رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"وقالوا: أليس هذا هو يسوع ابن يوسف، الذي نحن عارفون بأبيه وأمه، فكيف يقول هذا إني نزلت من السماء؟" *كان بالأولى أن يدركوا إن المسيح المتوقع مجيئه إلينا ليس بدون الجسد أو تدبير جسماني، بل يأتي في هيئة بشرية كما سبق التنبؤ عنه، أنه يوجد في الرداء المشترك بين الجميع، لهذا يخبرنا صوت النبي أن العذراء القديسة "تحبل وتلد ابنًا" (إش 7: 14)... وقد "أقسم لداود بالحق" (مز 132: 11LXX). فهو لا يرجع عما وعد به أن "من ثمر بطنك أجعل على كرسيك" كما هو مكتوب. وتنبأ أيضًا أنه "يخرج قضيب من جذع يسى" (إش 11: 1)... لكن إذ يفهم اليهود تدبير الجسد الذي لمخلصنا المسيح، ومع معرفتهم لأمه وأبيه، مع أن (يوسف) لم يكن أباه فعلًا، لم يخجلوا أن يتذمرا، لأن المسيح قال إنه "نزل من السماء". القديس كيرلس الكبير *يقول اليهود عن المسيح "أليس هذا هو يسوع ابن يوسف؟" فقد استبان واضحًا أنهم ما كانوا قد عرفوا بعد ولادته العجيبة البديعة، لهذا دعوه ابن يوسف. لم يقولوا هذا لأنه كان ابن يوسف، لكنهم قالوه لأنهم لم يستطيعوا أن يسمعوا عن ولادته العجيبة. القديس يوحنا الذهبي الفم *كان هؤلاء اليهود بعيدين عن الخبز الذي من السماء، ولم يعرفوا كيف يجوعوا إليه... كانت لهم أنياب قلوبهم ضعيفة، لهم آذان مفتوحة لكنهم صم، ورأوا لكنهم وقفوا عميانًا. هذا الخبز بالحق يتطلب جوعًا للإنسان الداخلي. لهذا يقول في موضع آخر: "طوبى للجياع والعطاش إلى البرّ لأنهم يشبعون" (مت 5: 6). يقول الرسول بولس أن المسيح بالنسبة لنا برّ (1 كو 1: 30). لهذا من يجوع إلى هذا الخبز يجوع إلى البرّ، ذاك البرّ النازل من السماء، البرّ الذي يعطيه اللَّه، لا الذي يفعله الإنسان لنفسه... ما هو برّ اللَّه للإنسان، أن يكون بارًا باللَّه. لكن مرة أخرى ماذا كان برّ هؤلاء اليهود؟ البرّ الذي صنعوه بقوتهم، وعليه اتكلوا، وبهذا أعلنوا عن أنفسهم أنهم يتممون الناموس بفضيلتهم. مع أنه لا يتمم أحد الناموس إلا الذي تعينه النعمة، أي يعينه الخبز النازل من السماء. القديس أغسطينوس |
|