بولس رسول الأمم وبطرس رسول الختان
إن مدينة روما هي بلا شك مدينة أممية وليست يهودية. فهي إذن تقع في اختصاص القديس بول الذي قال: (إني أؤتمنت على إنجيل الغرلة، كما بطرس على إنجيل الختان. فإن الذي عمل في بطرس لرسالة الختان، عمل في أيضًا للأمم) (غل 2: 7، 8).
وتخصص بولس الرسول للأمم كان من الرب نفسه. إذ يذكر سفر أعمال الرسل أن الرب قال لبولس: (اذهب، فإني سأرسلك بعيدًا إلى الأمم) (أع 22: 21).
بل إن الكتاب المقدس بعد أن يوضح أن بولس هو رسول الأمم عامة يخصص أنه لابد أن يحمل اسم المسيح مبشرًا به في رومية بالذات، وهى عاصمة الأمم وقتذاك. وهكذا شهد الكتاب بأن بولس الرسول: (وقف به الرب وقال: ثق يا بولس، لأنك كما شهدت بما في أورشليم، هكذا ينبغي أن تشهد في رومية أيضًا) (أع 23: 11).
إذن تأسيس كنيسة روما من جهة المنطق ومن جهة شهادة الكتاب المقدس، هو عمل من أعمال بولس بالذات، على اعتبار أن الرب قد أرسله بنفسه إلى الأمم، وكلفه بالشهادة له في روما بالذات، وأصبح الروح يعمل فيه للأمم كما يعمل في بطرس لرسالة الختان. وهكذا صار بولس الرسول هو المؤتمن على إنجيل الغرلة (أي غير المختونين أي الأمم).
على أن البعض يزعمون أن القديس بطرس قد أصبح رسولًا للأمم أيضًا عندما عمد كرنيليوس قائد المائة الروماني حوالي عام 40 م.. وواضح أن هذه مجرد حادثة فردية لا تعنى مطلقًا أن بطرس رسول الأمم.ولم تكن هي الحادثة الأولى من نوعها، فعماد الخصي الحبشي كان والى سنة 37 م أي قبل ذلك بثلاث سنوات. كما أن الرسالة إلى غلاطية التي كتبت بين عامي 56 م.، 57 م. تقريبًا، أي بعد عماد كرنيليوس بحوالي 16 سنة، لم تعتبر بطرس رسولًا للأمم، بل ذكرت هذه الرسالة أنه رسول للختان على الرغم من تعميده لكرنيلوس. كما ذكرت هذه الرسالة أن بولس هو رسول الأمم المؤتمن على إنجيل الغرلة..