإيمانه في قيصرية فيلبس (متى 16: 13 – 20) بألوهية المسيح أصبح ايمان التلاميذ ثابتاً وكافياً، "وبَدأَ يسوعُ مِن ذلِكَ الحينِ يُظهِرُ لِتَلاميذِه أَنَّه يَجِبُ علَيهِ أَن يَذهَبَ إِلى أُورَشَليم ويُعانِيَ آلاماً شَديدة مِنَ الشُّيوخِ وعُظَماءِ الكَهَنَةِ والكَتَبَة ويُقتَلَ ويقومَ في اليومِ الثَّالث" (متى 16: 21). وقد استخدم الرومان الصلب لإعدام العبيد عقاباً لهم عن أشنع الجرائم، ولإعدام الثوار في البلاد المحتلة. وكان يُعلَّق عليه المجرم حتى يموت من الجوع والعطش والإجهاد.

وكان الذي يُعلَّق على الصليب يُحسَب ملعوناً من الربّ حسب المعتقدات اليهودية كما جاء في سفر التثنية "وإِذا كانَت على إِنْسانٍ خَطيئَةٌ تَستَوجِبُ المَوت، فقُتِلَ وعلَّقتَه على شَجَرَة עֵץ، فلا تَبِتْ جُثَّتُه على الشَّجَرَة، بل في ذلك اليَومِ تَدفِنُه، لأَنَّ المُعَلَّقَ لَعنَةٌ مِنَ الله" (تثنية الاشتراع 21: 22-23). لذلك فقد جاء المسيح "وافتَدانا مِن لَعنَةِ الشَّريعة إِذ صارَ لَعنَةً لأَجْلِنا، فقَد وَرَدَ في الكِتاب: ((مَلْعونٌ مَن عُلِّقَ على الخَشَبَةξύλου)) (غلاطية 3: 13). إذاً، فهذا الصليب الذي كان أداة التعذيب وعلامة اللعنة صار أداةً للخلاص والفداء، ولكنه ما زال "عِثارٍ لِليَهود وحَماقةٍ لِلوَثنِيِّين وأَمَّا لِلمَدعُوِّين، يَهودًا كانوا أَم يونانِيِّين، فهُو مسيح، قُدرَةُ اللّه وحِكمَةُ اللّه،" (1 قورنتس 1: 23-24). لقد ضحَّى يسوع بحياته على الصليب من أجل خلاص البشرية محبة لهم (يوحنا 19: 26). ويُعلق البابا بندكتس "إن الصليب هو الإعلان المؤكد للمحبة والرحمة الإلهية".

واشار مرقس الإنجيلي أيضا في هذا الإنباء الى المعاملة السيئة التي لقيها يسوع " فَيسخَرونَ مِنه، ويَبصُقونَ علَيه ويَجلِدونَه ويَقتُلونَه، وبَعدَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ يَقوم" (مرقس 10: 34). ويتطابق موت المسيح مع نبوات دانيال. فالمسيح يجب ان يُقتل " يُفصَلُ مَسيحٌ ولا يَكونُ لَه" (دانيال 9: 26) ثم يأتي وقت ضيق " تكونُ شَناعَة الخَراب" (دانيال 9: 27)، وسيأتي اخيراً في المجد " فإِذا بِمِثلِ آبنِ إِنسان آتٍ على غَمامِ السَّماء"(دانيال 7: 13). ان كلمات الانباءات قريبة من اعترافات الايمان المسيحي الأولى، قريبة مما يُسمَّى الكرازة الأولى Kerygma وهي ملخص ما كان يقوله المسيحيون حين يبشرون بيسوع " مات وقام". ويذكرون كل مرة القيامة بعد الآلام.

بهذا الانباء أفهم يسوع تلاميذه انه لن يقوم بمهمته كمسيح الا عن طريق الالام والموت على الصليب؛ سر الصليب هو إيفاء العدل الإلهي حقَّقه بموت المسيح وتحصيل الحياة الأبدية للمؤمنين بذلك. ويعلق القدّيس يوحنّا الذهبي الفم: " صحيح. الصليب هو سرّ يفوق العقل البشري، وعلامة قوّة تتخطّى إدراكنا" (العظة رقم 4 عن الرسالة الأولى إلى أهل قورنتس). أعلن يسوع لتلاميذه ما سيعانيه في اورشليم من المٍ وعذابٍ وظلم واضطهاد. كما أوضح لتلاميذه من هو وأنه أتى ليؤسس كنيسته، وان ثمن تأسيس الكنيسة هو الصليب. وقبل أن يتوهم تلاميذه إذ سمعوا أنه المسيح المنتظر، أنهم سيملكون معه إذ يصير ملكًا وقائدًا عظيمًا، ها هو يشرح لهم أنه حقًا سيملك ولكن على قلوب كنيسته بصليبه، حاملًا الرئاسة على كتفه كما تنبأ أشعيا: "لِأَنَّه قد وُلدَ لَنا وَلَدٌ وأُعطِيَ لَنا آبنٌ فصارَتِ الرِّئاسةُ على كَتِفِه ودُعِيَ أسمُه عَجيباً مُشيراً إِلهاً جَبَّاراً، أَبا الأَبَد، رَئيسَ السَّلام" (أشعيا 9: 5)، فبصليبه هدم مملكة الخطيئة ومملكة إبليس وأقام ملكوت قيامته. وفي الصدد قال القديس بطرس الرسول" وهو الَّذي حَمَلَ خَطايانا في جَسَدِه على الخَشَبة لِكَي نَموتَ عن خَطايانا فنَحْيا لِلبِرّ" (1بطرس 2: 24). وهذا الإنباء بالآلام والموت على الصليب والقيامة تكرَّر ثلاث مرات (متى 17: 22، 20: 18) كلازمة تتردَّد في طريق صعود يسوع الى اورشليم، مكان آلامه وصلبه وموته وقيامته.

وكان الهدف من تلك الإنباءات هو تبديد ظنون التلاميذ ان المسيح المنتظر ليس مسيحاً سياسياً بل مسيحاً متألماً. لذا لم تكن آلام يسوع حدثا طارئا او صدفة ولا مصيرا محتوما، انما هو مخطط الله الذي يُحقِّقه يسوع بطاعته لمشيئة الله في هذه الآلام لأجل خلاص البشر. ويُشدِّد يسوع من خلال هذه الإنباءات على الطريق التي تقود المؤمن الى مجد، لآن الآلام والصليب والرذل والتعيير والموت الشنيع، كل هذه الأمور تتبعها القيامة. ومن هذا المنطلق، لم يُقدِّم يسوع سر آلامه قيامته كوحي عن رسالته فحسب، إنما أيضا دلالة على الطريق الواجب تلاميذه إتباعه. فطريق الآلام هي طريق للقيامة، ولا طريق آخر غير هذا له ولتلاميذه. ان طريق يسوع هو طريقهم. وفي كل إنباء بيّن يسوع لتلاميذه ان عليهم ان يسيروا على الطريق نفسه. وهكذا جمع متى الإنجيلي تعليم يسوع بين سلوك عملي ومتطلبات الايمان بالمسيح المصلوب والقائم من الموت.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الإنباء بصليب يسوع
الإنباء بصليب أتباعه
ما حلّ بصليب الرب يسوع الحقيقي!!!
انا فخور بصليب يسوع
حاشا لي ان أفتخر إلا بصليب يسوع المسيح


الساعة الآن 02:14 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024