تفسير الآيـة “لم يعرفهـا حتى ولدت إبنهـا البِكر”.
–كيف يقال ان مريم عذراء بعد ولادة يسوع بينما يذكر متى الإنجيلي ان يوسف”لم يعرفهـا حتى ولدت إبنهـا البِكر”(متى25:1)؟. ان كلمة “يعرفهـا” هنـا تعنى الـمعاشرة الزوجيـة كما ذُكر عن آدم:”وعرف آدم حواء امرأته فحملت وولدت قايين”(تكوين1:4).
– لقد جاء في انجيل متى كلمة الـملاك ليوسف في الحلم:”لا تخف أن تأخذ إمرأتك مريم”(متى20:1)، وبعد أن نهض يوسف من النوم “أخذ امرأتـه”(متى24:1)، والزواج كما هو معروف لا يكون كامل إلاّ بالـمعاشرة الزوجيـة ولهذا قال الـملاك عن مريم إنهـا إمرأته، بالإضافـة انـه لا يوجد ما يعيب الزواج لأنـه مقدس.
– ان كلمة “الإبن البِكر”(متى25:1) تُطلق فقط على من يكون له اخوة جاءوا من بعده حسبما جاء في رسالة القديس بولس: “أن يكونوا مشابهين لصورة ابنـه حتى يكون بكراً بين إخوة كثيرين”(رومية29:8)، ولذلك فلا مجال للشك بأن مريم قد أنجبت بعد يسوع.
– انـه مكتوب في رسالة للقديس بولس: “أرسل الله ابنه مولوداً من إمرأة”(غلاطية4:4)، وكما هو معروف عادة ان كلمة “إمرأة” تطلق على من كان لها زوج او عُرفت من رجل، ولهذا فلايمكن ان يكون للمسيح أم عذراء.
لقد قدّم آبـاء الكنيسة وعلماؤهـا العديد من الأسانيد الكتابيـة والتاريخيـة والـمنطقيـة منذ الأجيال الأولـى وحتى يومنـا هذا للدفاع عن بتوليـة مريم الدائـمة، ولكن أهم ما يجب إدراكـه هو انـه لابد أن نفهم جيداً من هو يسوع ومـا هو دور القديسة مريم في سر التجسد الإلهـي.
وللدفاع عن عقيدة بتوليـة مريم العذراء الدائـمة، فسنورد الرد على بعض نقاط الإعتراضات على حسب التقسيم التالي:
البتوليـة قبل الولادة ante partum
البتوليـة في الولادة inpartu
البتوليـة بعد الولادة وإلى إنتقال مريـم للسماء post partum
البتوليـة قبل الولادة
هو ببساطة أن العذراء مريم حبلت بيسوع الـمسيح دون مباشرة رجل ولكن من الروح القدس وتلك بتوليـة مريم قبل ولادة إبنهـا يسوع.