"فالخطية" إذاً هي الجذر الأصلي، و"الخطايا" هي الثمرات المُرة المُخزية التي تنتج من الأصل.
وحيث أنه لا خلاف على هذا فلنتقدم خطوة أخرى ونسأل: ما هي بالضبط هذه "الخطية" التي دخلت إلى العالم؟ الخطية هي فعل الإرادة الذاتية، ورفض التقيد بأي قانون، وتحدي إرادة الله. وهذا هو المسلك الذي فيه أسلم آدم نفسه عندما أكل من الثمرة المنهي عنها. وما أمر ما جنى من نتائج، فبدلاً من أن يكون آدم السيد إذا به يُستعبد للشر الذي أحنى كتفه له. لقد سادت عليه الخطية وصار يفعل الخطايا بلا توقف وعلى طول الخط. بل ويؤسفنا أن نقول إنها تفرض عليه نوعاً من التأثير المخدر والمميت للضمير حتى أن الخطاة يبدون كأنهم لا يشعرون بمصابهم وهم بعيدون عن الله.