سيأتي الآتي ولا يبطئ
البعض يكره الانتظار ويبغضه ويستثقله . يقولون وقوع البلاء اهون من انتظاره . هذا في انتظار البلاء والشقاء لا الفرج والهناء . انتظار الفرج فرح ، انتظار الهناء سعادة . حين تقدم ابونا يعقوب لزواج راحيل ابنة خاله كان مهرها سبع سنوات يخدم فيها خاله . سبع سنوات طوال . لم تكن في نظره طوال . يقول الكتاب المقدس : " وَكَانَتْ فِي عَيْنَيْهِ كَأَيَّامٍ قَلِيلَةٍ بِسَبَبِ مَحَبَّتِهِ لَهَا " ( تكوين 29 : 20 ) ينتظر محبوبته وانتظار الحبيب محبوب . الحب يطوي السنين ويقصرها ويجعل الانتظار حلوا ً مقبولا ً . انتظار الفرح يجعلنا نعيش الفرح المنتظر كل ايامه ونحياه . ونحن في انتظار مجيء المسيح ثانية ً نرى ايام الانتظار قليلة ولذيذة . يقول الوحي المقدس في رسالة العبرانيين 10: 37 "
لأَنَّهُ بَعْدَ قَلِيل جِدًّا «سَيَأْتِي الآتِي وَلاَ يُبْطِئُ. " وقد اكد الملاكان للرسل ولنا وللعالم امر مجيئه فقالا : " إِنَّ يَسُوعَ هذَا الَّذِي ارْتَفَعَ عَنْكُمْ إِلَى السَّمَاءِ سَيَأْتِي هكَذَا كَمَا رَأَيْتُمُوهُ مُنْطَلِقًا إِلَى السَّمَاءِ . " ( اعمال 1 : 11 ) وكل مؤمن ٍ ينتظر هذا المجيء ، الرجاء المبارك بسعادة ٍ وفرحة . ومهما طالت فترة الانتظار فهي قصيرة ٌ بالمقارنة بابدية اللقاء الذي لا ينتهي . رجاء الشركة مع المحب الفادي وقضاء الابدية في رفقته يجعل سنوات الانتظار كأيام ٍ قليلة . وفي سنوات الانتظار نعيش اللقاء . نتصور ، نتخيل ، نحلم ، نرسم ، نستعد . فيلذ الانتظار ويحلو ويخف ويبدو جميلا ً رائعا ً . انتظار الفرح يجعل ما حولنا مفرحا ً . انتظار الفرج يجعل كل الضغوط خفيفة ً محتملة فنسعد بالانتظار سعادتنا باللقاء ، وتبدأ شركتنا بالحبيب المنتظر من الآن . ونضم فترة الانتظار فتلتحم بوقت البقاء الابدي معه . فاسعد بانتظارك لانه بعد قليل ٍ جدا ً سيأتي الآتي ولا يبطئ .