يمثل يَبْس الزَّرع وأكل بعض القمح قبل أن ينمو المِرء الذي يسمع كَلِمة الله حول المَلكوت، أي رسالة الإنجيل بقلب سطحي. ويُعلق القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم "إن يبس الزَّرع، فهذا ليس بسبب الحرارة. لم يقل الرَّبّ يسوع إنّه يبس بسبب الحرارة، بل لأنّه "لَم يكُن له أَصلٌ" (العظة 44 عن إنجيل القدّيس متّى). يقبل المرء كَلِمة الرَّبّ ولكن ليس أصل، فهو يريد أن يصلي ويُحب ويشهد، لكنَّه لا يواظب، ولا يتعب، ولا يتأمل ولا يتعمق في أقوال الرَّبّ لاهيًا عنها وعن واجباته الرُّوحية. ويعلق البابا فرنسيس "إنه قلب حيث حجارة الكسَل تتغلّب على الأرض الطَّيِّبَة، وحيث المحبة هي عابرة" (عظة 19/7/2017) وهكذا يتدخَّل الشِّرّير في حياته فيُفسد الزَّرع. فعدم تقبل كَلِمة الله يأتي من الشِّرّير. ومن هنا جاءت توصية بطرس الرسول: " إِنَّ إِبليسَ خًصْمَكم كالأَسدِ الزَّائِرِ يَرودُ في طَلَبِ فَريسةٍ لَه، فقاوِموه راسِخينَ في الإِيمان " (1بطرس 8-9).