عبرانيين ٣: ٧ – ١٣
هل سمعت صوت الروح القدس يهمس في قلبك؟ هل تبعت قوة محبة الله الجذابة، واعترفت بخطاياك قدامه؟ أو أقفلت على نفسك في عنادك؟ إن الله يكلمك بواسطة الكتاب المقدس، وبشهوده القديسين. إن سمعت صوت الله فلا تتردد في تسليم نفسك لمشيئته. أطع محبته، لأن الطاعة الكاملة المباشرة هي الجواب الوحيد من الانسان لدعوة الله ( مزمور ٩٥: ٧ – ١١ ).
رأى الشعب في البرية أعمال الله، مرات عديدة، ولكن في ساعة الضيق المتناهي، لم يؤمن بحضوره ( خروج ١٧: ١ – ٧ ). فعدم إيمانهم برحمة الله وحضوره، دفعهم إلى تجربة الله فقسوا قلوبهم، رغم اختباراتهم عونه ألوف المرات. وأرادوا طريقاً آخر في معزل من رحمته، فأصبحوا عمياً لا يدركون مقاصد الرب. ولم يدركوا طرقه، رغم تقواهم التقليدية.
واكتمل كفرهم في لحظة قاطعة، فحرمهم الله من حضوره المنعم. فكان عليهم أن يتجولوا حاملين غضب الله طول حياتهم. وبقوا في اضطراب روحي في كل أدوار تاريخهم.
أما نحن، فالله أعدنا من جديد لحضوره بواسطة روح المسيح واستحقاقه، لنطمئن قلباً وروحاً وحياة. ليس الله في ذاته مضطرباً، بل هو هادىء في جلاله، ويخص الكون بنظرة رأفة. فإيماننا بالمسيح، يشركنا في راحة الله. لأن دم المسيح، يطهر ضمائرنا المضطربة. الروح القدس يعزينا، حتى نطمئن في سرعة عصرنا واضطرابه، ولا نتزعزع أبداً.
ولكن انتبه، فقلبك شرير، وثائر في طبيعته، ويميل دائماً إلى الكفر. ومن يبتدىء برفض إطاعة الله، يصبح شريراً في كليته. وسرعان ما يرتد عن الله. فعلينا ألا نظل منفردين في حياة إيماننا، بل لنعظ بعضنا بعضاً في شركة الأخوة. لنثبت في حضور الله، ونثق بكلمته، ونسلم أنفسنا إليه، حتى في أشد الضيق. لأنه أبونا الحق. هل تتكل عليه اليوم اتكالاً كاملاً؟
احفظ : يقول الروح القدس اليوم إن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم ( عبرانيين ٣: ٧ ).
الصلاة : أيها الآب القدوس، نعترف بأن قلبنا شرير وثائر ضدك. أغفر لنا كفرنا، وكوّن فينا ثقة كاملة. حتى في الضيق، لنحبك كما تحبنا.