رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عرفت الدولة العثمانية بتاريخها الأسود عبر سنوات طويلة من الزمن، فمارست استعمارها على شعوب العالم تارة، وقتل أفراد الأسرة العثمانية بعضهم بعض تارة أخرى، ولعل أكثر شخصية دموية فى الحقبة العثمانية هو سليم الأول ، حسب ما يؤكده عدد كبير من المؤرخين، وفى مثل هذا اليوم من عام 1512 السلطان العثمانى بايزيد الثانى يتنازل عن العرش لابنه سليم الأول، ولهذا نستعرض التاريخ الأسود لسليم الأول. وثق المؤرخ محمد بن إياس الحنفى فى كتابه "بدائع الزهور فى وقائع الدهور" أن إياس الحنفى وقائع دخول القوات العثمانية مصر - بقيادة السلطان سليم الأول - واصطدامها أكثر من مرة بمقاومة المماليك والمصريين بقيادة السلطان المملوكى طومان باى، ثم فرض العثمانيين سيطرتهم على هذا البلد وضمه رسميًا لدولتهم الكبرى فى العام 1517م. ويقول محمد بن أياس عندما وجه قواته جنوبًا فإن قنصوة الغورى تحرك بالجيش المصرى صوب الشام، حيث دارت معركة مرج دابق الشهيرة، قرب مدينة حلب،فى عام 1516 ، وكانت هذه المعركة فاصلة، وسمتها الأساسية الخلل الواضح فى ميزان القوى لصالح الجيش العثمانى، الذى اعتمد خلال المعركة بالأساس على المدفعية فى مواجهة جيش المماليك الذى اعتمد على الفرسان ورماة السهام. بعد دخول مصر قرر سليم الأول شنق طومان باى على باب زويلة، وترك جثته معلقة وهكذا، انتهت بموته دولة المماليك فى مصر، ودخلت مصر حظيرة حكم الدولة العثمانية لقرون مقبلة. فى يوم الحادى من والعشرين من شهر ربيع الأول هجريًا الموافق 13 أبريل 1517 جرى استشهاد الملك العادل السلطان الأشرف طومان باى آخر سلاطين المماليك فى مصر.. لتخرج من مصر من عصر المماليك إلى عصر الولاية العثمانية. جرت المفاوضات بين طومان باي وبين السلطان سليم، حيث رفض طومان الاعتراف لسليم بالزعامة، وقد استطاع العثمانيون دخول القاهرة فى آخر يناير عام 1517، ووقع طومان باى فى يد العثمانيين، ولإعجاب سليم الأول به عرض عليه أن يكون واحداً من رجاله، لكن طومان رفض فقرر سليم إعدامه ونفذ حكم الإعدام يوم الاثنين الثاني والعشرين من ربيع الأول سنة 923 هجرية، الموافق للثالث عشر من أبريل سنة 1517 ميلادية. ويحكى المؤرخ المصرى ابن زنبل الرمال، السلطان سليم كان له أخ أكبر منه يسمى السلطان أحمد وكان حاكم برصه، وكان أخوه قورقود حاكم المغنسيا، والسلطان سليم قبل أن يتسلطن كان حاكم طرابزان، ولكنه كان ذا همة عالية فى طلب الملك والرياسة على أخوته، فألهمه الله تعالى زواج ابنة ملك التتار خان ليكون ظهرا له، فتزوجها، ثم تجرد بعد ذلك وأخذ الملك من أبيه، لما سمع من الجواسيس الذين كانت تأتيه بالأخبار بأن أباه السلطان بايزيد ضعيف على موت، وأنه أرسل لولده أحمد يحضره ليقلده الملك من بعده، فخاف أحمد من أخيه سليم لما يعلم من طلبه الملك لنفيه، فتأخر عن المجيء فجرد سليم العساكر على أبيه. كما أكد كتاب "تاريخ بلا أصباغ" للكاتب خالد السعيد، يقول " يروى أن السلطان سليم الأول قتل والده ليستولى على الحكم، ولما تسلطن قتل أخوته جميعا". وفى نهاية حياته أراد سليم الأول قتل نجله الأمير ولى العهد الذى أصبح السلطان سليمان القانونى، عندما حصل على فتوى بقتله للحفاظ على العرش، ثمّ أرسل إليه عباءةً مسمومة إلا أن والدته أنقذته قبل ارتدائها. |
|