![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القس أنطونيوس فكري العدد 28 - تفسير سفر العدد ![]() الأعياد وذبائحها وتقدماتها: هذا الإصحاح و الإصحاح الذي يليه يحدثنا عن الأعياد والذبائح وهذا يناسب تمامًا مكانه حيث يأتي بعد أن تم التعداد, والله أعطى أوامره بتقسيم الأرض وتم تقسيم الشعب لعشائره وبنات صلفحاد رأيناهن بإيمان على ثقة أنهن سيدخلن ويرثن ويسألن عن حقوقهن. وموسى يعين قائد المسيرة فما الذي يمنع من الفرح فوعد الله لا يرجع أبدًا. إذًا هم بالتأكيد سيدخلون. إذًا " إفرحوا وأقول لكم أيضًا إفرحوا." وبينما كان من المتوقع أن يأتي هنا أخبار الحروب لكن الله يود أن يركز على أن المسيح ذبيحتنا الحقيقية هو سر فرحنا خلال غربة هذا العالم وبإيمان نحيا في فرح إلى أن ندخل أورشليم السماوية. ولذلك هو يكرر الأعياد السابق ذكرها في سفر اللاويين ويذكر معها الذبائح التي تقدم فى هذه الأعياد والتي لم تكن قد ذكرت في سفر اللاويين. والمعنى أن المسيح المذبوح هو حياتنا وسر فرحنا. وأكثر ما يفرح قلب الله هو المسيح الذي هو رائحة سرور لهُ وهذا هو طعام الله ووقائده. ولهذا ففي كل مناسبة تقيم الكنيسة قداسات، لنقدم للآب المسيح. فليس لنا ما نقدمه سواه وكانت الذبائح هي المحرقات وذبائح الخطية. وتذكر المحرقة أولًا لأنها تخص الآب فهي رائحة سرور للرب ثم تأتى ذبيحة الخطية التي تهتم برفع الخطية عن البشر. ويبدو أن الشعب في خلال تجواله في البرية كان يقدم محرقات فقط (عد6:28)" محرقة دائمة هي المعمولة في جبل سيناء" وراجع عاموس (25:5) وتكرر هذا في (اع43،42:7) فيبدو أن الشعب أهمل خلال توهانه في البرية تقديم الذبائح وهنا يشدد الرب على أهميتها في أرضهم ولا يعفيهم من هذا, سواء الحروب المُقبلة أو استقرارهم في أرض تفيض لبنًا وعسلًا لذلك يذكرهم بهذا قبل الدخول مباشرة فالراحة التي هم داخلين إليها ليست هي راحة التكاسل والتراخى بل راحة فرح مُستمر خلال ذبائح المُصالحة والحب التي تقدم صباحًا ومساءً يوميًا وأسبوعيًا وشهريًا وسنويًا. أراد الله أن تكون حياتهم أعياد بغير إنقطاع علامة الفرح الدائم. والجديد هنا هو سكيب الخمر، الذي كان يجب أن يكون قويًا فهو رمز لعمل المسيح القوى في سكبه دمه وفي سكبه روحه القدوس روح القوة والفرح على شعبه باستحقاقات دمه المسكوب ويرمز لدم الشهداء الذين سكبوا دماءهم والقديسين الذين سكبوا حياتهم في قوة وفرح. وفي الإصحاحين (29،28) نجد 71 عددًا تحدثنا عن الذبائح والتقدمات المستمرة منها 58 عددًا تتحدث عن رائحة سرور للرب. بينما هناك 13 عدد فقط تتحدث عن ذبيحة الخطية. فذبيحة الخطية تتحدث عن غفران الخطية, وهذا مهم ولكن الأهم هو رضا الآب وسروره فهو فرِحَ بذبيحة المسيح.وأيضًا في المسيح نُقلنا من حالة العداوة لحالة فرح الآب بنا وسروره ورضاه عنا خلال إبنه. آية2:- اوص بني إسرائيل وقل لهم قرباني طعامي مع وقائدي رائحة سروري تحرصون ان تقربوه لي في وقته. ربما التذكير هنا أيضًا بسبب موت الجيل الذي سبق وأخذ هذه الوصايا. ولاحظ تكرار طعامى - قربانى - وقائدى.. فالمسيح هو طعام الله وهو سروره وفرحه وهذه تعبيرات تكشف عن شوق الله إلى الإنسان، وسروره به خلال ابنه الحبيب الذبيح. وهذا من جانب ومن جانب آخر أن ما يقدمه الإنسان إنما ليس من عندياته بل من عطايا الله له. الآيات 3-8:- و قل لهم هذا هو الوقود الذي تقربون للرب خروفان حوليان صحيحان لكل يوم محرقة دائمة. الخروف الواحد تعمله صباحا والخروف الثاني تعمله بين العشاءين. وعشر الايفة من دقيق ملتوت بربع الهين من زيت الرض تقدمة. محرقة دائمة هي المعمولة في جبل سيناء لرائحة سرور وقودا للرب. وسكيبها ربع الهين للخروف الواحد في القدس اسكب سكيب مسكر للرب. والخروف الثاني تعمله بين العشاءين كتقدمة الصباح وكسكيبه تعمله وقود رائحة سرور للرب. المحرقة الدائمة: تقديم خروفين حوليين كل يوم، خروف في الصباح وآخر بين العشائين كأننا في حاجة إلى محرقة بلا إنقطاع لكي نكون في مصالحة مع الله ليل نهار بغير توقف. ونلاحظ أن تقديم محرقة صباحية وأخرى مسائية يشيران لذبائح العهد القديم وذبائح العهد الجديد. فكان العهد القديم هو مساء علاقتنا بالله أما العهد الجديد فهو صباح هذه العلاقة، بعد ان أشرق علينا نور شمس برنا المسيح. ولذلك نجد أن سفر حزقيال في الإصحاحات 40-48 والتي تحدثنا عن كنيسة المسيح أى جسده يقول في (اش13:46) وتعمل كل يوم محرقة للرب حملًا حوليًا صحيحًا. صباحًا تعملهُ. فالآن لا توجد محرقة مسائية بعد أن قُدم المسيح في مساء يوم الجمعة ذبيحة مسائية. والآن الكنيسة تقيم قداسات صباحية فقط بهذا المفهوم.... صباحًا تعملهُ إشارة للمسيح النور وشمس البر الموجود دائمًا في كنيسته. الآيات 10،9:- و في يوم السبت خروفان حوليان صحيحان وعشران من دقيق ملتوت بزيت تقدمة مع سكيبه. محرقة كل سبت فضلا عن المحرقة الدائمة وسكيبها. السبت: الله يريد أن تكون أيامنا كلها أعيادًا له يفرح فيها بنا خلال ذبيحة ابنه الوحيد. وأيضًا ها هو يقيم لنا عيدًا أسبوعيًا هو عيد السبت أو عيد الراحة هو عربون الراحة الحقيقية في العيد الأبدي " إذا بقيت راحة لشعب الله" (عب9:4) وأيضًا يقدم كل سبت ذبائح. الآيات 11-15:- و في رؤوس شهوركم تقربون محرقة للرب ثورين ابني بقر وكبشا واحدا وسبعة خراف حولية صحيحة. وثلاثة اعشار من دقيق ملتوت بزيت تقدمة لكل ثور وعشرين من دقيق ملتوت بزيت تقدمة للكبش الواحد. وعشرا واحدا من دقيق ملتوت بزيت تقدمة لكل خروف محرقة رائحة سرور وقودا للرب. وسكائبهن تكون نصف الهين للثور وثلث الهين للكبش وربع الهين للخروف من خمر هذه محرقة كل شهر من اشهر السنة. وتيسا واحدا من المعز ذبيحة خطية للرب فضلا عن المحرقة الدائمة يقرب مع سكيبه. ![]() عيد رأس كل شهر : السبت يشير لخلقة الله للعالم والراحة. أما ذبيحة رأس الشهر فهي تنظر للعناية الإلهية. فالقمر يحدد الفصول التي تتوالى. فالقمر في دورته يحدد فصول. ولذلك ونحن نراقب دورة القمر يجب أن لاننسى أعمال الله وعنايته , ونشكره عليها . (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وكأن القمر شاهد أمين في السماء على رعاية الله وعنايته (مز 89:37). هذا هو العيد الشهرى وأيضا تقدم فيه ذبائح. ومن أجل أن السبت رمز للراحة فالله يقول سبوتى, أما هنا فيقول رؤوس شهوركم لأن الشهر يشير إلى الزمن المتغير من شهر إلى شهر, وهذا سينتهي بنهاية العالم حيث لا يعود شيء إلا نهار شمسه لا تغيب، يوم سبت غير منقطع يوم راحة أبدية والقمر يرمز للكنيسة فالمسيح شمس البر ينعكس نوره من على كنيسته. وهي ممتلئة من نوره فكأن الاحتفال الشهرى بهذا العيد يشير لاحتفال الكنيسة بلبسها الإنسان الجديد وتركها العتيق الآيات 16-25:- و في الشهر الاول في اليوم الرابع عشر من الشهر فصح للرب. وفي اليوم الخامس عشر من هذا الشهر عيد سبعة ايام يؤكل فطير. في اليوم الاول محفل مقدس عملا ما من الشغل لا تعملوا. 19- وتقربون وقودا محرقة للرب ثورين ابني بقر وكبشا واحدا وسبعة خراف حولية صحيحة تكون لكم. وتقدمتهن من دقيق ملتوت بزيت ثلاثة اعشار تعملون للثور وعشرين للكبش. وعشرا واحدا تعمل لكل خروف من السبعة الخراف. وتيسا واحدا ذبيحة خطية للتكفير عنكم. فضلا عن محرقة الصباح التي لمحرقة دائمة تعملون هذه. هكذا تعملون كل يوم سبعة ايام طعام وقود رائحة سرور للرب فضلا عن المحرقة الدائمة يعمل مع سكيبه. وفي اليوم السابع يكون لكم محفل مقدس عملا ما من الشغل لا تعملوا. ![]() عيد الفصح والفطير: فبدأ من هنا بالأعياد السنوية. وهذا هو العيد الأول في الشهر الأول من السنة, ويشير هنا لسبعة أيام الفطير أي لنبدأ سنة جديدة لا ترتبط بالخمير العتيق (1كو8:5) + (أف24،22:4) فيكون لنا الحياة الجديدة والتسبيح الجديد رافضين الشر الذي مضى، والشر رمزه الخمير (مت 16: 6 + مت 16: 11) الآيات 26-31:- و في يوم الباكورة حين تقربون تقدمة جديدة للرب في اسابيعكم يكون لكم محفل مقدس عملا ما من الشغل لا تعملوا. وتقربون محرقة لرائحة سرور للرب ثورين ابني بقر وكبشا واحدا وسبعة خراف حولية. وتقدمتهن من دقيق ملتوت بزيت ثلاثة اعشار لكل ثور وعشرين للكبش الواحد. وعشرا واحدا لكل خروف من السبعة الخراف. وتيسا واحدا من المعز للتكفير عنكم. فضلا عن المحرقة الدائمة وتقدمتها تعملون مع سكائبهن صحيحات تكون لكم ![]() عيد الخمسين (الأسابيع) : ويسميه هنا يوم الباكورة وهو ليس عيد الباكورة الذي كانت تردد فيه حزمة الشعير. بل في هذا العيد يقدم للرب أبكار الغلات بمناسبة عيد الحنطة فالآن نحن في حصاد الحنطة ولاحظ أنه لأجل تقديس الزمن، لتكون أيام الإنسان كلها مقدسة للرب، جعل الرب عند اليهود اليوم السابع سبت للرب ، فبتقديس اليوم السابع يتقدس الأسبوع كله، لأن كلمة أسبوع تأتى من رقم سبعة خاصة في العبرية إذ يُدعى (شبوع) أي سبعة ثم قدس الرب الأسابيع بإقامة عيد الأسابيع الذي هو عيد الخمسين لأنه بعد 7 أسابيع من بدء الحصاد, ويحسب سبتًا للرب. كان عيدًا مرتبطًا بالزراعة، ولما كان من الصعب تحديد بدء يوم الحصاد لهذا إستقر الأمر أن يُحسب من عيد الفصح, فصار اليوم الخمسين من عيد الفصح. وفيه يقربون لله من الحصاد الجديد. (مثل من لا يذهب للكنيسة إلا ومعه إخوته) وفي هذا اليوم قدم بطرس 3000 نفس. هو دخل بالنفوس المُتعبة لتستريح في أحضان الرب وكذلك قدس الرب الشهر السابع المملوء بالأعياد وقدس الرب السنة السابعة وهي بعد 7 سنوات, والسنة الخمسون بعد 7×7 سنوات ليكون العمر كله مقدس. |
![]() |
|