رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَلَمْ يَعْلَمْ فَاعِلُو الإِثْمِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ شَعْبِي كَمَا يَأْكُلُونَ الخُبْزَ، وَاللهَ لَمْ يَدْعُوا؟ [ع4] ماذا بالنسبة للأشرار؟ كثيرًا ما يردد القديس أغسطينوس أن الذئاب البشرية إذ تفترس الحملان البشرية وتشرب دماءها، تتحول من ذئاب مفترسة إلى حملان وديعة، كما حدث مع شاول الطرسوسي. يود الأشرار أن يفترسوا الناس ويبتلعوهم على الدوام وبلا توقف، كما يأكلون الخبز يوميًا، لكنهم إذ يأكلونهم يصير بعضهم أبناء لله بقبولهم الإيمان وتمتعهم بالعماد. * يُلتهم هذا الشعب الذي يُعاني من الأشرار، هذا الذي يتنهد ويتوجع وسط الأشرار، بهذا يُلتهمون. القديس أغسطينوس إذ حاصر الأشوريون أورشليم لم يراعوا الله بل أهانوه، لذلك أرسل ملاكه يرعبهم (2 مل 18). الذي لا يدعو الله لأجل الله نفسه، وإنما لأجل أمورٍ زمنيةٍ، يفقد فرحه ببهجة الخلاص، وعوض السلام يحل الخوف بلا سبب حقيقي سوى حرمانه من الله مصدر السلام. * البعض يدعون، ولكنهم لا يدعون ذاك الذي يُقال عنه: "والله لم يدعوا" (مز 53: 4). إنهم يدعون، ولكن لا يدعون الله. إنك تدعو ما تحبه؛ تدعو ما تنجذب إليه. فإن كنت تدعو الله لهذا السبب، لكي يأتيك المال؛ أن تنال ميراثًا، أو أن تأتيك رتبة عالمية، فأنت تدعو هذه الأمور التي تشتهيها أن تأني إليك، وتجعل من الله معينًا لتحقيق شهواتك، لا أن يكون صاغيًا لاحتياجاتك. ماذا إذا رغبت في شيء شرير، أما يكون رحيمًا بك ولا يعطيك إياه. وعندما لا يعطيه لك يصير الله كلا شيء بالنسبة لك، وتقول: كم من المرات أنا صليت، كثيرًا ما صليت لكنه لا يسمع! * يليق بنا أن ندعو الله، فنسأله لا بركاته الزمنية، وإنما نطلبه لشخصه. ألا يدعو هؤلاء الله يوميًا؟ إنهم لا يدعون الله. تنبهوا، إن كنت أنا قادرًا أن أقول لكم بعون الله نفسه يلزم أن يُعبد الله مجانًا (وليس من أجل الخيرات)، ليُحب لأجل ذاته مجانًا، أي يُحب بنقاوة، لا ليعطي شيئًا ما، وإنما ليعطي ذاته. فمن يطلب الله أن يكون غائبًا لا يدعو الله. القديس أغسطينوس |
|