|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وسارَ في الجَليلِ كُلِّه، يُبَشِّرُ في مَجامِعِهم ويَطرُدُ الشَّياطين "يَطرُدُ الشَّياطين" في الأصل اليوناني ἐκβάλλων (معناها طاردًا) إلى إخراج عددٍ كبيرٍ من الشَّياطين (مَرقُس 1 :34) كي يُحطم مملكة الظُّلمة. وبطرده الشَّياطين لم يلجأ يسوع إلى عبارات التَّقسيم، بل اكتفى بكلمة أو بأمر (مَرقُس 1 :25). ولا يُسمّى يسوع أبدًا "المقسِّم" ἐκβάλλω الذي يعني عزّم، قسّم. فالمُقسّم أو المعزّم هو الذي يطرد الشَّياطين بفرض قسم أو باستحلاف أو بعبارات سحريّة (أعمال 19 :13). وتحفظ لفظةُ التَّقسيم لحالات طرد الشَّيطان في امتلاكه للإنسان. وفي زمن يسوع، لجأ بعض المُقسِّمين في فلسطين إلى اسم يسوع لطرد الشَّياطين (مَرقُس 9 :38). في حياة يسوع، كان طرد الشَّياطين إثباتًا لصحَّة تعليمه ورحمة للممسوسين وعلامة على مَلَكُوت الله وقهرًا لإبليس واستباقًا للانتصار الإسكاتولوجيَّة (متى 12 :34؛ لوقا 10 :18). وهي علامة مميَّزة أيضًا لمقاومة يسوع ضد الشَّرّ في جميع أشكاله. وقد سلّم يسوع تلاميذه سُلطان طرد الشَّياطين، ومنحهم القدرة على ذلك (متى 10 :1، 8؛ مَرقُس 16 :17). ولكنَّهم لم يستطيعوا دائمًا طرد الشَّياطين لقلة إيمان، أو لنقص في الصَّوم والصَّلاة (مَرقُس 9 :14-29). وقد واصلوا هذه المُهمّة بعد العنصرة (أعمال 5 :16؛ 8 :7). وتقسيمات يسوع وتلاميذه تدلّ على أن الله يهتمّ بالبشر حين يواجهون سلطان الشَّرّ، حتى في أشكاله التي تُظهره وكأنّه شخص حيّ. فالممسوس هو بمثابة ساحة صراع بين خصمين: مُجري المعجزة والشَّيطان الذي يجب أن يتحرّر الإنسان منه. |
|