اقتربت عصابة لصوص من الجبل المقدَّس (آثوس)، بحسب التراث الكنسى، فى السّنة ٨٠٧ م، وتنوى الدّخول إلى دير الفاتوبيذي، عندما يفتح أبوابه فى الصّباح، من أجل نهب ثرواته والفتك برهبانه. وعندما ذهب كلّ من الإخوة إلى قلّايته للاستراحة بعد الصلاة، وبَقِيَ رئيس الدَّيرِ فى الكنيسة، فسمع وهو يصلِّى صوتًا يقول له: «لا تفتحوا اليوم أبواب الدّير، بل اصعدوا إلى السُّور واطرُدُوا اللُّصوص»، فاضطربَ وذهبَ إلى مصدر الصّوت، إلى أن اقترب من الأيقونة الّتـى كانت على الحائط الخارجيّ للكنيسة. فأمعن النّظر فيها، فَبَدَتْ له منها أعجوبة مدهشة، ألا وهى أنّه رأى رسم السيدة العذراء ورسم طفلها على يدها، وكأنّهما حيّان، فبسط الطّفل الإلهيّ يده على فم أمّه وأدارَ وجهه إليها، وقال لها: «لا يا أمّى لا تقولى لهم هذا بل دعيهم يُعاقَبُون». وبحسب ما حفظ فى تراث الدير، أعادت السيدة العذراء قولها للرّئيس مرَّتَيْن، وهى مجتهدة فى إمساكِ يدِ ابنِها. ونادى الرّهبان، وقصّ عليهم ما حدث له مُعِيدًا ما قالت العذراء، وبعدها لاحظ الإخوة أنّ رسم العذراء ورسم ابنها وهيئة الأيقونة، بشكل عامّ، قد تغيَّرَت وصارت غير ما كانت عليه، ثم صعدوا إلى السّور فدفعوا هجوم عصابة اللّصوص. ما زالت هذه الأيقونة موجودة إلى اليوم، وتُصنَع العجائب بواسطتها، فى دير الفاتوبيبذى فى الجبل المقدّس آثوس. رأى رسم السيدة العذراء ورسم طفلها على يدها، وكأنّهما حيّان، فبسط الطّفل الإلهيّ يده على فم أمّه وأدارَ وجهه إليها، وقال لها: «لا يا أمّى لا تقولى لهم هذا بل دعيهم يُعاقَبُون»