|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟ أ. حلمي القمص يعقوب مقدمة بسم الأب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين نحن نعيش في مجتمع سريع التغُّير. ونظرًا لأن المجتمعات سريعة التغير، تكثر فيها المشكلات وتتعدد وتتباين حسب ظروفها اليومية. وحيث أن الكنيسة كأم لأولادها يجب أن تتعامل مع كافة هذه الاحتياجات والمشكلات وتسعى إلى خدمة أبنائها. ولكيما تقوم الكنيسة بدورها كأم وتعالج كافة هذه الاحتياجات والمشكلات أقام أبينا الحبيب قداسة البابا شنوده الثالث اللجان المجمعية التي تهتم بهذا الغرض. ومنها لجنة الرعاية والخدمة التي تفي بالاحتياجات الرعوية وتعالج المشكلات البدنية في حياة أولادها. وقد استجاب الابن الحبيب المبارك الشماس حلمي القمص يعقوب لهذه الفكرة، وأهتم بأن يكتب من أجل مكافحة الإدمان, وكان من عدة أبحاثه هذا الكتاب والذي بين يديك الذي يحمل الكثير من الملامح المتجددة، فهو يحوي عرضًا علميًا وإحصائيات تُظهر مدى خطورة هذا المرض والآثار المترتبة عليه من نواحيها المختلفة المتعددة. والأمر الذي يجعل هذا الكتاب شيقًا وعمليًا في الخدمة إنه يحكي العديد من القصص الواقعية التي تُظهر خطورة هذا المرض وما تؤول إليه من آثار صحية واجتماعية وقانونية ومشكلات مالية. أن هذا الكتاب نافع للخدام، وكذلك هو هدية مناسبة للذين يدخلون في هذه الدوامة ليعرفوا إلى أي منزلق هم هابطون. إننا نصلي أن يبارك الرب هذا الكتاب، ويبارك الابن الحبيب الشماس حلمي القمص لهذا المجهود، وإنَّا نرجوا أن تُظهر المكتبة القبطية العديد من هذه المؤلفات التي تُعالج الجريمة قبل وقوعها حتى نبني مجتمعًا بعيد عن هذه الانحرافات. الرب يبارك هذا الكتاب ويجعله يأتي بالثمر المناسب ببركة صلوات أبينا الحبيب: قداسة البابا شنوده الثالث. الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية مُقرّر لجنة الرعاية والخدمة بالمجمع المقدس |
03 - 07 - 2014, 02:10 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟
تمهيد
الملاك الصغير: وبينما يقود سعيد سيارته ويتابع حديثه مع زوجته مارى (الأسماء مستعارة) يبث لها متاعبه والتحديات التي يلقاها، ويرسم لها آماله في مصنع البلاستيك الذي أقامه بجهده وعرقه، بينما الطفل الأكبر سامي الذي لم يتعد السنتين من عمره يستلقي على حجر أمه، وكعادته فإن الابتسامة لم تفارق وجهه سواء كان نائمًا أو يقظًا. فهو الملاك الصغير الذي يسمو فوق المتاعب والتحديات.. لا يهتم بالغد ولا باليوم، وبينما يحلو الحديث ويشعر سعيد بعظمة زوجته التي تؤازره بصلواتها وتشدَّ من أزره بكلماتها الحلوة، وإذ بسيارة طائشة تأتي في الاتجاه المضاد وتصطدم سيارتهم فتختل عجلة القيادة من سعيد، ويتحطم الجانب الأيمن من السيارة، وتنطلق روح الزوجة العفيفة إلى عريسها السماوي، بينما يصاب سعيد بإصابات بالغة.. أما الملاك الصغير فكأن ملاكًا كبيرًا حمله برفق ووضعه على الكرسي الخلفي، وهو ينظر في ذهول ولا يدرك هول ما يجرى حوله.. تربى الابن اليتيم سامي في أحضان جدته أم والدته مع شقيقه الأصغر سمعان الذي كان مع جدته وقت الحادث الأليم، وفي سن الرابعة دخل إلى إحدى مدارس الراهبات.. أنه الطفل الوسيم الهادئ الذي ما زالت البسمة الحلوة ترتسم على محياه مما جعل الراهبات يجمعن على تسميته بالملاك الصغير. أمضى سامي المرحلة الابتدائية والإعدادية بهذه المدرسة، بينما والده يراعيه، ويراعي المصنع الذي بدأ ينمو وينجح، ولم يتزوج أباه ثانية إلاَّ بعد مرور نحو عشر سنوات من وفاة الأم. وفي المرحلة الثانوية كان الملاك الصغير في مدرسة خاصة مرموقة، وللآسف الشديد فإن كثيرًا من هذه المدارس الخاصة تنتشر فيها المخدرات بصورة تفوق الوصف، فمنذ أيام أتت إحدى فتيات ثانوي في مدرسة خاصة بحي راقي بالقاهرة تقول لأب اعترافها أن في فصلها الدراسي 12 يتعاطون البانجو وثلاثة يتعاطون الهيروين والفصل لا يتعدى 45 طالب وطالبة أي نسبة 30%... من يصدق هذا!! تدهورت الحالة الدراسية، وتدهورت الحالة الصحية أكثر فأكثر وصاحب هذا التدهور انحرافات أخطر وأشر وهي الانحرافات الجنسية بدافع من أصدقاء السوء، وقد غذَّت هذه النيران المشتعلة أموال المصنع التي كانت تحت تصرفه يأخذ منها ما يشاء بدون حساب ولا رقيب، وأباه يظن أن تأخره في الدراسة بسبب انشغاله معه في إدارة المصنع.. ما الداعي لشهادة الليسانس التي لن يعمل بها..؟! أليس أمامه الغد المشرق في ذاك المصنع المضيء؟! وظل سامي يتعاطى الهيروين لمدة عام، وكان قد وصل إلى السنة النهائية من الدراسة، وفي شهر أكتوبر سنة 1999 توجه إلى أحد مراكز علاج الإدمان وله من العمر 27 عامًا، ولكنه لم يكن جديًّا في قرار العلاج.. إنها مجرد رغبة في التوقف.. حجز في إحدى المستشفيات لعلاج أعراض الانسحاب، وخرج ليتردد على مركز العلاج لمدة شهرين.. ثم مات والده وأصبح هو المسئول الأول والأخير عن المصنع وأراد أن يثبت نفسه، ولكن المشكلة أن الأموال التي في يده بلا ضابط جرَّته ثانية إلى الإدمان. فأنقطع عن الحضور للمركز وبعد مرور نحو خمسة أشهر أتصل أهله بمركز العلاج وأخبروا الطبيب المعالج أن سامي قد تعاطى جرعة زائدة من الهيروين فأصيب بهبوط حاد، والآن ليس لديه خيار غير العلاج أو الموت.. حضر سامي برفقة بعض أقربائه مساء السبت إلى مركز العلاج وجلس مع الطبيب المعالج.. لقد تغير كثيرًا فإنه يعاني من الهزال، وصار وجهه شاحبًا، ونقص وزنه بدرجة كبيرة، ولكنه مازال حلو الحديث صاحب شخصية جذابة ومحبوب جدًا.. وتم الاتفاق على بدء العلاج فورًا، فقال أنه سيذهب غدًا الأحد إلى الكنيسة، وسيزور قبر والدته، ويتجه إلى المستشفى لبدء علاج أعراض الانسحاب، وأفصح للطبيب عن أماله، وأعلن عن رغبته في الزواج من إنسانة يحبها، وأنه سيأخذ معه إلى المستشفى بعض كتبه وأيضًا الكمبيوتر حتى لا يشعر بالملل، وسيكون جادًا في العلاج. وأنصرف سامي من مركز العلاج وهو يصافح الطبيب المعالج بحرارة شديدة، ولا سيما أن هذا الطبيب ما هو إلاَّ كتلة مشتعلة من الحب، وبهذا الحب يعالج مرضاه من المدمنين ويحقق نتائج باهرة. خرج سامي مع أقربائه ثم استأذن منهم ليُحصّل بعض الديون من بعض العملاء، وتركه الأقارب وحصَّل ماله، وقال في نفسه لتكن اليوم جرعة الوداع الأخيرة من الهيروين اللعين، فاشتراه وذهب إلى صالة بلياردو ودخل إلى دورة المياه، وتعاطى جرعة الهيروين الأخيرة، وهو لا يتوقع ولا يتصوَّر على الإطلاق ما سيحدث.. لقد أصيب بهبوط حاد في الدورة الدموية ولم يجد من يسعفه كما حدث بالأمس القريب، وقبل إغلاق الصالة الساعة الثالثة صباحًا وجدوا بابًا مغلقًا من أبواب دورات المياه، فأدركوا أن خلفه مأساة، فكسروا الباب ليجدوا الملاك الصغير ساقطًا على الأرض وقد فارق الحياة. وفي نفس اليوم.. يوم الأحد ذهب سامي إلى الكنيسة، ولكنه لم يذهب بإرادته سيرًا على الأقدام.. بل محمولًا في نعشه على الأكتاف، وكم كانت الأحزان والدموع والتنهدات والصراخ ولا سيما من الجدة والأقرباء بل من جميع الحاضرين.. زار سامي قبر والدته غير أن زيارته لم تنته بعد، لأنه رقد بجوارها بعد أن فقد كل شيء، وكم كانت تعليقات الطبيب المعالج الذي حضر الجنازة مؤثرة جدًا تستدر الدمع من العيون القاسية حيث قال لي " لم أكن أتصوَّر هذه النهاية السريعة الفجائية.. إنسان أتكلم معه وبعد ساعات قليلة لا نجده بيننا.. ألا يجب أن نحيا حياة الاستعداد للرحيل؟! ففي أي لحظة يستدعينا الملك السمائي.. أعط حساب وكالتك، وربما تأتي النهاية في وقت لا يتوقعه أحد قط.. سامي فقيد الشباب كان لديه كل إمكانات النجاح.. الأموال الكثيرة والمصنع الناجح والشخصية الحلوة الجذابة والسن الصغير.. كل هذا ضاع بسبب الإدمان.. ألا يعلمنا هذا البعد عن كل شر وشبه شر؟! يا ليتنا نكن حيث مائدة المسيح وليس حيث مائدة الشيطان، لأنه أي خلطة للظلمة مع النور وللمسيح مع بليعال!! هذه نهاية مائدة الشيطان". صديقي القارئ.. هذا هو الإدمان. بل هذا هو جانب واحد من جوانب الإدمان.. الإدمان شر على المدمن وعلى الأسرة وعلى المجتمع،أرجوك أن لا تلقِ الكتاب جانبًا وتقول "هو أحنا ناقصين هم.. مالنا ووجع القلب وهذا الواقع المرير؟!! " كلاَّ حبيبي أن الإدمان أصبح قريبًا جدًا جدًا منا إن لم يكن بيتنا فهو في بيت قريب لنا، وقد يكون المدمن صديقًا عزيزًا أو جارًا حبيبًا.. وإن كنا لمسنا من هذه القصة أثر الإدمان على المدمن، ففي طي صفحات الكتاب سنرى كثيرًا من القصص التي تحكي لنا عن أثر الإدمان على نفوس بريئة لا ذنب لها.. لذلك أدعوك يا صديقي أن تستمر في قراءة الكتاب وتتذوق معي كأس الألم التي تذوقتها. وقد تقول لي: ولماذا كل هذا يا هذا؟ هل أنت غاوي النكد والنواح على رأس الميت؟! أقول لك: تمهل.. ربما جرعة الألم هذه تكون نافعة لنا. تقول لي: كيف؟ أقول لك: ربما الله يستخدمك لإنقاذ نفسًاً أو نفوسًا من موت محقق وخراب شامل.. ربما بإهداء كتابًاً مثل هذا إلى نفس على حافة الهاوية.. ربما بالصلاة من أجل نفوس تحتاج إلى صلوات حارة لينقذها الله، ربما يستخدمك الله للبحث عن الدرهم المفقود، فتجده وتنتشله من تراب الموت فيقيمه الله إلى جدَّة الحياة على يدك، وكم تكون سعادتك وفرحتك حينذاك.. حقًا عندئذ ستدرك معنى المر الذي يتحول إلى حلو، والألم الذي يتحول إلى فرح وسرور، والدموع التي تتحول إلى الابتسامة اللطيفة. دعنا يا صديقي نبحث في هذا الجزء الأول(1) النقاط الآتية: أولًا: أسباب الإدمان. _____ الحواشي والمراجع :(1) الجزء الثاني يشمل: أولًا: مراحل الإدمان |
||||
03 - 07 - 2014, 02:13 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟
أسباب الإدمان في سنة 1981 أجرى المركز القومي للبحوث التربوية مع منظمة اليونسكو دراسة على عينة من طلبة المدارس الإعدادية والثانوية (228 بنين+ 227 بنات) لمعرفة أسباب الإدمان فكانت النتيجة كالآتي:
|
||||
03 - 07 - 2014, 02:13 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟
الأسباب النفسية للإدمان أولًا: الأسباب النفسية للإدمان ومن أهم هذه الأسباب:
|
||||
03 - 07 - 2014, 02:15 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟
الاستعداد النفسي للإدمان | نوعيات الشخصيات المعرضة 1- الاستعداد النفسي للإدمان: الإنسان المعرض للسقوط في الإدمان هو صاحب الشخصية غير السوية.. هو إنسان لا يشعر بالانتماء إنما يعاني من اضطرابات في علاقاته مع نفسه ومع أسرته ومع مجتمعه، ولذلك يشعر دائمًا بالاغتراب عن أسرته ومجتمعه وبلده.. نظرته لوالديه نظرة سلبية، فهو إنسان فقد احترامه لوالديه، وفقد احترامه للتقاليد الأسرية.. هو صاحب شخصية سلبية انهباطية، وعندما يسقط الإنسان في الإدمان يقطع رباطاته بالأسرة والمجتمع ويندمج أكثر فأكثر مع أصدقاء الإدمان. الإنسان الذي لديه استعداد للإدمان هو الإنسان غير الناضج الذي لا يشعر بالمسئولية. إنما هو متمركز حول ذاته يهتم بالأخذ ولا يعرف العطاء.. ليس لديه أهداف يسعى إليها وليس له طموحات يريد أن يحققها. بل هو إنسان غير قادر على التعامل مع الواقع ومواجهة المشاكل وتحمل الآلام.. غير قادر على إقامة علاقات مع الآخرين.. غير قادر على الجزم والحسم مع نفسه فيلجأ للحلول المريحة السريعة. أكثر أربع شخصيات تتعرض للسقوط في الإدمان أ- الشخصية الاكتئابية ب- الشخصية الانطوائية ج - الشخصية المكروبة د- الشخصية السيكوباتية ومن أكثر أربع شخصيات تتعرض للسقوط في الإدمان هي: أ- صاحب الشخصية الاكتئابية هو الشخص الذي يميل إلى الأحزان. الشخصية الاكتئابية Depressive Personality:والانفرادية، ولا يتمتع بالحماس للحياة، وقد فقد الأمل في الحاضر والمستقبل، لذلك يتعرض لبعض النوبات من الإحباط والاكتئاب وهبوط المعنويات، فيفضل الانزواء بعيدًا عن الآخرين ولا سيما أنه فقد الثقة في نفسه، ويلجأ للمواد المخدرة التي تمنحه الفرح والسرور والانتعاش. ب- الشخصية الانطوائية Schizoid Personality: هو الإنسان الحساس الذي يفضل العزلة والهروب من الناس ويشعر بالخجل أثناء تعامله معهم، وقد يعجز عن التعبير عن رأيه، وربما يشعر أن هناك عيبًا في أسلوبه أو نفسه فيخشى أن يتعرض للوم أو الاستهزاء.. الشخص الانطوائي عندما تقابله المشاكل يتجه للداخل أي يعتدي على نفسه، وكلما زادت اضطراباته ينسحب للداخل، وعندما يرى أن المادة المخدرة تكسر حاجز الخوف وتعطيه انطلاقًا وقوة وحرية في التعبير والاتصال بالآخرين يسعد بها ويتمسك بها. من الشخصيات الأنطوائية التي كان لديها استعداد للسقوط في الإدمان شخص صيدلي التقيت به في أحد مراكز العلاج يبلغ من العمر 45 عامًا طويل القامة قوي البنية غامق اللون.. في مرحلة الطفولة كان أبوه دائم الشجار مع أمه، وكثيرًا ما يتعدى عليها بالضرب، ويتدخل الجيران للفض بينهما، فكان يخشى والده ويطيعه تحاشيًا للعقاب من جانب ولينال المديح والثناء منه من جانب آخر.. كان متفوقًا في دراسته ولكنه يعاني من الخجل، فعندما يسأل المدرس سؤالًا وهو يعرف الإجابة لا يجد الجرأة للإجابة.. كان يلعب الكرة وعندما يسجل هدفًا ويصفقون له ينسحب من اللعب.. دائم التزويغ من المدرسة بأي حجة كانت حتى دعوه أصحابه بـ"الميغة".. أخذ الخجل يظهر في أعراض ظاهرة مثل ارتعاش الجسم وتصبب العرق الغزير واحمرار الوجه، فكان يتحاشى اللقاء مع الناس، حتى أنه كان يخشى ركوب المواصلات العامة، فيذهب مسيرة 17 كم. من المنزل إلى الكلية سيرًا على الأقدام. عندما انتهى من دراسته في كلية الصيدلة تم تعيينه في العريش، وفي الغربة تعرض لانهيار عصبي نتيجة لنفسيته المضطربة، وعندما عاد للإسكندرية كان قلقًا خجولًا مترددًا، فقراره بفتح صيدلية في منزله لم يكن قرارًا سهلًا بل أخذ منه وقتًا وجهدًا طويلًا، وعندما أفتتح الصيدلية كان يتركها لأخته تديرها، وهو كان يعمل في صيدلية أخرى في أطراف الإسكندرية في منطقة ريفية هادئة، ويتحاشى الوقوف في الصيدلية التي يملكها في منطقة مزدحمة بالسكان، أما قرار الزواج فكان أصعب بكثير، ولم يكن يتصور نفسه قط مع عروسه محط أنظار الجميع.. فاستعان ببعض الأدوية المهدئة في ليلة زفافه، وبحكم عمله كان يتعاطى الأدوية المهدئة، ثم أتجه إلى الكودايين فأدمنه للتغلب على مشاكله.. فيقول "أن الإنسان عندما يتعاطى الكودايين يشعر كأنه مولود من جديد وينسى كل الماضي، وكأن ليس في حياته أي مشاكل، ويشعر أن الحياة جميلة، وأنه راضي عن نفسه، يتمتع بالسكينة والسلام، ويشعر أنه يقدر أن ينفذ أي عمل ويفعل أي شيء". ولكن الإدمان لم يحل له مشاكله النفسية، ففشل في عمله وقام بتأجير الصيدلية التي يمتلكها، وفشل في حياته الزوجية فطلق زوجته رغم حبه الشديد لأبنه الوحيد، ويقضى معظم وقته سجينًا في شقة أمه.. ج - الشخصية المكروبة Stressed Personality: هو صاحب الشخصية القلقة المضطربة بدون داع لهذا.. هو الشخص الذي يعاني من التوتر والقلق ويفتقد الآمان بصفة مستمرة بسبب وبدون سبب، فمن السهل استثارته فيثور ويغضب، وعندما يجرب المادة المخدرة فيصل إلى الاسترخاء والهدوء ويتبدد القلق والاضطراب يتمسك بها ويدمنها. د- الشخصية السيكوباتية Sociapatheic Personality: صاحب هذه الشخصية هو إنسان عنيف وعدواني.. منذ الطفولة يتلذذ بالاعتداء على الآخرين، ويسعى الشخص السيكوباتي إلى الحصول على ملذاته على حساب الآخرين فهو يحب نفسه ويكره المجتمع، فيسرق ويحتال ويؤذي الآخرين دون أن يشعر بوخز الضمير، إنما يُظهِر عدم مبالاة، وقد يكون الشخص السيكوباتي ذكيًا فيخفى نواياه وشروره ويظهر بملابس الحملان، ومثل هذا الإنسان الذي يسعى نحو اللذة من السهل ان يسقط في هاوية الإدمان، ولا يكتفِ بهذا بل يجذب الآخرين للإدمان، فجميع تجار المخدرات من الشخصيات السيكوباتية التي تسعد بدمار وموت الشباب في عمر الزهور مقابل تحقيق عائد مادي سريع، ولكن ليس كل مدمن سيكوباتي إنما المدمن هو إنسان مريض وليس إنسانًا شريرًا مجرمًا،المدمن إنسان مريض يحتاج إلى علاج وإعادة بناء شخصيته، ولا يحتاج للعقاب والرفض والازدراء. |
||||
03 - 07 - 2014, 02:16 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟
الهروب من التوتر والقلق والاكتئاب الإنسان بطبيعته يحاول البحث عن اللذة، وفي نفس الوقت يحاول التخلص من الألم، ولذلك قد يلجأ الإنسان للإدمان تحت الظروف الآتية: أ- التعرض للتوتر نتيجة عدم تناسب الإمكانات مع المتطلبات، فالشاب الذي خطب منذ عدة سنوات وبذل كل جهده للحصول على شقة ليتزوج فيها دون جدوى قد يصاب بالتوتر الذي يدفعه للإدمان، والطالب الذي لا يحسن استخدام وقته في استذكار المواد الدراسية الكثيرة قد يصاب بالتوتر وقد يهرب من هذا التوتر بالإدمان. ب- التعرض للقلق، فقد يصاب الإنسان ذو الحساسية المفرطة بالقلق بدون أن يكون هناك داعٍ لذلك، وقد يتعرض الإنسان للقلق بسبب تزايد الضغوط النفسية عليه ولا سيما بالنسبة للشباب الذي يعاني من الضغوط الاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلى رغبته في الحلول السريعة، والإنسان القلق قد يلجأ إلى الحبوب المهدئة التي تقوده للإدمان. أما رجل الله فأنه يثق في أبيه السماوي الذي يدبر كل أمور حياته صغيرها وكبيرها. ج- التعرض للاكتئاب الذي ينشأ نتيجة انخفاض تركيز بعض الهرمونات(1) في مراكز معينة بالمخBiogenic Amines وقد ينشأ الاكتئاب نتيجة تكالب الهموم والمتاعب النفسية على الإنسان ورغبة هذا الإنسان في الخلاص من هذا الاكتئاب بأي ثمن ولو لفترة وجيزة فيلجأ إلى المخدرات التي تعطيه السعادة الوهمية. د- شعور الإنسان بأنه غير محبوب وغير مرغوب فيه ومنبوذ من أقرب الأقربيين، مثل الابن الذي لا يشعر برائحة الحب في أسرته فيسهل سقوطه في هوة الإدمان. ه - محاولة التخلص من أثار أزمة عاطفية عنيفة مثل فشل إنسان في قصة حب قوية، أو طلاق، أو موت الأب وزواج الأم، أو العكس، أو دخول السجن، فمثل هذه الأمور قد تدفع بالإنسان نحو الإدمان. ز- محاولة التخلص من المشاكل التي تواجه الإنسان، ويعجز عن حلها، فالبعض تواجهه المشاكل فيستطيع أن يواجهها ويضع الحلول الممكنة لها، ويختار أفضل هذه الحلول، وبذلك يتغلب على المشاكل وتمر الأمور بسلام، وقد يكون حل المشكلة في تحملها بصبر إلى أن تعبر بسلام،أما البعض الأخر فقد تلفه المشاكل، وتستحوذ على كل كيانه ولا يعرف أن يفلت منها، ويفقد سلامه، ويندب حظه العاثر، فمثل هذا الإنسان لو التقى في ظل هذه الظروف النفسية السيئة بأحد أصدقاء السوء فإنه يقنعه بأن الحل في كأس الخمر أو سيجارة البانجو أو شمة الهيروين، فيتعاطى الإنسان هذه السموم ويتوه عن الواقع ويعيش في السعادة الوهمية وأحلام اليقظة، ويتصوّر أنه يعيش بلا مشاكل.. ملك زمانه وكل المتاعب لم يعد لها وجوده في حياته، ولا يدرك أن وجود هو الذي أصبح مهددًا، لأن كلاَّ من المدمن والمنتحر يرتكبان نفس الخطأ، والفارق في الزمن فقط، ومثل هذا الإنسان لا يكفى علاجه من الإدمان فقط لأنه سيعود إليه طالما بقيت مشاكله.. إنما يلزم مساعدته في حل مشاكله مع علاجه من الإدمان. ومن أقوال بعض المدمنين في هذا المجال: "واحد صاحبي غواني، وأنا كنت متضايق نتيجة خناقة من الوالدة، قال لي خذ سيجارة بانجو حاتشيل القرف وتخليك مبسوط.. فأخذت".. "المخدرات تساعد الواحد على النسيان.. أو على الوهم بمعنى أصح، وفقدان الذاكرة". " أنسى التعب والمشاكل. لو لم أنسى المشاكل اللي ورايا وقدامي سأنتحر"(2). جاء في كتاب إمبراطورية الشيطان(3) قصة أحد الشباب الذي كان يعيش في أسرة مستقرة مكوَّنة من سبعة أشخاص، وهو الذكر الوحيد، وفجأة توفى والده، ووجد نفسه مسؤولًا عن الأسرة، فأخذ يعمل ليلًا ونهارًا لمدة ست سنوات، وأخواته لم يتقدم أحد لخطبة واحدة منهّن بسبب ضعف الإمكانيات المادية، وبينما كان جالسًا هذا الشاب يجتر همومه، فإذ بصديق يدفع له بسيجارة قائلًا "دخن علَّها تنجلي" وهكذا بدأ يصبح مدمنًا فزادت مصاريفه وزاد همه، ومرة أخرى قال له صديق آخر " أن دواءك عندي!! سيجارة تنسيك همومك!!" وبدأ يدخن الحشيش حتى ينسى مشاكله.. مرَّ نحو عشر سنين لم يحدث تغيرّ يذكر غير أن إحدى البنات تزوجت من شاب فقير، وعملت أخت ثانية عاملة بسيطة، وتدهورت حالة الأم الصحية. وبينما كان غارقًا في همومه وقارب الأربعين عامًا ولم يفكر في الزواج لضيق اليد، وإذ بأحدهم يقول له "سأنقذك من هذا الهم" وعرض عليه الهيروين مجانًا فاستنشقه وفي بادئ الأمر شعر بسرور، وبعد أيام بدأ الهيروين ينخر في عظامه ويمتص كل مليم تصل إليه يده. وروت لي إحدى الطبيبات قصة شاب عمره عشرين سنة بالصف الثاني بكلية التجارة والده رجل أعمال كبير والأم محاسبة تعمل بالقطاع الخاص، والأسرة غير مستقرة بسبب الخلافات الحادة التي تدب بين الأب والأم، ولأن كل إنسان يختلف في استقباله للمشاكل عن الآخر، لذلك هذا الابن كان له شقيق لا يبالي كثيرًا بمثل هذه المشاكل. إنما هو ناجح في دراسته وناجح في حياته الروحية أيضًا. بينما هذا الشاب الحساس الوسيم الذي له قوة إبداع ومتفوق في دراسة الكمبيوتر كانت تطحنه مثل هذه المشاكل الأسرية.. بدأ بشرب البانجو والحشيش وانتهى بأدوية الهلوسة ولا سيما عقار L.S.D الذي له أثار خطيرة كما سنرى بعد ذلك.. كان هذا الابن لا يأنس لأبيه بسبب قسوته على أمه وعليه. إنما كان يتعاطف مع أمه، وأحيانًا كان يحكي لها عن كل شيء في حياته.. صُدِمت الأم بخبر إدمانه، ووقع الخبر كالصاعقة على أبيه.. أخذوه إلى الطبيبة للعلاج، وفهمت الطبيبة أصل المشكلة فنصحت الوالدين بإخفاء مشاكلهما عن أعين الأبناء، وفعلًا أمتثل الاثنان لهذه النصيحة، وبدأ الابن علاجه، وبسبب تغير الجو الأسري تحسنت حالته. _____ الحواشي والمراجع :(1) د. عادل صادق - الإدمان له علاج (2) المجتمعات المستهدفة للتعاطي والاتجار في المخدرات - صندوق مكافحة وعلاج الإدمان ص 153، 164 (3) كتاب إمبراطورية الشيطان(3) - الإدمان وتعريفه - دار لبنان للنشر ص 366-367 |
||||
03 - 07 - 2014, 02:17 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟
التأخر الدراسي وغياب الهدف 3- التأخر الدراسي وغياب الهدف: التلميذ الذي يقل ذكائه عن المستوى الطبيعي، أو التلميذ العنيد المشاكس، أو التلميذ الذي لا يهتم بدراسته، أو التلميذ الذي ليس له هدف أسمى يسعى لتحقيقه.. مثل هؤلاء يتعرضون للتأخر الدراسي، والتلميذ الذي يتأخر في دراسته ويتكرَّر رسوبه يحاول أن يعوض ذلك بطريقة خاطئة حتى لا يسقط أمام نفسه وأمام الآخرين ويحاول أن يثبت قدراته في أمور أخرى، فيهرب من المدرسة، ويلجأ إلى تكوين الشلل، وينحرف إلى التدخين، فالتأخر الدراسي يدفع التلميذ إلى الشارع، والشارع يدفعه إلى التدخين والمخدرات، والمخدرات تدفعه إلى الفشل الدراسي.. يقول أحد الطلبة المدمنين: "الحقيقة أنا من الطلبة الفاقدة، انفصلت مرتين قبل كده، لأن نسبة غيابي كبيرة، وبعمل مشاكل كثير، ودلوقتي بأعيد سنة ثانية ثانوي، بس أنا واخد حقي في المدرسة مع زملائي ومع المدرسين.. الغياب الكثير بسبب الأصدقاء، بنبقى عايزين نخرج ونتفسح نعمل دماغ، وعلشان كده بنهرب من المدرسة "(2) والطالب الذي يفتقد القدوة في المدرسة، فيجد مدرسه يدخن السجائر وربما البانجو يكون هذا بمثابة حافز له على الانحراف. كما أن عدم جدّية العملية التعليمية في بعض المناطق تقود للانحراف وتعاطي المخدرات، وعلى حد تعبير أحد سكان هذه المناطق " التعليم فوضى، ولو عايز تتأكد من كلامي لاحظ أي مدرسة بعد الحصة الأولى أو الثانية، تلاقي العيال هربوا منها متجمعين قدامها وقاعدين على القهاوي، وبالأخص المدارس الثانوي"(3) ومن هؤلاء الطلبة من يستقطبهم تجار المخدرات لترويج السموم للطلبة الآخرين. وأيضًا بسبب كثرة ما يسمعه الشباب عن حوادث السرقات واختلاس الأموال العامة والهروب خارج البلاد، وانتشار البطالة والرشوة، وتدهور الحالة الاقتصادية. كل هذا يصيب الشباب بخيبة الأمل، فيغيب من أمام عينيه الهدف الأسمى الذي رسمه لحياته، وهذا يدفعه أما للتطرف الديني أو للانزلاق في هوة الإدمان. _____ الحواشي والمراجع :(2) المجتمعات المستهدفة للتعاطي والاتجار في المخدرات - صندوق مكافحة وعلاج الإدمان ص 236 (3) المجتمعات المستهدفة للتعاطي والاتجار في المخدرات - صندوق مكافحة وعلاج الإدمان ص 114 |
||||
03 - 07 - 2014, 02:18 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟
حب الاستطلاع وروح المغامرة ينقسم المتعاطين إلى متعاطي استكشافي، وأخر بالمناسبة، وثالث منتظم، فالمتعاطي الاستكشافي هو الذي دفعه حب الاستطلاع وروح المغامرة إلى تجربة المخدرات كتجربة جديدة مثيرة، وكنوع من المقامرة والبطولة معتمدًا في هذا إلى ثقته في نفسه، وبعد خوض التجربة الأولى قد يقف الإنسان أمام ثورة ضميره، فيقرّر ويصرُّ على عدم تكرارها ثانية، وقد ينزلق الإنسان إلى تكرار التجربة من آن إلى أخر بحسب المناسبات في الأعياد والأفراح فيصبح متعاطيًا بالمناسبة، وقد ينزلق الإنسان لدرجة أخطر وهي تناول المخدرات في أوقات منتظمة فيصل إلى مرحلة الإدمان التي تقوده إلى طريق الدمار، ونسبة المتعاطي الاستكشافي للمتعاطي بالمناسبة للمتعاطي المنتظم تختلف بحسب الوسط الاجتماعي، ونوعية الأصدقاء، ولكن عمومًا في مصر تصل هذه النسبة إلى 1:4:16 فكل ستة عشر شخصًا يتناولون المخدرات لأول مرة على سبيل التجربة ينقطع منهم 11 شخصًا عن تكرار التجربة، بينما يظل أربعة أشخاص يتعاطون بالمناسبة بالإضافة إلى شخص يصل إلى مرحلة الإدمان(1). فقد يقول الإنسان ما المانع من التجربة؟ وما المانع من قبول عزومة بريئة في جلسة تسلية مع الأصدقاء، أن الإنسان الواثق في نفسه، ويظن أنه يختلف عن الآخرين ويعتقد أنه لن ينحدر إلى هاوية الإدمان.. لمثل هذا الإنسان نقول له هل لابد أن تقلب العقرب بين يديك لتتأكد أنه عقرب؟ جاء في كتاب إمبراطورية الشيطان(2) قصة أحد الشباب الذي كان يملك سيارة نصف نقل يعمل عليها، وسمع ما يحدثه الهيروين من متعه ولذة ونشوة، فأراد أن يجربه، وفتش عليه بنفسه، وجربه وهو يقول "ظننت أن شيئًا في الدنيا لن يستطيع أن يسيطر عليَّ، فأنا شاب وقوي، واستمريت على استعمال الهيروين واستمرت المتعة، وبعد فترة وجيزة، تغير وضعي كله، فقلَّت شهيتي للطعام، وبدأ جسمي يضعف ويهزل، وبدأت النقود تقل في يدي، فقررت أن أترك الهيروين لكنني عجزت عن ذلك. لقد استعبدني ذلك المخدر اللعين، وبعد عدة محاولات للتوقف، لم تفلح كلها، أدركت أنني أصبحت من المدمنين، وأنه لا مفر أمامي من متابعة الطريق، وشاءت الأقدار أن يُلقى القبض عليَّ، فسجنت وكم تعذبت في السجن، كان جحيمًا، وكان شيئًا أصعب من الموت. أن قطع الهيروين عن مدمنه شيء رهيب لا يعرفه إلاَّ من عاشه. لكنني لم أمت، وشفيت من الإدمان، وعندما خرجت من السجن بعد سنة كاملة، قررت أن لا أعود إلى الهيروين أو إلى غيره إطلاقًا. لكنني.. في لحظة ضعف لم أدرك مداها عدت إلى الهيروين، وأصبحت علاقتي به أقوى من قبل، وهاأنذا كما تراني محطمًا تمامًا، لا زوجة ولا أصدقاء ولا صديقات وأعمل ليلًا ونهارًا لأحصل على ثمن الهيروين، وأدفع كل وارداتي ثمنًا لهذا السم القاتل.. كل ساعات عمري قلق وتوتر وتربص، ولا أعلم ماذا سيحمل لي الغد". وحكت لي إحدى الطبيبات عن شاب جامعي يعيش في أسرة مستقرة، والده موظف ووالدته موجهة بالتربية والتعليم، والناحية المادية ميسرة له.. دفعة حب التجربة للبحث عن المخدرات التي يسهل توافرها في الساحل الشمالي، فكثير من الذين يتظاهرون ببيع التين على الطريق يروجون للمخدرات، كما أنها متوافرة في داخل البلد، فجرب هذا الشاب البانجو والحشيش لمدة عام والأسرة لم تكن تتوقع هذا، وبالتالي لم تدرك أن أبنها سقط في المصيدة، ولكن لحسن الحظ أن هذا الشاب كان يعاني من اضطرابات في القلب،كما أنه تعرض لنزيف نتيجة الإدمان، وبدأت حالته الصحية تسوء يومًا فيومًا، فاعترف لأمه وطلب العلاج، وكم كانت الصدمة قاسية على الأم التي تقول "إنني ربيت أجيالًا فكيف أفشل في تربية ابني الوحيد الذي ليس له إلاَّ أختًا واحدة" وكان هذا الابن يشعر بالذنب ويقول "أنا عارف أن سمعتي صارت رديئة، ولا شك أن هذا سيؤثر على مستقبل أختي في الزواج". وأفهمتْ الطبيبة الأسرة كيف تؤدى دورها في علاج الابن بتقديم الحب والاحتضان، والبعد عن أي نظرة احتقار أو استصغار، ولأن الابن كان صادقًا مع نفسه وكان يطلب الشفاء من كل قلبه المعتل، فقد أتم مرحلة علاج أعراض الانسحاب، وكذلك مرحلة التأهيل، وعاد يستكمل نجاحه الدراسي بعد أن أخذ درسًا لن ينساه. _____ الحواشي والمراجع :(1) د. أحمد عكاشة - الإدمان خطر (2) كتاب إمبراطورية الشيطان -الإدمان وتعريفه- دار لبنان للنشر ص 369 |
||||
03 - 07 - 2014, 02:19 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟
الاعتقاد ببعض المفاهيم الخاطئة ومن هذه المفاهيم الخاطئة التي يعتنقها البعض وتقوده للإدمان: أ- الدعوة للحرية، والاعتقاد بأن الإنسان حر في تصرفه بدون قيد وبلا شرط، وأنه يستطيع أن يتمتع بالمخدرات، ومتى شاء أمتنع عنها، ولا يفهم مثل هذا الإنسان أنه فعلًا يستطيع أن يتعاطى المخدرات بكل حريته، ولكن ليس من السهل أن يمتنع عنها. إنما هي عملية في منتهى الصعوبة واحتمالات الفشل فيها أكثر بكثير من احتمالات النجاح. ب- الاعتقاد بأن تعاطي المخدرات يعتبر نوع من التسلية بهدف الترفيه والانشراح والمرح والترويح والنشوة، ولا سيما بأن المخدرات تنسي الإنسان همومه وآلامه وتمنحه الاسترخاء وتخفف من التوتر والقلق، فيقول أحد المدمنين " المخدر أحيانًا يخلي الواحد مبسوط ويضحك، وساعات يخلي الواحد مش حاسس بحاجة "(4). والحقيقة أن المخدرات تؤثر على مراكز الحس والتفكير، فيشعر الإنسان بالراحة لكنها راحة زائفة، ويشعر بالسعادة لكنها سعادة وهمية تزول بزوال المؤثر، ويعقبها الحسرة والألم واللوم، ويضيف الإنسان إلى مشاكله مشكلة أصعب بكثير وهي مشكلة الإدمان، فالمشاكل لن تُحَل قط بسيجارة بانجو أو حقنة ماكستون فورت أو جلسة حشيش أو شمة هيروين، ولا يوجد مخدر قط ولا عقار (مادة كيميائية) يهب السعادة الحقيقية للإنسان أو يعطي معنًا جميلًا للحياة. ج- الاعتقاد بأن التدخين وتعاطي المخدرات يكسب الفتى الرجولة، وهو بهذا يحاكي مشاهير ونجوم الفن، ولذلك قد يجلس الشاب في جلسة تعاطي وهو لم يكن يتعاطى، ولكنه يتظاهر بعكس هذا، فيقول أحدهم " قبل ما أشرب لما أصحابي عزموني على الحشيش عملت نفسي أني باشرب من زمان، علشان يعرفوا أني شريب وراجل ويحترموني، وبقيت بعد كده اشرب "(5) د- النظرة البطولية للمدمنين وتجار المخدرات، فأحد المدمنين يقول: "الواحد بيشرب البرشام علشان يبقى له وضعه في المنطقة ومش هفية، وعلشان الناس مايقولوش ولد ضعيف وغلبان ويستهدفوه ويشتموه "(6) وأحد تجار المخدرات يقول: "أنا لما جيت منطقة السلام، وعرفوا أني تاجر في المخدرات كان ناقص يبوسوا ايديا، كأن معايا شهادة الكلية "(7) ه - الجهل بأنواع المخدرات والأضرار الناتجة عنها، حتى أن البعض يعتقد أنها أشجار ونباتات خلقها الله لكي يتمتع الإنسان بها، فيقول أحدهم: "تعاطي المخدرات حرام ما عدا البانجو لأنه مزروع في الأرض وربنا ما يخلقش الحرام "(8)، وتعبر عن هذا الفكر النكته السائدة بين الحشاشين "اهو لو كان حلال إحنا بنشربه، ولو كان حرام إحنا بنحرقه". وأيضًا يدخل تحت بند الجهل هو تناول أية أقراص مجهولة، فإحدى الشابات كانت تعاني من صداع لا يحتمل، فأعطتها زميلتها قرصًا فزال الصداع، وتكرر هذا الموقف على مدار عدة أيام، وفي يوم سألت الشابة زميلتها عن القرص السحري الذي يزيل الصداع، فقالت لها زميلتها هناك شيء أفضل وأقوى وهي بودرة للاستنشاق، واستنشقت الفتاة المسكينة، وهي لا تدري أنها تستنشق الهيروين بودرة الموت، وبعد أيام قليلة أدمنتها، وعندما طلبتها من زميلتها قالت لها أن الصنف مرتفع القيمة، فأعطتها كل ما تملك من مال فلم يكف، وأغرتها زميلتها فسقطت في الانحراف الجنسي بهدف الحصول على المال لتشتري الهيروين، وانتهى بها المطاف إلى إنكار الإيمان،كل هذا بسبب الجهل، وبسبب عدم الاستغاثة بإحدى صديقاتها المخلصات أو بالأسرة أو بالكنيسة.. و- الاعتقاد بأن المخدر يزيد من الطاقة الجنسية، بينما الحقيقة عكس هذا لأن المخدرات تصيب الإنسان بالضعف أو العجز الجنسي، ولا ننسى فتاة المعادي التي إعتدى عليها ستة ذئاب بشرية من المدمنين ورغم هذا فإنها لم تفقد عذراويتها(9). وأيضًا حكى الأستاذ وجيه أبو ذكرى(10) قصة مدرس الرياضيات الذي أغتصب أختين توأمين في الإعدادية (14 سنة) وهو يعطيهما درسًا خصوصيًا بينما كانت الأم الطبيبة والأب المهندس في عملهما، فوضع لهما مادة مخدرة في الشاي، وهجم عليهما كوحش كاسر وتركهما وأنصرف، وعند اكتشاف الجريمة وتم نقلهما إلى المستشفى إتضح أن الفتاتين لم تفقدا عذراويتهما، وعندما فاقا مما كانا فيه سألت رغدة أختها راندا: لما نحن في المستشفى؟ قالت راندا: من الأحلام المزعجة.. لقد كنا نصرخ طول الليل.. كان هناك ثعبان ضخم يقترب منا.. وأنا أصرخ.. أصرخ.. ثم ألتفت حولي.. وأنا أصرخ.. ثم سقطت مغشيًا عليَّ.. واستيقظت.. فوجدت شقيقتي وقد ألتف حولها ثعبان أخر.. وصرخت وسقطت عليها. فقالت رغدة: لا.. أنا كنت باحلم حلمًا أكثر فزعًا من هذا.. لقد هجم عليَّ مجنون بسكين ورشقه في بطني وصرخت". وتم القبض على المكوجي وعلى المدرس، وقد أنكر المدرس تمامًا الاتهام، ولكن الضابط حجزهما بالقسم لعرضهما في الغد على النيابة، ولأنه كان قد أهان المدرس كثيرًا فأخرجه من الحجز لكي يبقى في مكتبه إلى الصباح، وبالليل بدأ المدرس يهرش في كل أجزاء جسمه، وأخذ يتوسل للضابط أن يدخله إلى الحجز، فأدرك الضابط الحقيقة وقال له: إن الهيروين لا يوجد في الحجز، ولكنه معي في مكتبي، وأخرج له تذكرة هيروين وحقنة وقال له: إن كنت تشم فسأعطيك هذه التذكرة، وإن كنت تحقن فسأعطيك بنفسي الحقنة، ولكن المدرس أخذ يصرخ ويتأوه ويتلوى ويبكي ويطلب كوبًا من الماء وهو يتصبب عرقًا، فأقترب منه الضابط ومعه تذكرة الهيروين فخطفها المدرس في لمح البصر، ولكن الضابط أنتزعها منه، وطلب منه أن يحكي ما حدث وإلاَّ جاء بهذا الحارس الأسود وتركه يضربه حتى الاعتراف.. اعترف المدرس بأنه سقط فريسة الإدمان على يد تلميذ بليد ابن مليونير، واعترف بجريمته، ولم يعطه الضابط الهيروين، وأرسله للنيابة التي قررت حبسه 45 يومًا على ذمة التحقيق، وفي السجن قطع المدرس شرايين يده بموس حلاقة وظل ينزف حتى مات.. ربما لأنه لم يجد الهيروين، أو ندمًا عما بدر منه، أو إحساسه بالذنب في حق زوجته.. المهم أن هذه هي نهاية الأحلام الوردية التي تزرعها المخدرات في قلب المدمن. _____ الحواشي والمراجع :(4) المجتمعات المستهدفة للتعاطي والاتجار في المخدرات - صندوق مكافحة وعلاج الإدمان ص 164 (5) المجتمعات المستهدفة للتعاطي والاتجار في المخدرات - صندوق مكافحة وعلاج الإدمان ص 203 (6) المرجع السابق ص 164 (7) المرجع السابق ص 149 (8) المرجع السابق ص 207 (9) شباب في دائرة الإدمان - وجيه أبو ذكرى ص 55 (10) شباب في دائرة الإدمان ص 21-228 |
||||
03 - 07 - 2014, 02:20 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟
الأسباب البيولوجية للإدمان ثانيًا: الأسباب البيولوجية للإدمان هذه العوامل البيولوجية تمثل عاملًا مساعدًا يدفع الإنسان للإدمان فمثلًا: أ- الإنسان لديه مصنع طبيعي لإنتاج الأفيونات تعرف باسم الاندورفينات Endorphins والانكفاليناتEncephalins هذه المواد تسكن الآلام التي يتعرض لها الإنسان سواءً آلامًا عادية أو غير عادية، فحركة المفاصل بدون هذه الافيونات غير محتملة، وعندما يتعرض الإنسان إلى حادثة أو كسر في العظام فإن المخ يعطي أوامره الفورية للخلايا فتنتج هذه الافيونات الطبيعية على وجه السرعة، وهذه الافيونات تعمل على تسكين الآلام، ولكن أحيانًا يوُلَد الإنسان ويكون حظه من هذه الافيونات غير كاف، فيميل مثل هذا الإنسان لتعاطي المخدرات ليعوض نقصه من الافيونات الطبيعية. ب- تحمل خلايا الإنسان الكرُموزُمات Chromosome، وهذه الكرُموزُمات تحمل الجينات Genes التي تتحكم في الصفات الوراثية للإنسان، وهذه الجينات قد تظل صامته لمدة سنين طويلة، ولكن تحت ضغط البيئة والظروف فإنها تبرز الاستعداد البيولوجي للإنسان(1)، ولذلك فإن الأطفال المولودين من أمهات مدمنات للخمور تكون قابليتهم للإدمان أربعة أمثال الأطفال المولودين من أمهات غير مدمنات، ولذلك كثيرًا ما يكون أبناء المدمنة مدمنين. ج- قد يعاني الإنسان من بعض الآلام في المفاصل، أو صداع مزمن، أو من آلام نتيجة بعض الأمراض، ولكيما يتخلص الإنسان من هذه الآلام يلجأ إلى المخدرات لتسكين آلامه.. جاء في كتاب إمبراطورية الشيطان(2) قصة إحدى السيدات في الثلاثين من عمرها ظهرت صفراء اللون، نحيلة الجسم، محنية الظهر، تعيسة المظهر، يائسة، يغلفها حزن قاتل.. فماذا دهاها..؟ لقد سافر زوجها إلى بلد عربي طلبًا لمزيد من المال، وفي غياب الزوج عانت هذه الزوجة المخلصة من الأرق، فقدمت لها صديقتها حقنة منومة، وتعودت على هذه الحقنة يوميًا للتخلص من الأرق ولتستطيع النوم.. بل إنها أكثرت منها وهي لا تدرى أن هذه الحقنة من مشتقات المورفين، وعندما عاد زوجها ثار ثورة عارمة، ومنعها من هذه السموم فتحسنت نفسيتها واستعادت نضارتها وحيويتها.. ولكن بعد أن سافر زوجها عادت للإدمان بصورة أقوى وأشد، وزوجها يرسل لها المال فتطمئنه وتكذب عليه، وهي تستنفذ ماله خلال سنتين، وفي بلاهتها عندما اشتكت أمها من بعض الآلام أعطتها حقنة مورفين، ويومًا فيومًا صارت الكارثة كارثتين.. عاد الزوج ولم يحتمل هول الصدمة فعاد أدراجه للغربة، وانقطع وصول المال إليهما، فذهبا إلى الابن ولكن زوجته ضجت منهما، وذهبت الأم تتسول لتوفر ثمن حقنة المورفين، وماتت بعد سنة، والزوجة الجميلة النشيطة حلوة المعشر صارت حطامًا وبعد أن فقدت زوجها تنتظر اللحاق بأمها. وفي نفس الكتاب(3) جاءت قصة الممرضة التي تحولت إلى عاهرة، وكانت البداية هي استسهال تناول الحبوب المسكنة كلما شعرت بالصداع، ومع الأيام احتاجت إلى مسكن أقوى فبدأت تأخذ مشتقات المورفين من الحبوب التي وصل عددها يوميًا إلى عشرة أقراص تبدأ من الاستيقاظ وحتى النوم، وعندما أصيبت بألم حاد في ظهرها لجأت إلى حقن المورفين، وفي البداية كانت تحتال وتسرق هذه الحقن من مقر عملها بإحدى المستشفيات، وعندما إنكشف أمرها باعت نفسها للشيطان لكيما تحصل على المورفين، وباعت كل ما تملكه من مجوهرات بل وباعت أثاث المنزل، وامتهنت الدعارة والفجور والإدمان. وحكى د. احمد عكاشة في كتابه الإدمان خطر(4) قصة طالب جامعي من أسرة غنية أُصيب بمغص كلوي عدة مرات، وكان يتغلب على الألم بحقن مسكنه، حتى كاد يتكرر الحقن يوميًا، وعندما تعب هذا الطالب من الحقن نصحه أحد الأصدقاء باستخدام الأفيون، وضعفت قوته على الاستذكار، ولأول مرة يتعرض للرسوب، فبكى وندم أشد الندم، وأراد أن يقلع عن الإدمان ولكنه وقف عاجزًا، لأنه انحدر بواسطة أصدقاء السوء من الأفيون إلى الهيروين، ومد يده ليسرق بيته، والشبهات تدور حول الخادم والبواب والمكوجي، ولم يكن أحد من أسرته يتوقع ما يجري، إلى أن عاوده المغص الكلوي بشده، فنُقل إلى المستشفى، ولم تفلح معه المسكنات، فأجريت له عملية جراحية ذاق خلالها الأمرين لأن تأثره بالبنج كان ضعيفًا، وتحمل آلامًا مبرحة، وأصيب بتشنجات، ودخل في غيبوبة، واكتشف الأطباء أنه مدمن هيروين، وبعد شفائه من العملية الجراحية تعالج من الإدمان، وإذ كانت له الإرادة الجادة تماثل للشفاء. وحكى لي أحد الأطباء عن شاب قوي البنية على مستوى مرتفع من الثقافة والتدين، وأُصيب بمرض بلجرBerger’s Diseose وهو عبارة عن ضيق في شرايين الساقين، ينتج عنه آلامًا شديدة لا تحتمل، حتى أنه كان ينام وهو جالس على سريره ورجلاه مدلاة لأسفل، ولم تفلح معه المسكنات القوية، وعندما مرت الأيام ولم يقوَ على تحمل الآلام وافق على بتر ساقه. ثم دخل في دائرة الاكتئاب، ورغم أنه لم يعد محتاجًا للمخدر طبيًا، لكنه لم يمكنه الاستغناء عنه نفسيًا.. كان يملك مصنع ملابس جاهزة أستهلك ما فيه، ثم قام ببيعه وساءت حالته المادية.. فكر فيما كان فيه وفي حالته الآن، وليس له عذر لأن سبب الألم قد زال فقرر العلاج، طبيًا ونفسيًا واجتماعيًا، وهو الآن يتماثل للشفاء، والنقطة البيضاء في حياته إنه راضٍ عن وضعه الحالي ويشكر الله. _____ الحواشي والمراجع :(1) د.عادل صادق - الإدمان له علاج (2) كتاب إمبراطورية الشيطان - الإدمان وتعريفه - دار لبنان للنشر ص373-375 (3) ص376-378 (4) د. احمد عكاشة - كتاب الإدمان خطر(4) ص112-114 |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
في مثل الدرهم المفقود لقد تم البحث عما قد سقط |
(الدرهم المفقود) الآيات (8-10) |
مثل (الدرهم المفقود) |
إن الدرهم المفقود لم يعد بنفسه |
الدرهم المفقود |