رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الخالق العظيم «الذي بهِ أيضًا عَمِل العالمين» ( عبرانيين 1: 2 ) مُبدع الكون القدير: إذا أرى سماواتك عمل أصابعك، القمر والنجوم التي كوَّنتَها ( مز 8: 1 )، والمجرَّات التي أبدَعتها، وسُبُل المياه التي للسمك حدَّدتها، والمصاريع التي للبحر جعلتها، نفسي تُغني يا خالقـي ما أعظمك! ما أكرَم الخليقة وهي للاهوتك مُعلِنة وبمجد الابن مُخبرة، ولسجود خلائقك باعثة، أيها الخالق السرمدي. الكل فيك خُلق؛ أنت مصدره: وما أسمَاك سيدي وفيك الكل قد خُلق!! فأنت مصدر وجوده، مُخططه وراسمه ومُتقنه. وإذ نُفكِّر في الكَون، في اتساعـه وثقله؛ شمسه، وقمره ونجومه، أرضه وسماواته، ما يُرى وما لا يُرى، منظور وغير منظور، أجساد كانت أم أرواح ملائكية، كم من المواد الخام احتاجت يا سيدي!! يكُّف العاقل عن التفكير، ويستمع للوحي مُعلنًا «بالإيمان نفهم أن العالمين أُتقنت بكلمة الله، حتى لم يتكوَّن ما يُرى ممَّا هو ظاهـر» ( عب 11: 3 ). فلا ذهب ولا فضة ولا حجارة ولا مياه ولا هواء استُخدِمت لتنفيذ مشروعك؛ ولكنها كلمة قدرتك، يوم قُلت، فكان، أمرت، فصار. ما أغنى الله أبانا بالابن الكريم!! الكل بك خُلق سيدي: وما أروعك سيدي وأنت لم توكِّل لأحد تنفيذ مشروعك، أو تمّد نائبًا عنك بقوتك لينفذ ما صمَّمتَـهُ!! كل شيء بنفسك أتقنته «كل شيء به كان، وبغيرهِ لم يكن شيءٌ ممَّا كان» ( يو 1: 3 )، فلا تطوُّر ذاتي ليصير الحيوان إنسانًا، ولا تطوُّر خَلقي (كما ادَّعى الغنوسيون) ليِخِلق المخلوق مخلوقًا أقل. فالكل بنفسك أوجدَته يا مهندس الكون وبانيه الأعظم، يا سيدي!! وما أروعك وأنت تُعطي كل شيء منظرَهُ، وجماله ومسكَنَهُ وحدوده وحياته. فللأرض جمالها وللبحار سحرها وللشمس بهاؤها وعمرها. ما أمجدك في الحيوات خبيرًا؛ فللنبات حياته، وللحيوان كيانه، وللإنسان رِفعته، وللملائكة القديسين خدمتهم للإله. أمام سلطانك يا ابن الله نحن نسجد أيها الخالق المجيد. الكل لك خلق، وفيك يقوم: ما أعظمك أيها الخالق وأنت الأول؛ المصدر والمُنفذ لمشروعك! وما أمجدك بالأكثر وأنت الآخر ( كو 1: 16 ، 17)، فكل شيء لمجدك خُلق وحولك يتمركز! ما أروعك له غرضًا، وغاية وجوده!! وقوة تماسُّكُـهُ، والحافظ له، والمُحرِّك لكيانه، والضابط لنشاط وعمل كل الخليقة!! يا مَن فيكَ يقوم الكل. المجد والكرامة والقدرة والسجود لك يا ابن الله يا مَن خلقت الكل، والكل بإرادتك كائن. . |
|