وحدانيّة الله الجامعة في الثالوث الأقدس
*
وحدانيّة الله
*
الثالوث الأقدس
*
حتميّة الثالوث في الوحدانيّة
وحدانيّة الله في المسيحيّة
نحن معشر المسيحيّين نؤمن بإله واحد لا شريك له غير محدود، مالئ السموات والارض، خالق الكلّ، أزليّ قبل الأكوان، أبديّ لا نهاية لملكه.
وهذه العقيدة واضحة تماماً في الإنجيل المقدّس وقانون الإيمان المسيحيّ كما سترى.
( 1 )
السيّد المسيح نفسه أوضح هذه العقيدة بفمه الطاهر عندما جاءه أحد اليهود ليسأله عن أعظم الوصايا فَأَجَابَهُ:
«إِنَّ أَوَّلَ كُلِّ ٱلْوَصَايَا هِيَ: ٱسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ. ٱلرَّبُّ إِلٰهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ. وَتُحِبُّ ٱلرَّبَّ إِلٰهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ. هٰذِهِ هِيَ ٱلْوَصِيَّةُ ٱلأُولَى»
(مرقس 12: 29 و30).
وهي صدى وتوكيد لما جاء في سفر التثنية
(6: 4-9)
( 2 )
وبولس الرسول يوضح أيضاً ذلك بقوله:
«أَمِ ٱللّٰهُ لِلْيَهُودِ فَقَطْ؟ أَلَيْسَ لِلأُمَمِ أَيْضاً؟ بَلَى لِلأُمَمِ أَيْضاً، لأَنَّ ٱللّٰهَ وَاحِدٌ»
(رومية 3: 29 و30).
( 3 )
ويعقوب الرسول يوضح ذات العقيدة بقوله
«أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ ٱللّٰهَ وَاحِدٌ. حَسَناً تَفْعَلُ»
(يعقوب 2: 19).
( 4 )
ومن هذه النصوص وغيرها التي يذخر بها الكتاب المقدّس أُخذ قانون الإيمان المسيحيّ الذي تردّده الكنيسة على مدى الأجيال
«بالحقيقة نؤمن بإله واحد ... خالق السموات والأرض ما يُرى وما لا يُرى».
فنحن المسيحيّين نؤمن بإله واحد وليس بثلاثة آلهة. أمّا عن قولنا
«الآب والابن والروح القدس»
فهذا ما سنوضح مفهومه الصحيح في حديثنا عن الثالوث الأقدس.
الثالوث الأقدس في المسيحيّة
إنّ عقيدة الثالوث لا تعني مطلقاً وجود ثلاثة آلهة كما يتوهّم البعض، ولكن مفهوم هذه العقيدة هو أنّ الله الواحد:
*
موجود بذاته، فأعلن مسمّياً نفسه (الآب).
*
ناطق بكلمته، فأعلن مسمّياً نفسه (الابن الكلمة).
*
حيّ بروحه، فأعلن مسمّياً نفسه (الروح القدس).
ولا يُفهم من هذه التسميات وجود علاقة جسديّة كما في المفهوم البشريّ وإنّما دلالاتها روحيّة.
وليست هذه التسميات من وضع إنسان أو اختراع بشر، وإنّما هي كلمات الوحي الإلهيّ في الكتاب المقدّس كما سترى:
( 1 )
قال السيّد المسيح لتلاميذه
«ٱذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ ٱلأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِٱسْمِ ٱلآبِ وَٱلٱبْنِ وَٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ»
(الإنجيل بحسب متّى 28: 19).
*
فالوحدانيّة واضحة من قوله «عمّدوهم باسم» ولم يقل عمّدوهم «بأسماء» الآب والابن والروح القدس.
*
والثالوث واضح من قوله
«الآب والابن والروح القدس».
( 2 )
يوحنّا الرسول يؤكّد هذا المفهوم بكلّ وضوح قائلاً :
«فَإِنَّ ٱلَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي ٱلسَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: ٱلآبُ، وَٱلْكَلِمَةُ، وَٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ. وَهٰؤُلاَءِ ٱلثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ»
(رسالة يوحنّا الأولى 5: 7).
وبمقارنة الآيتين تجد ألقاب الثالوث الأقدس؛ الآب والابن والروح القدس.
هذا هو الثالوث الأقدس في الإله الواحد الذي نؤمن به.
حتميّة الثالوث في الوحدانيّة
ممّا سبق يتّضح حتميّة الثالوث في الوحدانيّة، إذ أنّه:
*
لا يمكن أنّ الله الواحد الذي أوجد الموجودات كلّها يكون هو نفسه بلا وجود ذاتيّ.
*
لا يمكن أنّ الله الذي خلق الإنسان ناطقاً يكون هو نفسه غير ناطق بالكلمة.
*
لا يمكن أنّ الله الذي خلق الحياة في كلّ كائن حيّ يكون هو نفسه غير حيّ بالروح.
لذلك تحتَّم أن يكون في «الله الواحد» «ثالوث أقدس» على نحو ما أوضحنا وهذا هو إيماننا القويم
«الله واحد في ثالوث وليس ثلاثة آلهة».
أشكرك أحبك كثيراً
الرب يسوع المسيح يحبكم
جميعاً فتعال...هو ينتظرك
* * * *
والمجد لربنا القدوس يسوع المسيح
دائماً.. وأبداً.. آمين
ببركاته الغنية ويبارك